الفكر الإسلامى ومهاجمته للعقيد ةالمسيحية

 

المسيح علام الغيوب:

        الإنجيل يذكر عن السيد المسيح علمه بالغيب ، ومعرفته اللا محدودة بكل شئ ، ويصفه بصفه جميلة هى: فاحص القلوب والكلى.

إن السيد المسيح يفحص القلوب ويعرف الأفكار ومن أمثلة ذلك:

       يقول الكتاب المقدس عن التلاميذ أنهم: "فكروا فى أنفسهم قائلين: إننا لم نأخذ خبزا. فعلم يسوع وقال لهم "لماذا تفكرون فى قلوبكم يا قليلى الإيمان أنكم لم تأخذوا خبزا" (يو16: 7 ، 8) (مر11: 16 ، 17) (متى16: 8).

       ولما قال الرب للمفلوج "مغفورة لك خطاياك" يقول الكتاب عن الكتبة أنهم "قالوا فى أنفسهم هذا يجدف ، فعلم يسوع أفكارهم فقال لهم "لماذا تفكرون بالشر فى قلوبكم أيهما أيسر..." (مر2: 6-8) (متى9: 3 ، 4).

       وبعد شفاء المجنون الأعمى والأخرس ، يقول الكتاب "وأما الفريسيون فلما سمعوا قالوا: هذا لا يخرج الشياطين إلا ببعلزبول رئيس الشياطين. فعلم يسوع أفكارهم" وقال لهم: كل مملكة تنقسم على ذاتها تخرب" (متى12: 24 ، 25) ، (لو11: 17). وفى حادثة شفاء ذى اليد اليابسة ، يقول الكتاب "وكان الكتبة والفريسيون يراقبونه هل يشفى فى السبت لكى يجدوا عليه شكاية ، أما هو فعلم أفكارهم ... ثم قال لهم.. هل يحل فى السبت فعل الخير أم فعل الشر" (لو7: 7-9).

       فعندما حورب التلاميذ بالعظمة ، يقول الكتاب "وداخلهم فكر من عسى أن يكون أعظم فيهم. فعلم يسوع فكر قلبهم ، وأخذ ولدا وأقامه" (لو9: 46-47).

       وفى حالة المرأة الخاطئة التى بللت قدمى المسيح بدموعها ، أجاب له المجد على أفكار الفريسى. وفى ذلك يقول الكتاب "فلما رأى الفريسى الذى دعاه ذلك ، تكلم  نفسه قائلا: لو كان هذا نبيا لعلم من هذه المرأة التى تلمسه وما حالها ، إنها خاطئة فأجاب يسوع وقال له... "(لو7: 39 ، 40).

       وفى معرفته بالخفيات ، نضرب مثلا بما قاله لبطرس عن السنارة والأستار (متى17: 27). ومعرفته بشك توما وحديثه مع باقى الرسل (يو20: 27). ومعرفته بموت لعازر يو11: 11). ومعرفته بما حدث لنثنائيل تحت التينة (يو1: 47-50). ومعرفته بماضى السامرية (يو4: 18).

ثانيا:   علم الساعة:

        جاء فى سورة الزخرف: "ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون... وإنه لعلم للساعة". (الزخرف 56 ، 61). قال الجلالان فى تفسير هذه الكلمة "لعلم الساعة" أنه عيسى لعلم الساعة يعلم بنزولها. ومتى ذكرنا أن المعروف عند الناس ، أن الله ينفرد عن خلقه بأنه وحده عنده علم الساعة ، ندرك الميزة التى أفردها القرآن للمسيح.

الله وحده له علم الساعة:

أ‌)      جاء فى سورة (لقمان 34) إن الله عنده علم الساعه.

ب‌)     وجاء فى سورة (الشورى 17) "وما يدريك لعل الساعة قريب" ولأن كلمة الساعة مؤنثة وكلمة قريب مذكر لذلك اعتمد فضيلة الشيخ الشعراوى فى حديث تلفزيونى على تفسيره "وما يدريك لعل وقت الساعة قريب" مضيفا كلمة وقت قبل كلمة الساعة حتى يذكر المعنى لتلائم وتتناسب مع الكلمة المذكرة (قريب) وليس (قريبه).

ج‍‌)     جاء فى سورة (محمد 18) "فهل ينظرون إلا الساعة إن تأتيهم بغته فقد جاء إشراطها".

ه‍‌)      أما فى سورة (النازعات 42-46) فقد أدلى القرآن بحديث طويل يوضح أنها من أختصاص الله وحده قال فيه موجها الحديث لمحمد: "يسألونك عن الساعة ، إيان مرساها ، فيم أنت من ذكراها ، إلى ربك منتهاها ، إنما أنت منذر من يخشاها ، كأنهم يوم يرونها ، لم يلبثوا إلا عشية وضحاها".

فالكلام السابق يدل على الدلالات الآتية:

       لله هو مرسىالساعة والله هو منتهاها ، هو أولها وآخرها ، ألفها وياؤها. فمن ذا الذى يدعى غيره علم الساعة. فهى من تخصصات الله وحده ، لا يعلم بها أحد ولا الملائكة.

       أما المسيح فعنده علم الساعة فمن يكون المسيح؟

       الله يقو لمحمد "فيم أنت من ذكراها ، إنما أنت منذر من يخشاها" وهذا يدل على عدم إمكانيته كبقية البشر فى معرفة الساعة.

       يوضح الله جبروت الساعة عندما يقول عنها أن الناس بعد عبورها لم يلبثوا إلا عشية وضحاها" فكل الدهور والعصور والقرون والسنين والأيام واللحظات واللحيظات السابقة للساعة كعشية أو ضحى يوم واحد.

        هذا هو جبروت الساعة وجبروت واضع الساة فكم يكون جبروت عالم الساعة. وقد ورد للساعة أسماء كثيرة فى القرآن ، وما تعددت أسماء الساعة إلا لكون أمرها من الأمور الخطيرة والأحداث الجليلة والأنباء العظيمة. فمن جملة ما ورد من أسماء الساعة فى القرآن الكريم:

1-   الحاقة.         2- الطامة          3-   النبأ العظيم.

4-   الصاخة.       5- الغاشية          6-   الواقعة.

7-   القيامة.         8- القارعة         9-   الزلزلة.

10- التفاين.         11- اليوم الموعود.

متى تقوم الساعة:

        جاء فى كتاب المسيح الدجال تأليف محيى الدين الكلمى ص 19 ما نصه قال الله تعالى: "إن الله عنده علم الساعة" وقال تعالى: "فيم أنت من ذكراها" والذى أجمع عليه علماء الدين وأهل التفسير أن الساعة لا يعلم قيامها أحد سواء نبى مرسل و ملك ولهذا قال الحق سبحانه وتعالى لنبيه: "فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها". ولكن عين لنا أقترابها بعلامات أرتبطت بظهورها لا سيما العلامات الكبرى منها.

        فمتى ظهر شئ من العلامات الكبرى المذكورة فهذا نذير باقترابها وأنه لم يعد هناك شك أنها قائمة لا محالة.

        وكما ذكرنا آنفا أن العلامات الكبرى لم يظهر منها شئ إلى الأن فالحمد لله رب العالمين على ذلك.

        ويجب تكذيب الدجاجلة والعرافين وأدعياء الشيطان الذين يتنبأون بقيام الساعة ويحسبون لهما أرقام رياضية وفلكية ويذهب ما يتنبأون به سدى فى الريح إذا جاء الميعاد الذى يحددونه لقيام الساعة.

        ولهذا أعلمنا الحق فى كتابه العزيز وسنه رسوله المصطفى الأمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الخلق كلهم من أولهم إلى آخرهم.

علامات الساعة الصغرى:

وقد تعدد وكثرت الرزائل والأخلاق السيئة بين يدى الساعة فمن ذلك؟

     تفشى الزنا.                              كثرة القتل.

     كثرة الحروب واستطالة مدتها.

     خروج النساء سافرات متبرجات كاسيات عاريات.

     كثرة الزلازل والخسف.                  كثرة الفيضانات وثوران البراكين.

     كثرة القحط وقلة نزو الأمطار.            كثرة الغلاء وارتفاع الأسعار.

     كثرة عقوق الوالدين.                     تفشى شرب الخمر وتناول المخدرات.

     ارتفاع الخضوع من القلوب.              هجران المساجد.

     نسيان ذكر الله.                           إدعاء النبوة.

     إدعاء المهدوية.                           رفع العلم وتفشى الجهل.

        فهذه بعض العلامات التى تختص بمساوئ الأخلاق والتى تفشت بين يدى الساعة وهى كثيرة ولكن أثرنا خوفا من الإطالة والله ولى التوفيق والله أعلم.

ثالثا: المسيح له علم الساعة:

        رغم أن السيد المسيح فى الإنجيل قد قال: أما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحد لا الملائكة ولا الإبن. إلا أن الإسلام فى الأحاديث الشريفة يعطى للمسيح وحده إستثناء عن كل البشر ـ معرفة الساعة ، أو علم الساعة.

        وفى الإنجيل المقدس آيات كثيرة تسكت الإنسان عن محاولة علم الساعة ومعرفة أوقاتها مثل:

     قول الرب يسوع: "ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التى جعلها الآب فى سلطانه".

     قوله أيشا: اسهروا إذن لأنكم لا تعلمون متى يأتى ربكم.

     قوله أيضا: لو علم رب البيت فى أية ساعة يأتى السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب.

     قول الرسول بولس للتسالونيكين: أما الأزمنة والأوقات فلا حاجة لكم أن أكتب لكم عنها.

     قول العهد القديم: ويكون يوم واحد معلوم لدى الله.

     السيد المسيح وحده علم للساعة (الزخرف 61): "وأنه لعلم للساعة" (الزخرف 61).

        ويقول البيضاوى: "وأنه لعلم للساعة لأن حدوثها ونزوله من أشراط الساعة يعلم به دنوها. والمسيح علم للساعة. قال الزمخشرى: "وأنه لعلم للساعة أى شرط من أشراطها يعلم بها. ويلاحظ أنهم فى تفسيرهم يميلون إلى قراءة (علم) تجعل مجئ السيد المسيح علامة لقيام الساعة..... وهذا دور ليس لأحد غير السيد المسيح.

        قراءة (علم) تجعل السيد المسيح يشترك مع الله فى علم الساعة وهذا دليل على مساواة السيد المسيح له لله الآب فى الجوهر وإتحاده به فى الأقنوم.

وقد نقلوا فى الحديث عن رسول الإسلام هذه الأقوال:

     "يوشك أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عادلا" (الثعلبى: عرائيس المجالس 403).

     "ولا مهدى إلا عيسى بن مريم" فى يوم الدين (إبن ماجه: السفن2: 275).

     "ولن يخزى الله أمه أنا أولها والمسيح آخرها" (الترمزدى نوار الأصول 156).

     عن أبى هريرة: إلا أن أبن مريم ليس بيتى وبينه نبى ولا رسول إلا أنه خليفتى فى أمتى من بعدى. (السيوطى: الأعلام بحكم عيسى). "أن المسيح ابن مريم خارج يوم القيامة ، وليستعن به الناس عن سواه" (ابن حنبل المسند2: 24 ، 272 ، 493 ، 538).

     عن أبى هريرة ، وأنس بن مالك "بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود كما بدأ" (أبن ماجه: السنن2: 248-249 ، الحلبى: إنسان العيون2: 77).

     لا تقوم الساعة حتى يرجع القرآن من حيث جاء. (الهندى: منتخب كنز العمال6: 15). "فالختم ختمان: ختم واحد فى العالم يختم به الله الولاية  المحمدية ، فلا يكون فى الأوليا المحمدين أكبر منه ، ومن ثم ختم آخر يختم به الله الولاية العامة من آدم إلى آخر ولى وهو عيسى عليه السلام وهو حتم الأولياء. وهكذا بحسب الصوفيين فإنه إن كان محمد هو خاتم الآية المحمدية فإن المسيح هو خاتم الأنبياء على الإطلاق.

عودة الى الفهرس