النبي والمثالة
َقَالَ حَمَّاد بْن سَلَمَة حَدَّثَنَا قَتَادَة وَثَابِت الْبُنَانِيّ
وَحُمَيْد الطَّوِيل عَنْ أَنَس بْن مَالِك أَنَّ نَاسًا مِنْ عُرَيْنَة قَدِمُوا
الْمَدِينَة فَاجْتَوَوْهَا فَبَعَثَهُمْ رَسُول اللَّه فِي إِبِل الصَّدَقَة
وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا مِنْ أَبْوَالهَا وَأَلْبَانهَا فَفَعَلُوا
فَصَحُّوا فَارْتَدُّوا عَنْ الْإِسْلَام وَقَتَلُوا الرَّاعِي وَسَاقُوا الْإِبِل
فَأَرْسَلَ رَسُول اللَّه فِي آثَارهمْ فَجِيءَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ
وَأَرْجُلَهُمْ مِنْ خِلَافٍ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ وَأَلْقَاهُمْ فِي الْحَرَّةِ
قَالَ أَنَسٌ : فَلَقَدْ رَأَيْت أَحَدهمْ يَكْدُم الْأَرْض بِفِيهِ عَطَشًا
حَتَّى مَاتُوا . راجع تفسير ابن كثير في تفسيره لآية سورة المائدة 33. .
وَقَدْ رَوَى قِصَّة الْعُرَنِيِّينَ مِنْ حَدِيث جَمَاعَة مِنْ
الصَّحَابَة مِنْهُمْ : جَابِر وَعَائِشَة وَغَيْر وَاحِد وَقَدْ اِعْتَنَى
الْحَافِظ الْجَلِيل أَبُو بَكْر بْن مَرْدُوَيْهِ بِتَطْرِيقِ هَذَا الْحَدِيث
مِنْ وُجُوه كَثِيرَة جِدًّا. راجع تفسير ابن كثير في تفسيره لآية سورة المائدة
33. .
قال : وَفِي بَعْض الرِّوَايَات عَنْ أَنَس : أَنَّ رَسُول اللَّه
أَحْرَقَهُمْ بِالنَّارِ بَعْدَمَا قَتَلَهُمْ . راجع تفسير القرطبي في تفسيره
لاية المائدة 33.
الغريب انه جاء في الحديث عن
نبي الرحمة : ان رسول الله نهى عن المُثْلة .
يقال : مَثَلْت بالحيوان
أَمْثُل به مَثْلاً إِذا قطعت أَطرافه وشَوَّهْت به ، ومَثَلْت بالقتيل إِذا
جَدَعت أَنفَه وأُذنَه أَو مَذاكيره أَو شيئاً من أَطرافه ، والاسم المُثلة ،
فأَما مَثَّل بالتشديد ، فهو للمبالغة . ومَثَلَ بالقتيل : جَدَعه ، وأَمْثَله
جعله مُثْلة . وأَمْثَلَ الرجلَ : قَتَلَه بقَوَدٍ . وامْتَثَل منه : اقتصَّ ؛ قال:
إِن قَدَرْنا يوماً على عامِرٍ نَمْتَثِلْ منه أَو نَدَعْهُ لكْم . وتَمَثَّل منه
: كامْتَثَل . يقال : امْتَثَلْت من فلان امْتِثالاً أَي اقتصصت منه .
كيف يقتلهم نبي الرحمه ويمثل بهم هذه المثلة بدون
بحث وتحرّ منهم
حتّى يتبين من القاتل منهم فيقتله به.
سؤال: شاركوا
جميعاً في
قتل الراعي وبنفس المقدار ؟، أفلم يكن في وسع رّسول الانسانية والرحمة أن يعفو
ويصفح عنهم لأنهم مسلمون بدليل قولهم: يا رسول الله، ألم يسمع رسول
الله قول ربه: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، ولئن صبرتم لهو
خير للصّابرين) النحل: 126.
عن السير لابن هشام
قال: بلغ رسول الله ان ناسا من المنافقين يجتمعون في بيت سو يلم اليهودي ،وكان
بيته عند جاسوم،يثبطون الناس عن
رسول الله في غزوة تبوك ، فبعث إليهم النبي طلحة بن عبيد الله في نفر من أصحابه
وأمره ان يحرق عليهم بيت سو يلم ففعل طلحة. السيرة لابن هشام 4/1369.