أكذوبة الإعجاز العلمي في القرآن
الأعجاز العددي
كنت أقوم بكتابة سلسلة عن خرافة أعجاز القرآن , ولم يكن ببالي أن أكتب عن الأعجاز العددي حتى قاموا بطرح موضوع الأعجاز العددي في القران والموضوع هو عبارة عن حساب رياضي لنسق ترتيب السور القرآنية , وعلاقة ترتيبها في القرآن من حيث موقع الآية العددي , عددا مفردا أو مزدوجا , ومن ثم اقامة صلة بين حاصل جمع أرقام السور , وحاصل عدد الايات في السور , حسب ترتيبها الافرادي أو المزدوج.
العملية الحسابية هي بسيطة ومعقدة في آن , الا انها تحتوي في طياتها خدعة حسابية , قد تخدع الإنسان العادي , أو حتى شخصا ذكيا لو أهمل دراسة حقيقة ما يقدمه هذا البحث.
"www.noon-cq-orgقمت بزيارة هذا الموقع , الذي يعتني كما يعلن عن نفسه , بالدراسات والأبحاث القرآنية , وزرت فيه باب :"معجزة ترتيب سور القرآن "يقدم المقال المطروح هناك بحثا , من كتاب الباحث الأردني عبد الله جلعوم أسرار ترتيب القرآن-قراءة معاصرة "عندما قرأت بتمعن ما يطرحه هذا البحث, تفا جئت من التطابق المذهل , الذي يكتنف جمع وحساب أرقام السور , وعلاقة أرقام ترتيب السور , بعدد آيات القرآن والى آخر ما يطرحه البحث.
لن أقوم ألان بسرد ما يقوله البحث , وذلك رغبة مني في اختصار الوقت , بل أطلب من القراء الكرام ,ان يدخلوا الى الموقع على العنوان التالي:http://www.noon-cqs.org/tq-6.htm
ومن ثم قراءة ما يطرحه صاحب المقال, وسوف تذهلون من تطابق الأرقام وحساباتها .ستذهلون كما ذهلت انا , الا أنني لم افعل كما فعل الآخرين , فقمت بتحليل تلك الأرقام وكيفية ترابطها , فوصلت لنتيجة مذهلة , وهي أن الخداع هو التجارة الوحيدة الناجحة والتي تحقق أرباحا سريعة .
واصحاب ذلك الموقع , واصحاب ذلك الفكر ,يسعون للتسويق بمعتقدهم الديني عبر اتباع وسيلة التاجر المخادع , اي يقومون بغش بضاعتهم وتقديمها على انها ممتازة النوعية والجودة ولا يعلى عليها بضاعة , فيقبل عليها المستهلك المسكين ,بكل طيبة خاطر واقتناع.
اما كيف اكتشفت خداع هؤلاء وكذبهم , فقد كان امرا سهلا ومعقدا في آن معا.
اولا قمت بافتراض قرآن وهمي, عدد سوره 12 سورة , وقمت بافتراض عدد ايات معين , لكل , منها ما هو مفرد العدد, والآخر مزدوج, وكل ذلك قمت به بشكل عشوائي.
فكانت نتيجة توزيعي العشوائي هذا , ان تحصل لدي , ثماني سور , اياتها مفردة , واربعة آياتها مزدوجة الأرقام .
والسور كما جاءت هي كما يلي:السورة الأولى عدد آياتها :6, الثانية: 3, الثالثة: 1 , الرابعة :6, الخامسة:
4 السادسة: 9, السابعة :13, الثامنة: 5, التاسعة :4, العاشرة :3, الحادية عشر, الثانية عشر:11 فكان مجموع الآيات 2 آية في الثماني السور التي مجموع عدد آياتها مفردا, كان خمسة سور منسجمة مع ترتيب السورة المفرد حسب موقعها في هذا القرآن الوهمي, وثلاثة غير منسجمة .اي ان السورة الثالثة مثلا منسجمة مع عدد آياتها 1(3 مفرد-1 مفرد)بينما السورة الخامسة غير منسجمة مع عدد آياتها الأربعة (5 مفرد-4 مزدوج)وهكذا دواليك.
-اما في السور الأربعة التي عدد آياتها مزدوج , كان التوزيع فيها , سورة واحدة منسجمة من حيث ترتيبها مع عدد آياتها وهي السورة الرابعة وعدد آياتها :6 , والثلاثة الباقية غير منسجمة , وهكذا نحصل على أربعة سور منسجمة من حيث ترتيبها العددي مع عدد آياتها , وثمانية غير منسجمة .ولو تتبعنا طريقة عبد الله جلغوم في حساباته التي طبقها على القرآن المحمدي, فاننا سنصل في قرآننا الوهمي , إلى ما وصل إليه في القرآن المحمدي فلو جمعنا أرقام عدد السور الاثنتي عشر, كما طبقت في القرآن المحمدي: اي 1+2+3+4........+12 سنحصل على مجموع 78 ولو جمعنا عدد
أرقام الآيات المنسجمة مع أرقام سورها , وهي أربعة كما مر معنا ,
نحصل على الرقم 27ولو جمعنا أرقام عدد السور الغير منسجمة مع أرقام سورها , وهي ثمانية سور , سنحصل على الرقم 45 ولو جمعنا أرقام السور المنسجمة الأربعة سنحصل على مجموع 25 ولو جمعنا أرقام السور الثمانية الغير منسجمة , سنحصل على مجموع 53 والنتيجة التي حصلنا عليها هي : 27 +45=72 وهو حاصل جمع عدد القرآن الوهمي25+53=78 وهو حاصل جمع أرقام سور القرآن الوهمي ان هذه الطريقة الحسابية , تصدق على اي عدد سور لاي قرآن يفترضه إنسان , ومهما افترض عدد آيات كل سورة من سوره.
وسأترك للقارئ أن يختار هو بنفسه , صفات أصحاب هذا الأسلوب المخادع.
لقد نجح علماء رياضيات القرآن بالتوصل الى عملية حسابية , تظهر توافق ترتيب سور القرآن بشكل حسابي محكم, فارتاحت البشرية ,وحل العدل والسلام والاخوة والتفاهم بين البشر, واختفى الاستغلال والظلم والقهر والمرض والجوع , والبشرية الآن تعيش في جنة أرضية لا مثيل لها .
العالم الغربي يكتشف يوميا, تقنيا وطبيا , عشرات الحلول لعشرات المشاكل الإنسانية , وعلماء القرآن يتسلون بعمليات حسابية , من ضرب وقسمة وطرح وجمع , عدد السور والآيات و للحروف القرآنية , ويتوصلون إلى عمليات حسابية تعزز من مكانة كتابهم العزيز, بينما شعوبهم تعيش في أدنى درجات سلم الحضارة البشرية
والتطور الإنساني.
قد يكون هؤلاء العلماء , على حق, فهم يشعرون بأن الكتاب , بعد أربعة عشرة قرنا , من ظهوره , أبقى, في المجتمعات التي اعتمدته دستورا لها , رأسه عاليا فوق كل الرؤوس, لذلك هو يستحق كل اهتمام وكل عناية.
فهذا الكتاب العزيز , لم يسمح لأحد أن يتخطاه, وان يتجاوزه, وكيف يسمح بذلك وهو الاله البديل عن الإله المغيب؟؟؟
نماذج أخرى لما يسميه د. خليفة معجزات عددية كلمة ( الشهر) تكررت فى القرآن الكريم 12 مرة ، أي بقدر شهور السنة.
كلمة ( اليوم ) تكررت 365 مرة ، أي بقدر عدد أيام السنة.
كلمة ( الرحمن ) تكررت 57 مرة . وتكرر لفظ ( الرحيم ) 114 مرة ، أي بمقدار الضعف، وهو عدد سور القرآن.
ذكرت ( المغفرة ) 234 مرة ، بينما ذكر ( الجزاء ) 117 مرة فقط، لأن المغفرة ضعف الجزاء.
حروف البسملة تساوى 19 حرفا. وهو الرقم الذى ورد فى قوله تعالى : ( عليها تسعة عشر) . سورة المدثر آية 30 .
- الرقم 19 له هوية سرية فى القرآن. فهو يساوى عدد كلمات سورة العلق. أول ما نزل من القرآن . ويساوى أيضا عدد كلمات آخر آية. كما أن عدد الحروف فى قوله : إياك نعبد وإياك نستعين) يساوى 19 حرفا. وكذلك فى قوله : ( اهدنا الصراط المستقيم .
البحث المتأني والدقيق للآيات المذكورة لايأتى على الإطلاق بنفس النتيجة التى وصل إليها الدكتور خليفة.
فمثلا: كلمة ( الشهر ) لم ترد بهذه الصيغة 12 مرة ، بل 6 مرات فقط. لكن الباحث أضاف إليها كلمة ( شهر ) من دون أداة التعريف، وأهمل بقية الصيغ الأخرى مثال ( أشهر، وشهور، وشهرين ) ، متعمدا أن يحصل على الرقم 12 ، بغض النظر عن الالتواء
الواضح فى منهجه الانتقائى . وهو منهج لا يخلو من روح العلم فحسب، بل يخلو أساسا من روح الأمانة.
ومثلا: كلمة ( اليوم) لم ترد 365 مرة ، بل وردت 480 مرة على الأقل، فى صيغ منها: ( يوم ويومكم ويومهم و يومين وأيام وأياما و يومئذ ) . لكن السيد الباحث اختار منها صيغة ( اليوم ) فقط وعندما اكتشف أن العدد المتوافر من هذه الصيغة ، لا يفى بالمطلوب، أضاف إليها كلمة ( يوم) من دون أداة التعريف، متعمدا أن يهمل كلمة ( يومئذ ) التى تتكون فى الواقع من كلمتي ( يوم ذاك ) . والطريف فى الأمر أن الباحث نسى فى غمرة حماسته أن السنة ذات الثلاثمائة وخمسة وستين يوما، هى سنة التقويم الشمسى الذى لا يستخدمه القرآن أساسا.
ومثلا: لفظ ( الرحيم ) لم يتكرر بعدد سور القرآن ، كما زعم الباحث ، أي 114 مرة. بل تكرر 115 مرة. لكن السيد الباحث رأى أن يحذف الرقم الزائد ، لمجرد أنه أفسد عليه لعبته الحسابية. إما الزعم بأن الرقم 19 له هوية سرية فى القرآن ، منها أن البسملة تتكون من 19 حرفا، وكذلك قوله : (أهدنا الصراط المستقيم ) .. إلخ. فهو خطأ تورط فيه الباحث ربما بسبب عدم معرفته بتاريخ الخطوط السامية.
فالخط العربى المستمد من الخط النبطى ، لم يستخدم الألف لكتابة الصائت الطويل فى وسط الكلمة إلا فى مرحلة متأخرة نسبيا، مما نجم عنه اختلاف ظاهر فى رسم كثير من كلمات القرآن بالذات، مثل كتابة كلمة [ السموات] بدل السماوات ] ، [ والله ] بدل [ واللاه ] ، [ والرحمن] بدل [ الرحمان ] ، [ والشيطن ] بدل [ الشيطان ] . ولو عاد الباحث إلى أي مصحف ، لوجد أن جملة ( اهدنا الصراط المستقيم ) مثلا ، تضم 18 حرفا وليس 19 ، بسبب حذف الألف من وسط كلمة [ الصراط].الخلاصة : لا يوجد دليل منطقى على أن هناك إعجازا علميا فى القرآن.
هل تنبأ القرآن بالعلم الحديث؟ مأخوذ باختصار من كتاب الدكتور كامبل السابق ذكره : القرآن و الكتاب المقدس فى ضوء التاريخ و العلم ).لا ينفرد د. موريس بوكاى بالحديث عن العلاقة بين القرآن والعلم ، فإن علماء مسلمين كثيرين قاموا بذلك. فلنبحث أفكارهم، خصوصا د. بشير تركى ، التونسى ، صاحب الدكتوراه فى العلوم الذرية، ومؤسس ومحرر مجلة ( العلم و الإيمان ) ومؤلف كتاب ( الإسلام دين العلم.