بشــارات التـــوراة

 

 

تث 18 : 18 - 19

" أقيم لهم نبياً مثلك من بين اخوتهم وأجعل كلامي في فمه ويكلمهم بكل شئ آمره به ومن لم يطع كلامه الذي يتكلم به باسمي فأنا أكون المنتقم من ذلك "

في تناولي لهذه النبوة سأبين المعنى الصحيح لهذه الآية وكيف أنها تعنى المسيح ثم أورد الاعتراضات متبوعة بالرد

أولاً : إن هذه الآية نبوة عن السيد المسيح وقد تحققت ودليلنا على ذلك ما ورد في أع 3 : 22 ، 26

أع 3 : 22 فإن موسى قال للآباء إن نبياً مثلى سيقيم لكم الرب إلهكم من اخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به ....

أع 3 : 26 إليكم أولاً إذا أقام الله فتاه يسوع أرسله يبارككم يرد كل واحد منكم عن شروره

أع 7 : 37 و 51 - 52

37 " هذا هو موسى الذي قال لبنى إسرائيل نبياً مثلى سيقيم لكم الرب إلهكم من اخوتكم له تسمعون " 

51 " يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والإيمان أنتم دائماً تقاومون الروح القدس كما كان آبائكم كذلك أنتم "

52 " أي الأنبياء ألم يضطهدهم آباؤكم وقد قتلوا الذين سبقوا فتنبئوا بمجيء البار الذي أنتم الآن صرتم مسلميه وقاتليه "

 

 

المماثلة بين المسيح وموسى

 

يقول د. أحمد البقرى - بكلية الآداب جامعة المنيا - في كتابه الإسلام والحق - المكتب الجامعي الحديث 1984 ص 27 القاعدة البيانية في التشبيه أن المشبه لا يكون مثل المشبه به في كل دقيقة ولكن يكفى وجه شبه واحد بينهم فإذا قلت كالأسد فليس معنى ذلك أنه يعيش في غابة أو أنه يمشى على أربعة وإنما يكفى وجه الشبه الشجاعة

وسأعرض بعض أوجه الشبه بين موسى والمسيح

 

 

وجه الشبه

موســــــــى

المسيـــــــــــح

عبراني

خر 2 : 6 وهذا من أولاد العبرانيين

مت 1 ، لو 3 : 23 أي يهودي

طفولته

أراد فرعون قتل موسى فقتل كل الأطفال خر1 : 22  و2 : 1 - 10 ونجاه الرب بطريقة عجيبة

أراد هيرودس قتل المسيح وهو طفل مت 2 : 1 - 18 ونجاه الرب بطريقة عجيبة

رفضه

خر 2 : 14 من جعلك رئيساً وقاضياً علينا

يو 1 :11 إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله

التجلي

صعد إلى الجبل ونزل وجهه يلمع خر 34: 29

تجلى على الجبل وصارت هيئته بيضاء كالثلج مت 17

صومه

صام أربعين يوماً قبل تسليم الشريعة

صام أربعين يوماً قبل بدء الكرازة مت 4:2

معجزاته

صنع عجائب ومعجزات خر 4 وأع 7 : 26

ما أكثر المعجزات التي صنعها مت 8 : 3 ، 13

صفاته 1- طاهر القلب

كلم الله وجهاً لوجه والله قدوس لا يسمح بوجود خطية في محضره

تحدى الجميع قائلاً : من منكم يبكتني على خطية

2- وديع وحليم

عدد 12 :1 أما الرجل موسى فكان حليماً جداً أكثر من جميع الناس

مت 12: 14 تعلموا منى لأني وديع ومتواضع القلب فتجدوا راحة لنفوسكم

3- مطيع

أطاع الله في كل ما أمره به

في 2 : 11 وضع نفسه أطاع حتى الموت

4- أميناً

عب 3 : 2 حال كونه ( أي المسيح ) أميناً للذي أقامه كما كان موسى أيضاً في كل بيته

نفس الشاهد

5- صلب الرأي

مع كونه حليماً إلا انه واجه كل خطاء قابله بحزم

واجه الكتبة والفريسين وأظهر شجاعة أدبية فائقة

وظائفه 1- نبياً

تث 18 : 15 يقيم لك الرب إلهك نبياً مثلى

يو 4: 19 ياسيدى أرى أنك نبي

يو 7 :4 بالحقيقة هو النبي

2- منقذ ومخلص

قاد شعبه بنى إسرائيل في خروجه من مصر

خر 3: 10 والآن هلم فأرسلك إلى فرعون وتخرج شعبي بنى إسرائيل من مصر

حرر الناس من عبودية إبليس ومن الخطية مت 1: 21 فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوع لأنه يخلص شعبه من خطاياهم

3- مشرعاً

يش 1 :7 الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي

2اخ 34: 14 سفر شريعة الرب بيد موسى

نح 8 : 1-2 طلبهم من عزرا الكاتب أن يأتي بسفر شريعة موسى التي أمر الرب بها فقد كان موسى مشرع الأمة الإسرائيلية الذي رسم لها شرائعها المدنية والدينية كما أوصاه الرب

مت 5: 7 الموعظة على الجبل

شريعة الحب ويقول العقاد عن المسيح ( لأنه نقض شريعة الأشكال والظواهر وجاء بشريعة الحب أو شريعة الضمير ) حياة المسيح ص 128 ، ويقول مؤلف إظهار الحق ص 51 ( عيسى عليه السلام شريعته خالية من أحكام الحدود والقصاص ) ( يناقش لماذا لم يأت المسيح بشرائع)

4- وسيط وشفيع

تضرع وتوسل إلى الله ليغفر خطايا شعبه خر 32 : 11 فتضرع موسى أمام الرب إلهه وقال: لماذا يارب يحمى غضبك على شعبك خر 32 : 31-32 ، عدد 14 : 19

هو الشفيع والوسيط الوحيد بين الله والناس 1يو 2: 1 ( إن أخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار وهو حي في كل حين ليشفع فينا )

عب 7 : 25 فمن ثم يقدر أن يخلص أيضاً إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم

متعلم

قد تعلم وتهذب بكل حكمة المصريين أع 7 : 22

معلم المعلمين في الهيكل تحاور الكهنة ويجاوب وهو بعد صبي لو 2: 46

بعد العظة على الجبل بهتوا من تعليمه مت 7 : 28

العلاقة مع الله

كليم الله تث 34     لم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرف الرب وجهاً لوجه

كلمه الله يو 1 : 14 والكلمة صار جسداً وحل بيننا

 

 

 

وفى عظمة تعاليم المسيح يقول محمد عطاطيس في الخالدين ص 53 إن عظمة عيسى عليه السلام ليست في معجزاته بقدر ما هي في تعاليمه التي أحدثت ثورة في تاريخ الإنسانية بل غيرت مجرى التاريخ ، وبالرغم من كل أوجه الشبه التي درسناها بين موسى والمسيح فهناك من يعترض قائلاً : توجد فروق بين موسى والمسيح - موسى له أب هو عمران - المسيح ليس له أب / موسى مات موت عادى - المسيح صلب وقام

 

 

أقول إن " مثلي " لا تعنى المماثلة في كل شئ كما وضح د. أحمد البقرى ص1 لأنه أيضا يوجد فروق بين موسى ومحمد

     

1- موسى عبراني وهو لا

     

     

2- موسى تعرض لخطر الموت وهو طفل وهو لا

     

     

3- موسى عمل معجزات كثيرة وهو لا

     

     

4- موسى قدم المن والسلوى والماء لشعبه وهو لا

     

     

5- موسى متعلم بكل حكمة المصريين وهو لا

     

     

6- موسى قاد شعبه من أرض العبودية من مصر وهو لا

     

     

7- موسى كلم الله وجهاً لوجه وهو لا

     

     

8- موسى مات موت طبيعي وهو لا ( سم )

     

     

9- موسى تزوج بواحدة وهو لا

     

 

 

الاعتراضـــــات

 

الوجه الأول

اليهود المعاصرين للمسيح كانوا ينتظرون نبياً آخر مبشراً به يو 1 : 21 غير المسيح

 

الرد :

نعم اليهود أيام السيد المسيح كانوا ينتظرون المسيح ونبياً آخر وذلك لأنهم وجدوا نبوات كثيرة جداً تتكلم عن المسيح كالمسيا المنتظر ووجدوا أن له صفات كثيرة فهو مخلص وملك ونبي لذلك هم فهموا أن المسيح سيكون كملك وسيخلصهم من الرومان ، أما عن صفات المسيا كنبي فتوقعوا أو فهموا أنه شخص آخر بينما المسيح ( المسيا ) جاء كملك ومخلص ( من الخطايا وليس من الرومان ) وكنبي وكاهن أيضاً بل وكعبد أيضاً وكل هذه الصفات لها نبوات عنها في التوراة .

وقد وضحنا في أع 7 : 37 و 51 - 52 أن اسطفانوس يكلم اليهود أشار إلى نبوة موسى 18 وقال لهم جهارا إن هذه النبوة هي عن مجيء البار ( ليس أحد بار إلا الله وحده والمسيح فقط ) ويكمل قائلاً إنهم قتلوه أي المسيح الذي صلب .

وفى إنجيل متى الإصحاح الثاني العدد 10 ، 11 جاء المجوس لزيارة السيد المسيح وهو طفل وأتوا ( المجوس ) إلى البيت ورأوا الصبي مع مريم أمه فخروا وسجدوا له ثم فتحوا كنوزهم وقدموا له هدايا ذهباً ولباناً ومراً ..

والمعروف أن الذهب يقدم للملوك - واللبان يقدم للكاهن والمر يقدم للنبي ، ويقصد روح الله من هذه الهدايا أن يعلن لنا بأن المولود سيكون ملك ونبي وكاهن لكن المشكلة دائماً في الفهم الخاطئ عند اليهود ...

 

الوجه الثاني :

وقع في هذه البشارة لفظ " مثلك " والمسيح ويوشع ( يشوع ) لا يمكن أن يكون مثل موسى وقد سبق أن وضحنا أن " مثلك " تنطبق على المسيح وليس على شخص آخر .

ويقول أيضاً مت 34 : 10 ولم يأت بعد ذلك نبي في إسرائيل مثل موسى يعرفه الرب وجهاً لوجه فان قام أحد مثل موسى بعد من بنى إسرائيل يلزم تكذيب هذا القول ، نقول لنا ملاحظتان :

1-أنه أخذ نصف الآية وترك النصف الآخر وهو ( في جميع الآيات والعجائب التي أرسله الرب ليعملها في أرض مصر )

2- وبذلك يتضح من هذه الآية أن النبي الذي يكون مثل موسى لابد أن تكون له صفتان :

أ- يعرفه الرب وجهاً لوجه - الجزء الأول من الآية

ب-أن يعمل معجزات مثل التي أجراها موسى أمام فرعون -  الجزء الثاني من الآية

وهذا لا ينطبق إلا على شخص واحد فقط هو السيد المسيح الذي هو كلمة الله الذي قال ( من رآنى فقد رأى الآب ) وهو الذي عمل معجزات أعظم من موسى .

أما عن قول لم يقم بعد ذلك فكلمة ذلك هي إضافة من المؤلف والنص الصحيح للآية هو ( ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى الذي عرفه الرب وجهاً لوجه في جميع الآيات والعجائب التي أرسله الرب ليعملها في أرض مصر ) وهى أنه حتى كتابة سفر التثنية لم يقم نبي في إسرائيل مثل موسى لكنها لا تعنى عدم قيادة مستقبلاً والمعترض أضاف كلمة ذلك لتساعده في الهجوم لكنها ليست أمانة في الكتابة.

 

الوجه الثالث :

ذكر لفظ ( من بين اخوتهم ) والأسباط الاثنى عشر كانوا موجودين مع موسى وكان يلزم أن يقول منهم أو من بينهم، لذلك فيكون المقصود اخوتهم بنى إسماعيل كما جاء في تك 25 : 18 أمام جميع اخوته نزل

في تث 2 : 40 ( وأوصِ الشعب قائلاً أنتم مارين بتخم اخوتكم بنى عيسو الساكنين في سعير فيخافون منكم فاحترزوا جداً )

ويقول المعترض : المراد باخوة بنى إسرائيل بنو عيسو ولا شك أن استعمال لفظ ( اخوة بنى إسرائيل ) في بعض النصوص منهم كما جاء في بعض مواقع التوراة المستعمل مجازياً - ولا تترك الحقيقة ولا يستخدم المجاز ما لم يمنع عن العمل على المعنى الحقيقي مانع قوى ويوشع وعيسى (ع) كانا من بنى إسرائيل - فلا تصدق هذه البشارة عليهما

 

الـــــرد :

هذا الاعتراض يدل على أن الكاتب يعرف أن لفظ اخوتهم يستعمل في التوراة بمعنى حقيقي ومعنى مجاز كما نوه هو ويعلم أن هناك مواضيع أخرى في التوراة ولكنه لم يذكرها لنعرف ما هو المعنى الحقيقي وما هو المجاز ؟ ولنصل إلى الحق لابد أن نعرف التعريف الواضح الصريح لمعنى الاخوة في تث 15 : 12

 

( إذا بيع أخوك العبراني أو أختك العبرانية ... )

وهذا واضح أن الأخ لابد أن يكون من العبرانيين أي من أسباط بنى إسرائيل وهذا هو المعنى الحقيقي لمعنى الاخوة أما الإشارات المذكورة لإسماعيل فهي المعنى المجازى ثم دعنا نرى أن الشواهد الكثيرة تعني منقول به ..

تث 18 : 15 " يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من اخوتك مثلى " وهنا يحدد موسى بكل وضوح أن النبي من وسط بنى إسرائيل ومن اخوتهم أي عبراني

تث 17 : 14 - 15 " ومتى أتيت إلى الأرض التي يعطيك الرب إلهك وامتلكتها ... فإنك تجعل عليك ملكاً الذي يختاره إلهك من وسط اخوتك تجعل عليك ملكاً " .

وهنا يقول لهم الرب في نفس سفر التثنية وكان موجود بنى إسرائيل مع موسى ويخاطبهم قائلاً من وسط اخوتك : فهل يفهم أنه من بنى إسماعيل ونعلم أن الرب يتكلم عن سليمان وداود النبي الذي اختارهم الرب لبنى إسرائيل ، ولعل المعترض يجب أن يقول أنه يجب هنا قول ( منهم ) تث 18 : 1 - 2 أن يكون للكهنة واللاويين كل سبط لاوى قسم أو نصيب مع إسرائيل يأكلون وقائد الرب فلا يكون له نصيب في وسط اخوته فهل كان لسبط لاوى نصيب في بنى إسماعيل

تث 3 : 18 ( أمام اخوتكم بنى إسرائيل .. ) قال الرب للمقاتلين من بنى إسرائيل من الأسباط التي امتلكت الأرض أن يعبروا أمام اخوتكم بنى إسرائيل ( وهنا يقصد باقي الأسباط اليهود ) وليس بنى إسماعيل.........

 

الوجه الرابع :

الاعتراض :

ورد لفظ سوف أقيم يوشع ( يشوع ) ويشوع كان موجود أيام موسى

الــرد :

النبوة لا تخص يوشع ( يشوع )

 

 

الوجه الخامس :

لفظ ( أجعل كلامي في فمه ) دليل على أن النبي أمى

أولاً : إذا كان المماثلة بين موسى ومحمد فكيف يكون أحدهما متعلم بكل حكمة المصريين والثاني أمى وهذا يدل على أن المماثلة غير كاملة أو معنى هذه الجملة غير ذلك، وبالرجوع إلى الكتاب المقدس نجد أن العبارة ( اجعل كلامي في فمه ) لا تعنى أبداً معنى عدم معرفة القراءة بل هو تعبير دائماً يستعمل للدلالة على أن كلمات النبي ( أي نبي ) هي من الله فنجد مثلاً :

خر 7 : 2 " أنت تتكلم بكل ما آمرك " - وموسى يتكلم بكل ما يأمره به الله

أر 1 : 7 " وتتكلم بكل ما آمرك " - وأرميا يتكلم بكل ما يأمره به الله

أر 1 : 9 " وقال الرب لي ها قد جعلت كلامي في فمك " - أرميا يتكلم بكل ما يأمره به الله

مت 10 : 18 - 20 وتساقون أمام ولاة وملوك من أجلى شهادة لهم وللأمم فمتى أسلموكم فلا تهتموا كيف أو بما تتكلمون لأنكم تعطون في تلك الساعة ما تتكلمون به لأنه لستم أنتم المتكلمون بل روح أبيكم الذي فيكم

أش 59 : 20 " كلامي الذي وضعته في فمك لا يزول من فمك " أشعيا يتكلم بكلام الرب

إن الكتاب المقدس كتب بوحي من روح الله القدوس وذلك يوضح كلام الله في أفواه الأنبياء لذلك يقول القديس بطرس ( لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكلم أناس الله القديسين مسوقين بالروح القدس )

 

 

الوجه السادس :

( ومن لم يطع كلامه الذي يتكلم به بإسمى فأنا أكون المنتقم من ذلك )

الإعتراض :

 إن النبي مأمور من الله بالانتقام من مُـنكِره - وعيسى شريعته خالية من أحكام الحدود والقصاص والتعزيز والجهاد

الرد :  

الغريب أن الآية واضحة بأن الله يؤكد بأنه هو المسئول عن الانتقام فاللفظ ( فأنا أكون المنتقم ) لا تقبل إلا التأكيد على أن الله هو المنتقم وبالرغم من وضوحها فالكاتب يرفض التفسير الصحيح وهو أن الانتقام الله سينزل على كل من لم يطع هذا النبي

وقد أعلن السيد المسيح بكل وضوح ( من لا يكرم الابن لا يكرم الذي أرسله ) يو 5 : 3 ، ( الذي يؤمن بالابن ( المسيح ) له حياة أبدية والذي لا يؤمن بالابن لن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله ) يو 3 : 36

وواضح جداً في اللفظ المشار إليه ( ومن لم يطع كلامه الذي يتكلم به بأسمى فأنا أكون المنتقم من ذلك ) أن الذي يرفض ذلك النبي أو كلامه هو يرفض الله نفسه لذلك سينتقم منه الله نفسه

 

 

الوجه السابع :

في سفر الأعمال 3 : 19 - 23 " فتوبوا وارجعوا كي تمحى خطاياكم حتى تأتى أزمنة الراحة من قدام وجه الرب ويرسل المنادى به لكم وهو يسوع المسيح - الذي إياه ينبغي للسماء أن تقبله إلى الزمان الذي يسترد فيه كل شئ تكلم به الله على أفواه أنبيائه القديسين منذ الدهور - إن موسى قال إن الرب إلهكم يقيم لكم نبياً من اخوتكم مثلي ،  له تسمعون في كل ما يكلمكم به ويكون كل نفس لا تسمع لذلك النبي تهلك من الشعب .

 

أعمال 7 : 37 هذا موسى الذي قال لبني إسرائيل نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من اخوتكم له تسمعون

الـــــرد :

إن من يقرأ هذه الآيات يجدها جزء من عظة الرسول بطرس لليهود وكل هدفه في العظة أن يثبت لهم من الأنبياء أن المسيح هو النبي المبشر به ونجد أنه يعيد ويؤكد ذلك أكثر من مرة فيقول في أع 3 : 13

" إن إله إبراهيم واسحق ويعقوب إله آبائنا مجد فتاه يسوع الذي أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس وهو حكم بإطلاقه "

ويكــــــرر ثانياً أع 3 : 14 - 15 " ولكن أنتم أنكرتم القدوس البار وطلبتم أن يوهب لكم رجل قاتل ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات ونحن شهود لذلك "

ويكــــرر ثالثا :

أع 3: 18 وأما الله فما سبق وأنبأ به بأفواه جميع أنبيائه أن يتألم المسيح قد أتممه هكذا

أع 3: 19 فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكي تأتى أوقات الفرج من وجه الرب

أع 3 : 20 ويرسل يسوع المسيح المبشر به لكم قبل

أع 3 : 21 الذي ينبغي أن السماء تقبله إلى أزمنة رد كل شئ التي تكلم عنها الله بفم جميع أنبياءه القديسين منذ الدهور - أحد هؤلاء الأنبياء هو موسى فماذا قال ؟ الإجابة في عدد 22

أع 3 : 22 فإن موسى قال للآباء إن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من اخوتكم له تسمعون في كل ما يتكلم به

أع 3 : 23 ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب ويكمل باقي الأنبياء الذين تنبئوا عن المسيح

أع 3 : 24 وجميع الأنبياء أيضاً من صموئيل فما بعده جميع الذين تكلموا سبقوا وأنبأوا ( بهذه الأيام )

أع 3 : 25 أنتم أبناء الأنبياء والعهد الذي عاهد به الله آبائنا قائلاً لإبراهيم وبنسلك تتبارك جميع قبائل الأرض

أع 3 : 26 إليكم أولاً أقام الله فتاه يسوع أرسله يبارككم برد كل واحد منكم عن شروره

وفى بداية الإصحاح الذي بعده ( الرابع ) نجد أن اليهود والكهنة وقائد جند الهيكل جاءوا منزعجين من تعليمهم الشعب وندائهم في يسوع بالقيامة من الأموات أي أن كل تعليم الرسول بطرس كان عن يسوع فقط وهذا ما كان يهمه فلو أن هذه النبوة لم تكن عن يسوع ما كان استشهادهم .

 وبعد موت المسيح على الصليب ودفنه رجع التلاميذ كل واحد إلى مكانه وكان هناك تلميذان عائدين إلى مدينتهم عمواس حتى يوم الأحد بعد أن صلب المسيح يوم الجمعة ودفن في القبر ولم يعلما أنه قام فقابلهم المسيح وتظاهر أنه مسافر معهم ولم يكونا يعرفان أنه هو فابتدأ من نبوة موسى يفهمهم الكتب المقدسة كيف أنه هو الذي تنبأ عنه الأنبياء وأنه يجب أن يصلب ويقوم

لو 24 : 21 يقول التلميذان للمسيح :

" ونحن كنا نرجو ( عن المسيح ) أنه هو المزمع أن يفدي إسرائيل - ولكن مع هذا كله اليوم له ثلاثة أيام منذ حدث ذلك بل بعض النساء منا حيرننا إذ كن باكراً عند القبر ولما لم يجدن جسده أتين قائلات أنهن رأين منظر ملائكة قالوا أنه حي ومضى قوم من الذين معنا إلى القبر فوُجد هكذا كما قالت أيضاً النساء وأما هو فلم يروه فقال لهم أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء أما كان ينبغى أن المسيح يتألم بهذا ويدخل إلى مجده ثم أبتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب ، أن كل من يريد أن يبشر لليهود بالمسيح فليبدأ أولاً من نبوة موسى ، وكل الكتاب المقدس يشير ببساطة إلى تفسير نبوة موسى عن المسيح

 

الصفحة الرئيسية