آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ
( سورة البقرة: 285)
عرفنا من الجزء السابق في هذه السلسلة ان القرآن يؤكد سلامة التوراة والإنجيل من التحريف، والآن نود ان نعرف ما يقوله القرآن عن المسيح يسوع (عيسى بن مريم) ونقارنه بالآيات الخاصة بالنبي محمد
وفى البداية نعرض ما قاله القرآن عن تفضيل الله لبعض الرسل على البعض الآخر، ثم ذِكره للمسيح بعدها مباشرة وذلك من دون باقى الأنبياء ليُفهِم القارئ مدى تفضيل الله للمسيح الذى اتاه بالبينات وايده بالروح القدس، وإليك الآية كاملة:
وفى الآيات التالية سوف ترى الدرجة الرفيعة التى يتمتع بها المسيح فى القرآن، فهو على سبيل المثال كلمة الله وروح منه، وجيهاً فى الدنيا والآخرة، مُؤيد بالروح القدس، قادر على الخلق من الطين والإبراء من المرض وإحياء الموتى، والله قد جعله آية للعالمين وجاعل تابعيه فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة، فها هى الآيات كاملة لتقرأها وتتأمل فيها:
إِذْ قَالَتْ الْمَلائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَمِنْ الصَّالِحِينَ (آل عمران 45-46)، | |
"قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ (المائدة 110) | |
إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ (النساء 171) | |
وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً (المؤمنون 50) | |
فَنَفَخْنَا فِيهَا (أى مريم) مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (الأنبياء 91) | |
قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (آل عمران 55). | |
| |
والآن دعنا نبحث فى الآيات القرآنية التى تذكر النبي محمد رسول الإسلام لنرى مكانته الحقيقية فى القرآن ، فهو حسب القرآن بشر مثل باقى البشر، يجب ان يستغفر لذنبه، وهو الذى كان ضالاً لايدرى شيئاً عن الكتاب أو الإيمان، والذى انقض الوزر ظهره: | |
قال محمد: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ (الكهف 110) | |
مَا كُنْتَ تَدْرِي (يامحمد) مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ (الشورى 52) | |
وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ (يامحمد) وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ (محمد 19) | |
لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ (يامحمد) مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ (الفتح 2) | |
وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ (يامحمد) الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ (الشرح 2-3) | |
وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ (يامحمد) لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلا (الإسراء 74) | |
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا (يامحمد) فَآوَى وَوَجَدَكَ ضَالا فَهَدَى (الضحى 6-7) | |
اسْتَغْفِرْ لَهُمْ (يامحمد) أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ (التوبة 80) | |
أَفَأَنْتَ (يامحمد) تُنقِذُ مَنْ فِي النَّارِ (الزمر 19) | |
قُلْ (يامحمد) لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلا ضَرًّا (الأعراف 188). |
والله يقول للنبي محمد بمنتهى الصراحة أنه إن إستغفر للآخرين أو لايستغفر فلن يغفر الله لهم، وهو يسأله بصورة نافية إن كان فى مقدرته أن يُنقذ من فى النار، والمحصلة النهائية وبحسب شهادة القرآن نفسه ان محمد بالحقيقة بشراً لايملك لنفسه نفعاً ولاضراً.
أما المسيح في القرآن فهو وجيهاً فى الدنيا والآخرة ومن المقربين أى أنه يشفع فى أمته وتابعيه الذين وعدهم الله بأن يرفعهم على الكافرين إلى يوم القيامة.
إننا نُبشرك أيها الأخ الحبيب بالإيمان بهذه الشخصية العجيبة والتى ليس لها مثال بين البشر، والكتاب المقدس (التوراة والإنجيل) يعطيك فكرة أوضح وأكمل عن المسيح يسوع. لذلك ننصحك بالحصول على نسخة من الكتاب المقدس لتقرأ فيها المزيد عن إعلانات الله.