أكذوبة الأعجاز العلمي في القران

 

 الجزء الثاني الفصل الاول

 

من روائع التعجيز القرآنـــــــ (الضمائر) ــــــــــــي
 


في استعمال القرآن للضمائر اعجاز وتعجيز.

ففي الاتقان (للسيوطي 1: 178) قواعد ذكرها لاستعمال الضمائر:-

(
قاعدة) الاصل عود الضمير على اقرب مذكور. واختلف في قوله " أو لحم خنزير فإنه رجس" فمنهم من أعاده الى المضاف ومنهم من اعاده الى المضاف اليه.

(
قاعدة) والاصل توافق الضمائر في المرجع حذراً من التشتيت؛ ولهذا لما جوّز بعضهم في " ان اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم" ان الضمير في الثاني للتابوت وفي الاول لموسى؛ عابه الزمخشري وجعله تنافراً مخرجاً للقرآن عن اعجازه فقال: " والضمائر كلها راجعه الى موسى، ورجوع بعضها اليه وبعضها الى التابوت فيه هجنه، لما يؤدي اليه من تنافر النظم الذي هو أم اعجاز القرآن. وقال " ليؤمنوا بالله ورسوله ويعززوه ويوقروه ويسبحوه". ))) تضيع الضمائربين الله ورسوله(((؛ وقد يخرج عن هذا الاصل قوله: " ولا تستفتِ فيهم منهم احدا" فإن ضمير (فيهم) لاصحاب الكهف (ومنهم) لليهود، قاله ثعلب والمبرد. ومثله: " ولما جاءت رسلنا لوطا سيء بهم، وضاق بهم ذرعا، قال ابن عباس: ساء ظنا بقومه وضاق ذرعا باضيافه. وقوله: " الا تنصروهالاية" فيها اثنا عشر ضميرا كلها للنبي ص. الا ضمير (عليه) فلصاحبه، كما نقله السهيلي عن الاكثرين.

(
قاعدة) وجمع العاقلات لا يعود عليه الضمير غالبا الا بصيغة الجمع سواء كان للقلة او للكثرة نحو " والوالدات يرضعن والمطلقات يتربصن"؛ وورد الافراد في قوله: "والزوابع مطهرة" ولم يقل مطهرات.

(
قاعدة) اذا اجتمع في الضمائر مراعاة للفظ والمعنى بُدىء باللفظ ثم بالمعنى. هذه هو الجادة في القرآن...ولم يُبح في القرآن البداءة بالحمل على المعنى الا في موضع واحد " وقالوا: ما في بطون الانعام خالصة لذكورنا ومحرم على ازواجنا" فأتت "خالصة" حملا على معنى (ما) ثم راعى اللفظ فقال "محرم".

(
قاعدة) في التذكير والتأنيث: التأنيث ضربان حقيقي وغيره. فالحقيقي لا تحذف منه تاء التأنبث من فعله غالبا، واما غير الحقيقي فالحذف مع الفصل احسن. وكل اسماء الاجناس يجوز فيها التذكير حملا على الجنس، والتأنيث حملا على الجماعه كقوله: "اعجاز نخل خاوية...اعجاز نخل منقعر...ان البقر تشابه علينا (وقرىء) تشابهت علينا. السماء منفطر به...اذا انفطرت السماء...جاءتها ريح عاصف...ولسليمان الريح عاصفة".

"
فإن القرآن العظيم، كما جاء في الآثر، لا تنقضي عجائبه" (الاتقان 2: 105).

 

 

من روائع التعجيز القرآني ( تشابه النظم والمعنى)


"
في معرفة إعرابه" ( الاتقان 1: 180)

يقول: " من فوائد (اعرابه) معرفة المعنى، لأن الاعراب يميز المعامي، ويوقف على أغراض المتكلمين"

ففي باب تشابه النظم والمعنى:-

وان "أول واجب عليه ان يفهم معنى ما يريد أن يعربه مفردا أو مركبا قبل الاعراب، فإنه فرع المعنى".

وقد تشابه قوله: " وإن كان رجل يُورتُ كلالةً" (النساء 12). قال: "انه يتوقف على المراد بها: فإن كان اسماً للميت فهو حالُ (يورث) خبر كان؛ أو صفة وكان تامة أو ناقصة وكلالة الخبر. أو للورثة فهو على تقدير مضاف اليه اي (ذا كلالة) وهو أيضا حال أو خبر كان كما تقدم. أو للقرابة فهو مفعول لاجله".


وقد تشابه قوله: "قالوا يا شعيب، أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد آبائنا، أو نفعل في أموالنا ما نشاء" (هود 86) فظاهر اللفظ " أو نفعل في أموالنا ما نشاء" معطوف على "أن نترك"، وذلك باطل لانه لم يأمرهم ان يفعلوا بأموالهم ما يشاؤون، وانما هو عطف على ما هو معمول للترك، والمعنى ان نترك ان نفعل. "وموجب الوهم المذكور (أن) والفعل مرتين وبينهما حرف عطف".

وهناك امثلة اخرى لمن اراد المزيد، " فإن القرآن العظيم، كما جاء في الاثر، لا تنقضي عجائبــــــــــــــه السيوطي.

 

 

في معرفة إعرابه" (الاتقان 1: 180)

يقول: " من فوائد (اعرابه) معرفة المعنى، لأن الاعراب يميز المعامي، ويوقف على أغراض المتكلمين"

من روائع التعجيز القرآني (في التعريف والتنكير)

قال السيوطي: (قاعدة) اعلم ان لكل منهما مكاناً لا يليق بالآخر.
اما التنكير فله اسباب: ارادة الوحدة او النوع، والتعظيم او التحقير، والتنكير او التقليل، مثل قوله: { سبحان الذي اسرى بعبده ليلا}: الليل كله ام جزء منه؟

واما التعريف فله اسباب: ارادة الاضمار او العلمية، او لتعظيم او اهانة، والتعريض او التعظيم بالبعد نحو { ذلك الكتاب لا ريب فيه}، او ارادة الخصوص او العموم، وللاستغراق حقيقة او مجاز – وقد اشكل عليه قوله: {قل هو الله أحد، الله الصمد}: ما الحكمة من تنكير أخد، وتعريف الصمد؟ - في ذلك اقوال. وقد ينتج عن ذلك غموض ايضا مثل قوله: {الله الذي خلقكم من ضعف، ثم جعل من بعد ضعف قوة، ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة} فان المراد بالضعف الاول النطفة وبالثاني الطفولية وبالثالث الشيخوخة.

(
القاعدة) انه اذا ذكر الاسم مرتين، وكان في كلتيهما معرفة الثاني هو الاول غالبا نحو {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين}. وشذ عنها قوله: {هل جزاء الاحسان الا الاحسان} فإنهما معرفتان والثاني (بمعنى الثواب) غير الاول (بمعنى العمل)؛ وقوله {النفس بالنفس} الى آخر الاية، فالثانية عكس الاولى: القاتلة بالمقتولة؛ وقوله: { هل آتى على الانسان(آدم) حين من الدهر...إنا خلقنا الانسان (اولاد آدم) من نطفة امشاج} والثاني غير الاول؛ وقوله: {وكذلك انزلنا اليك الكتاب (القرآن) فالذين آتيناهم الكتاب} والثاني غير الاول.

(
والقاعدة) ايضا ان كان الاسمان نكرتين فالثاني غير الاول غالبا، وشذ عنها قوله: { وهو الذي في السماء إله، وفي الارض إله} ، وقوله {يسألونك عن الشهر الحرام: قتال فيه. (قل قتال فيه كبير) }: فإن الثاني غير الاول وهما نكرتان.

(
والقاعدة) إن كان الاول نكرة والثاني معرفة فالثاني معرفة حملا على العهد نحو {ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول}. وشذ عنها اقواله: {ان يصالحا بينهم صلحا. والصلح خير. ويؤت كل ذي فضل فضله. ويزيدكم قوة الى قوتكم. ليزدادوا ايمانا مع ايمانهم. زدناهم عذابا فوق العذاب. وما يتبع اكثرهم الا ظنا إن الظن...} فان الثاني غير الاول.

ولهم في تفسير هذا الغريب اوجه واقوال، واللسان العربي المبين لا يحتاج الى اوجه، وتعدد اقوال فيه.

{
فإن القرآن العظيم، كما جاء في الاثر،، لا تنقضي عجائبه} (السيوطي).

 

بخصوص الاعجاز والقداسة: حقائق قرآنية مريرة

احدى آلازمات النفسية لمحمد كانت في تبرمه بجماعته من الفقراء، عند أنفة المشركين من مجالسته وهم معه. فيأتيه التحذير والتأديب: "واخفض جناحك للمؤمنين" (الحجر 88). لكنه يعود لمثلها، فيعود الوحي الى التنبيه والترهيب: "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين" (الشعراء 215). وينص القرآن على تضايق محمد بأتعس المؤمنين كالاعمى واليتيم والسائل: "عبس وتولى، أن جاءه الاعمى..." (عبس 1-2)؛ "أما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر"(الضحى 9-10). وقد تشتد الازمة بمحمد فيطرد المؤمنين من مجلسه: "ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه! ما عليك من حسابهم في شيء، وما من حسابك عليهم من شيء، فتطردهم، فتكون من الظالمين" (الانعام 52). فيأمره الوحي بالصبر عليهم: " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا، ولا تطع من أغفلنا قلبه من ذكرنا واتبع هواه، وكان امره فرطا" (الكهف 28). فكأن موقف محمد في ذلك مظاهرة للكافرين، فيردعه الوحي ردعا جميلا: " وما كنت ترجو ان يلقى اليك الكتاب، الا رحمة من ربك: فلا تكونن ظهيرا للكافرين، ولا يصدنك عن آيات الله بعد إذ نزلت اليك، وادع الى ربك ولا تكونن من المشركين" (القصص 86-87).

علق دروزة (سيرة الرسول 1: 282)على هذه الازمة المتواصلة بقوله: " ونعتقد ان آيات الانعام 52-53؛ والكهف 28-30؛ والاسراء 73-76؛ والقصص 85-88...تنطوي على مشاهد من أزمات النبي ص. النفسية. إذ يصح أن يقال في صدد آيات الانعام والكهف ان النبي إذغ كان خطر على باله أن يهمل الفقراء والمساكين من ألمسلمين، أو يصرفه عنه، حينما احتج الزعماء وطلبوا لإقصائهم عنه ليجلسوا اليه ويتحدثوا معه، فانما كان هذا في ساعة من ساعات أزماته النفسية، ومبعثا عن حزنه الشديد لتمسك الزعماء بجحودهم ومعارضتهم ومتابعة الناس لهم، وعن آمله في انحياز المعتدلين الى صفه. وإذ يصح ان يقال هذا كذلك في صدد آيات الاسراء والقصص، وما يمكن أن يكون قد خطر على باله من التساهل والاستجابة لبعض مقترحات هؤلاء الزعماء".

فهذه الازمة ان دلت على شيء فهي تدل على بشرية محمد في شخصيته، وما يظهر فيها من انفعالات وثورات نفسية...كل هذا لا يدل على إعجاز او قداسة في الشخصية.

 

 

أمثلة سريعة بخصوص التعجيز القرآني

وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا 1 فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا 2 فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا 3 فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا 4 فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا 5 إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ 6 وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ 7 وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ 8 أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ 9 وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ 10 إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ 11

ما وجه الاعجاز البياني في ربط هذا القسم بالمقسوم عليه؟ والاعجاز اللغوي في عطف الفعل "اثرن" على الاسم "والعاديات" وفي رجع ضمير الجمع (إن ربهم) الى مفرد (أفلا يعلم)؟؟؟ والاعجاز النحوي في اضمار مفعول (أفلا يعلم)؟ قال الجلالان: " اعيد الضمير جمعا نظرا لمعنى الانسان وهذه الجملة دلت على مفعول يعلم اي " أنّا نجازيه".

سورة الحج الاية 25: " ان الذين كفروا ويصدون "عطف المضارع على الماضي. وقوله " ومن يرد فيه بإلحاد، بظلم" قيل ان كلمة ( بظلم( ناسخة لكلمة (بإلحاد( مفسرة لها لان أهل مكة لم يكونوا ملحدين بل مشركين. وقوله " نذقه من عذاب أليم" جواب (من)؛ والاصل فيه ) نذقه عذاباً أليماً ( عدل عنه الى التبغيض لضرورة الفاصلة!!!!

سورة الفتح الاية 9: " لتؤمنوا بالله ورسوله، وتعززوه وتوقروه، وتسبحوه بكرة واصيلاً" تَضيع الضمائر بين الله "ورسوله".

في الاتقان للسيوطي (2: 42) فصل: التشبيه في القرآن، وستجدون ان القاعدة في المدح هي تشبيه الادنى بالاعلى، وفي الذم تشبيه الاعلى بالادنى، وقد عكس القرآن هذه القاعدة فس قوله "مثل نوره كمشكاة" فانه شبّه فيه الاعلى بالادنى!!!!

 

الصفحة الرئيسية