وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
( سورة العنكبوت: 46)
فى هذه الآية يُثبت القرآن أن أهل الكتاب يؤمنون بالله الواحد الذى يؤمن به المسلمون أيضاً، فما هو السر وراء بعض الآيات الأخرى التى تريد إثبات عكس ذلك، ومنها على سبيل المثال:
وهذه الآيات تستنكر أن يكون هناك ثلاثة ألهة أو أن المسيح أمر الناس بعبادة أمه مريم وتستنكر أيضاً أن يكون لله عز وجل صاحبة يُنجب منها أولادا. والعجيب أن المسيحيين المؤمنين يستنكرون هذه الأشياء أيضاً، فنحن نؤمن أن الله واحد، والآيات التالية من الإنجيل تؤيد هذا:
والمسلمون يفهمون المسيحيين بطريقة خاطئة فنحن نؤمن أن الله واحد فى ثلاثة أقانيم، الآب والإبن والروح القدس. وكلمة الإبن لاتعنى الولادة الجسدية ولكن الروحية، وعندما يقول القرآن "إبن السبيل" لايعنى بذلك الولادة الجسدية، كذلك تعبير "إبن الوطن" أو "إبن العلم"...ولعل الآية القرآنية التالية توضح معنى الثالوث:
" إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ" (النساء 171)، فالله مذكور مع كلمته وروحه القدس، وهذا ما نقوله نحن المسيحيون، فليس هناك عاقل يدّعى أن المسلمين فى هذه الآية ينادون بثلاثة ألهة بل بإله واحد الله وكلمته وروحه وهذا هو الإيمان المسيحى أيضاً أى الله الآب والإبن والروح القدس. والآية القرآنية التالية تعود فتؤكد أن أهل الكتاب يؤمنون حقاً بالله الواحد:
أما من جهة الله وكينونته فمن المستحيل أن يدرك العقل المحدود الإله غير المحدود، والكتاب المقدس يقول: " أَإِلَى عُمْقِ اللّهِ تَتَّصِلُ، أَمْ إِلَى نِهَايَةِ الْقَدِيرِ تَنْتَهِي؟ هُوَ أَعْلَى مِنَ السَّمَاوَاتِ، فَمَاذَا عَسَاكَ أَنْ تَفْعَلَ؟ أَعْمَقُ مِنَ الْهَاوِيَةِ، فَمَاذَا تَدْرِي؟" (أيوب 11: 7-8)، وأيضا: " يَا لَعُمْقِ غِنَى اللّهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ، أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيراً؟ أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟ . لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الْأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الْأَبَدِ. آمِينَ." (رومية 11: 33-36).
والإنسان بمفرده لايستطيع ان يعرف الرب ولكنه يحتاج إلى الإعلان الإلهى في كلمته المقدسة. إن الله مستعد أن يعلن لك عن نفسه، فالمسيح يسوع فى صلاته قال: "أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال" (متى 11: 25)، والمقصود بالأطفال هنا هم الناس البسطاء، وذلك بخلاف الذين يريدون أن يدركوا الله بالعقل ويقيسونه بالماديات.
المسيح يسوع كلمة الله الحى قادر على تغيير حياتك وتجديدك كلياً، وهو يدق على باب قلبك من خلال هذه الكلمات البسيطة، فافتح قلبك وسلم حياتك له فتنال الحياة الأبدية. ان للمسيح يسوع سلطاناً على الشيطان والأرواح الشريرة وهو إله قدير قادر على إنقاذك فى الضيق، فلماذا لا تلجأ إليه اليوم.