السؤال ...

 

هل الكتاب المقدس هو كلمة الله؟

 

والجواب...

 

هذا السؤال ليس بجديد، فالشيطان عندما جرب الإنسان الأول سأل نفس السؤال على لسان الحية: "وكانت الحيّة أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الاله.فقالت للمرأة أحقا قال الله ......." (تكوين 3: 1)، وبنفس الطريقة مازال يُشكك الشيطان فى صحة الكتاب المقدس، ونحن نؤكد إيماننا بصحة الكتاب المقدس ونتمثل بيسوع المسيح الذى عندما حاول ان يجربه ابليس رد عليه بكلمة الله المقدسة. نحن أيضا نعرض على الآخرين الكتاب المقدس لكى يساعدهم على التخلص من القلق والشكوك والمخاوف وان يعرفوا الطريق نحو الله، مُتخذين عبارة بطرس الرسول كشعار لنا: " قدسوا الرب الاله في قلوبكم مستعدين دائما لمجاوبة كل من يسألكم عن سبب الرجاء الذي فيكم بوداعة وخوف" (1بط 3: 15). ونود ان نتناول بإختصار الأسباب التى تدعنا نؤمن ان الكتاب المقدس هو كلمة الله:

 

1. التأثير الإيجابى فى حياة البشر:

فالتأثير غير العادى لكلمة الله فى حياة البشر على مدى العصور يعرفنا ان هذه الكلمة ليست من صنع بشر ولكن من الله نفسه الأمين والذى يحقق كل وعوده، فنرى فى كلمة الله القوة على الشفاء من الأمراض المستعصية، على اخراج الشياطين التى تخرج صارخة من قوة الكلمة، ثم نرى تحرر الناس من الخطية ومن العادات الذميمة بكل أنواعها وأشكالها. وفى مناقشة لأحد المؤمنين بالمسيح مع أحد الملحدين، طلب المؤمن من الملحد ان يُحضر معه فى المناقشة 100 شخص قد تغيرت حياتهم الى الأفضل بسبب الإلحاد وفى مقابل ذلك سيحضر هو معه 100 شخص تغيرت حياتهم الى الأفضل بسبب إيمانهم بكلمة الله. وبالطبع فشل الملحد فى العثور على أحد. ونحن نؤمن بقوة كلمة الله الحية على تغيير حياتنا الى الأفضل من خلال حديث الله معنا بصورة شخصية ومباشرة من خلال كلمته المقدسة.

 

2. تنوع الأسفار المقدسة وفى نفس الوقت تناسقها وانسجامها:

فالكتاب المقدس أُوحى به لأشخاص عديدين وعلى مدى حوالى 1600 سنة، فمنهم من كان ملكا ومنهم من كان صيادا، منهم من كان شاعرا ومنهم من كان راعيا للغنم... ومع ذلك نجد هذا التناسق والتوافق العجيب الذى لايمكن ان يحدث لو لم يكن الله تدخل بوحيه وسلطانه مباشرة.

3. عصمة الكتاب المقدس:

فنحن نؤمن ان الكتاب المقدس خال من الخطأ، وذلك من كافة الوجوه سواء التاريخية أو الروحية ... والكتب التى من وضع البشر نجد انها تتغير بتغير العصر حتى تتلائم مع ظروفه ومقدار تطوره.... فى حين ان الكتاب المقدس يبقى كما هو ثابتا على مر العصور، فالقوانين الروحية مازالت تُمارس عمليا فى يومنا هذا ويجد فيها الإنسان شبعا لعطشه نحو الله. وفى حين نرى ان كُتّاب التاريخ يحاولوا التستر على عيوب القادة السياسيين وعلى أخطائهم، فإننا نجد الكتاب المقدس يحكى كل شئ بوضوح وصراحة وبدون مواراة أو تستر على أحد، بل يحكى الأمور كما حدثت بالضبط. فالكتاب المقدس يصف مدى صلابة رقبة الشعب اليهودى ووقوعهم المستمر فى الخطية بالرغم من أنهم شعب الله المختار، كذلك يحكى لنا العهد الجديد تخلى التلاميذ عن المسيح يسوع عند صلبه وخوفهم وكذلك خيانة يهوذا الذى كان تلميذا للمسيح.

4. الإكتشافات العلمية الحديثة تثبت صحة الكتاب المقدس:

فعلى سبيل المثال ادّعى ناقدى الكتاب المقدس ان شخصية الملك "سرجون" المذكور فى اشعياء 20: 1 شخصية اسطورية لم يكن لها وجود فى التاريخ ولكن فى سنة 1843 تم اكتشاف لوحة أثرية وعليها نقوش تحكى قصة هذا الملك. والأمثلة عديدة التى تُثبت صحة الكتاب المقدس.

5. سمو تعاليم الكتاب المقدس تُثبت انه مُوحى به من الله:

ففى حين تصلح قصص الكتاب المقدس لأن يقرأها الأطفال نجد انها تصلح فى نفس الوقت للعلماء والباحثين للبحث والتأمل. وكل من يقرأ الكتاب المقدس فإنه يجد الجديد فى كل مرة.

والشريعة التى أعطاها الله لموسى كانت تسمو على كل الشرائع الوضعية فى الأمم المحيطة بشعب الله، وقد اقتبست هذه الأمم العديد من الشرائع من الشريعة الإلهية. وبساطة وعمق اسلوب الكتاب المقدس كذلك صدق رواياته يُثبت انه من الله. والآية التالية تؤكد هذه الحقيقة: " كل الكتاب هو موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر لكي يكون انسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح" (2تيمو 3: 16-17).

6. تحقيق النبؤات يُثبت صحة الكتاب المقدس:

فلقد أوحى الله لأنبيائه الصادقين بأمور سوف تحدث فى المستقبل كقيام ممالك وسقوطها وخراب أورشليم واعادة بنائها ... ثم التنبؤات العديدة عن المسيح وتحقيقها فى حياته، كذلك حث كلمة الله البشر باستمرار على الرجوع الله والتوبة ... كل ذلك يُثبت صحة الكتاب المقدس.

7. محاربة الخطية والشيطان فى الكتاب المقدس تُثبت صحته:

لأنه لايمكن ان هذه الوصايا السامية والحث المستمر على الرجوع لله والتوبة ان تكون وحيا شيطانيا، كذلك التنبؤ مُسبقا بانهزام الشيطان دليل على صحة الكتاب المقدس.

8. بقاء الكتاب المقدس الى اليوم هو دليل على صحته:

فهناك أجزاء من الكتاب المقدس كُتبت قبل 3500 سنة، وأحدث الأجزاء كُتبت قبل 1900 سنة، ومع ذلك بقى الكتاب المقدس كما هو وذلك لمحافظة الله الأزلى على كلمته المقدسة.

 

ان الكتاب المقدس الذى تعرض للنقد وللإتهامات الباطلة مازال موجودا وصامدا أمام كل التيارات المعادية، والآية التالية تؤكد هذه الحقيقة:

 

لأَنَّ كُلَّ جَسَدٍ كَعُشْبٍ،

وَكُلَّ مَجْدِ إِنْسَانٍ كَزَهْرِ عُشْبٍ

الْعُشْبُ يَبِسَ وَزَهْرُهُ سَقَطَ،

وَأَمَّا كَلِمَةُ الرَّبِّ فَتَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ

وَهذِهِ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي بُشِّرْتُمْ بِهَا

(رسالة بطرس الأولى 1: 24-25).