الفكر الإسلامى ومهاجمته للعقيد ةالمسيحية
2- الدينونة
الإسلام يؤمن بأن للمسيح مجيئين ، وليس للمسيح مجرد مجئ واحد:
مجئ أتاه سابقا لمجئ محمد بـ 570 سنة أون 610 ، ومجئ آخر لاحقا لمحمد. ومحمد يقول عن أمته أنه هو فى أولها والمسيخ فى آخرها. ترى ماذا يعنى هذا المجئ؟ ولماذا سيأتى؟ هل سيأتى ليشبع الجموع خبزا وسمكا ، أم سيأتى لكى يقيم الموتى ويبرئ الأكمة والأبرص ويحيى ويميت؟ أنه سيأتى كى يدين العالم كله ، يدين المسكونة بالعدل ويجازى كل واحد وواحدة كحسب أعمالهما.
ولقد أقر الإسلام هذه الحقيقة.
كما أٌقرتها المسيحية من قبل الإسلام.
يكتب قداسة البابا شنودة الثالث فى كتابه لاهوت المسيح تحت عنوان "المسيح هو الديان" ما يلى:
1- يقول بولس الرسول "لأننا لابد أننا جميعا نظهر أمام كرسى المسيح ، لينال كل واحد ما كان بالجسد ، بحسب ما صنع خيرا كان أم شرا" (2كو5: 10).
2- وقال الرب فى إنجيل متى "إن أبن الإنسان سوف يأتى فى مجد أبيه مع ملائكته ، وحينئذ يجازى كل واحد بحسب عمله" (متى169: 27).
3- وقال أيضا: "ومتى جاء إبن الإنسان فى مجده ، وجميع الملائكة القديسين معه ، فحينئذ يجلس على كرسى مجده. ويجتمع أمامه جميع الشعوب ، فيميز بعضهم عن بعض ، كما يميز الراعى الخراف من الجداء. فيقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره... "(متى25: 31-46) ثم يشرح تفاصيل قضائه العادل: فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى ، والأبرار إلى حياة أبدية":.
4- ويقول عن نهاية العالم "يرسل أبن الإنسان ملائكته ، فيجمعون من ملكوته جميع المعاثر وفاعلى الإثم ، ويطرحونهم فى أتون النار" (متى13: 41 ، 42).
5- يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: ".. الرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته" (2تى4: 1).
6- ويقول الرب فى سفر الرؤيا "وها أنا آتى سريعا وأجرتى معى ، لأجازى كل واحد كما يكون عمله" (رؤ22: 13 ، 14).
المجئ الثانى:
الإسلام والمسلمون لا يؤمنون بمجئ ثانى لنبى الإسلام محمد وإن كانوا قد توقعوا هذا فى يوم موته فقد جاء فى كتاب سيرة الرسول والخلفاء ما نصه صفحة 115 تأليف/ فتينه عبدالوهاب الفرماوى: "توفى الرسول بحمى فى ربيع الأول عام 11 هجرية فى بيت السيدة عائشة ودفن فى نفس المكان الذى توفى فيه. وكان كلما إشتد عليه المرض خطب فى الناس وأوصاهم بالإنصار وأمر أبوبكر أن يصلى بالناس وحين توفى كان عمره 63 سنة وكانت وفاته صدمة للمسلمين لم يتوقعوها فإرتدوا عن الإسلام لكن الله أنعم على أبى بكر بصفاء الذهن فواجه الموقف بشجاعة فوقف فى الناس يخطب ويقول من كان يعبد محمدا فمحمد قد مات ومن كان يعبد الله فالله حى لا يموت ثم تلا. (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل فإن مات أو قتل إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبه فلن يضير الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين)".
ولنا فى هذه النصوص ملاحظتان:
1- من أين نزلت هذه الآية ومن هو قائلها هل هو الله أم هو أبوبكر؟د
2- لو كان الله فكيف يقول (مات أو قتل) فهل الله لا يعرف؟
والقصة كما وردت فى كتاب حياة محمد لمحمد حسين هيكل ص 506: "تقول إختار النبى الرفيق الأعلى وهو فى بيت عائشة وراسه فى حجرها فوضعت رأسه على وسادة وقامت تلتدم (تلطم) وتضرب وجهها مع النساء اللائى أسرعن لأول ما بلغهن الأمر وفوجئ المسلمون بالمسجد بهذه الضجة وكان أبوبكر بعيدا فى زيارة لزوجته فأسرع عمر إلى حيث كان جثمان النبى وهو لا يصدق أنه مات فكشف عن وجهه وألقاه لا حراك فيه فحسبه فى غيبوبه لا يفقو منها وعبثا حاولوا إقناعه بالحقيقة المؤلمة ولما أخوا عليه قال كذبتم وخرج إلى الناس إلى المسجد وهو ينذرهم قائلا بعض الناس يزعمون أن رسول الله قد مات وإنه والله ما مات لكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى إبن عمران فقد غاب عن أهله 40 يوم ثم رجع إلى أهله بعد أن قيل عنه أنه مات والله ليرجعن رسول الله كما رجع موسى فلتقطع أيدى رجال وأرجلهم من خلاف زعموا أنه مات".
وإستمع المسلمون هذه الصيحات بشئى من الذهول وهم ينتظرون رجوعه وكان عمر يزداتد صياحا وهو يقول كيف يموت وهو فى هذه القوة التى هزت العالم كله وظل يكرر الكلام كثيرا. فأحيا فى الناس أملا بعودة الرسول إلى الحياة مرة ثانية إلى أن أقبل أبوبكر فدخل على الرسول وكشف وجهه وقال له أما الموته التى كتبها الله عليك فقد ذقتها ولن تصيبك بعدها موته أخرى ثم قبله وهو يقول ما أطيبك حيا وميتا يا رسولن الله وغطى أبوبكر وجهه وخرج وقال الكلمات السابقة وتأخر دفن الرسول يومين من 11-13 ربيع الأول لربما ظنوا أنه يقوم كما قام عيسى ولإنهم كانوا مشغولين فى إعداد الخلافة وكان أنصار المدينة يريدون أخذها من المهاجرين لولا تدخل عمر ومابيعته لأبى بكر ثم إختلفوا فيما بينهم أين يدفنوه وقال البعض يدفن فى مكة فى مسقط رأسه وقال البعض الآخر بل يدفن فى بيت المقدس مع جماعة الأنبياء ولكن بيت المقدس كان فى يد اليوم وكان هناك عداوة بين الروم والمسلمين منذ غزة تبوك ولكنهم تذكروا قول الرسول ما قبض على نبى إلا ودفن حيث قبض. أما السيد المسيح له المجد فله مجيئ ثانى ولقد أتيح لكل الأنبياء فرصة واحدة عندما جاؤوا للعالم وخدموا فيه أما السيد المسيح له فرصتان فقد جاء ثم توفاه الله ثم رفعه إليه حيا لكى يبقيه حيا حتى يأتى مرة ثانية ولأجل هذا قال القرآن عن المسيح يكلم الناس فى المهد وكهلا ولم يعش المسيح حتى يصير كهلا وكلمة كهلا تنطبق على المسيح هو فى المجئ الثانى وكلمة طفلا تنطبق عليه فى المجئ الأول وهو كما تحدث فى الطفولة يتكلم فى الكهولة وقد جاء فى الأحاديث الإسلامية قول محمد ما تقوم الساعة حتى يأتى فيكم ابن مريم حكما مقسطا (عادلا) فيحطم الصليب ويبيد الخنزير ويقتل الدجال ويعم المال على الأرض حتى لا يجد من يأخذه.
جاء فى البخارى عن أبى هريرة:
عن نبى الإسلام قال: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وأمامكم منكم فقالوا له أنت إمامنا حيا كنت أم ميتا) وجاء فى سنن الإمام أحمد أبن حنبل قول الرسول: ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم إماما مهديا وحكما عادلا. وواضح من كلمة حكما عادلا ـ مقسطا أن السيد المسيح فى المجئ الثانى لن يأتى نبيا أو رسولا (نبيا لكى يتنبأ ورسولا لكى يبشر) ولكنه سوف يأتى ديان للجميع وهذا يوافق كلمات الكتاب المقدس (أع1: 12) ، (رؤ20: 11-15). وجاء فى الأحاديث أن النبى قال ما أن تقوم الساعة حتى يأتى فيكم ابن مريم حكما مقسطا فأقرؤه السلام من رسول الله وإنى لأرجو أن طال بى العمر أن ألقى عيسى ابن مريم فإن عجل بى الموت فمن لقيه منكم فليقرؤه منى السلام (عن كتاب المسيخ الدجال لميحى الدين الطمى ص 59 ، ص 60).
جاء فى كتاب تفسير القرآن العظيم للإمام الحافظ أبن كثير ص 578 ، 579 فى تفسيره لسورة النساء: "عن أبى هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذى نفسى بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحدا وحتى تكون السجدة خير له من الدنيا وما فيها.
عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ليهلن عيسى ابن مريم بج الروحاء بالحج أو العمرة أو ليثنينهما جميعا" وكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الخنزير ويمحو الصليب وتجمع له الصلاة ويعطى المال حعتى لا يقبل ويضع الخراج وينزل الروحاء فيحج منها أو يعتمر أو يجمعهما" قال وتلا أبو هريرة (وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته).
عن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى عليه وسلم "كيف بكم إذ نزل فيكم المسيح أبن مريم وإمامكم منكم". عن أبى هريرة أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "الأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وأنى أولى الناس بعيسى أبن مريم لأنه لم يكن نبى بينى وبينه وإنه نازل فإذا رأيتموه فأعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض عليه ثوبان ممصران كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل: فيدق الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويدعو الناس إلى الإسلام ويهلك الله فى زمانه الملل كلها إلا الإسلام ويهلك الله فى زمانه المسيح الدجال ثم تقع الأمانة على الأرض حتى ترتع الأسود مع الأبل والنمور مع البقر والذئاب مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم فيمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلى عليه المسلمون".
وعن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لقيت ليلة أسرى بى ابراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام فتذاكروا أمر الساعة فردوا أمرهم إلى إبراهيم فقال لا علم لى بها فردوا أمرهم إلى موسى فقال لا علم لى بها فردوا أمرهم إلى عيسى أما وجبتها فلا يعلم بها أحد إلا الله وفيما عهد إلى ربى عز وجل أن الدجال خارج ومعى قضيبان فغذا آنى ذاب كما يذوب الرصاص قال فيهلكه اله إذا رآنى حتى إن الحجر والشجر يقول يا مسلم إن تحتى كافرا فتعال فأقتله قال فيهلكهم الله ثم يرجع الناس إلى بلادهم وأوطانهم فعند ذلك يخرج يأجوج ومأجوج وهم من كل حدث ينسلون فيطئون بلادهم فلا يأتون على شئ إلا أهلكوه ولا يمرون على ماء إلا شربوه قال ثم يرجع الناس يشكونهم فأدعو الله عليهم فيهلكهم ويميتهم حتى تجوى الأرض من نتن ريجهم وينزل الله المطر فيجترف أجسادهم حتى يقذفهم فى البحر ففيما عهد إلى ربى عز وجل أن ذلك إذا كان كذلك أن الساعة كالحامل المتم لا يدرى أهلها متى تفاجئهم بولادتها ليلا أو نهارا".