سب الرسول اعظم من الردة
.
قاله ابن تيمية في كتابه : الصارم المسلول في
شاتم الرسول : أن سب رسول الله
مع
كونه من جنس الكفر والحراب أعظم من مجرد الردة
عن
الإسلام
. راجع المصدر السابق .
"
لان من آذى الرسول فقد آذى الله لان حق الله
وحق رسوله متلازمان
وفي
هذا وغيره بيان لتلازم
الحقين
، وأن جهة حرمة الله تعالى ورسوله جهة واحدة ،
فمن آذى الرسول فقد آذى
الله
، ومن أطاعه فقد أطاع الله ، لأن الأمة لا
يصلون ما بينهم و بين ربهم إلا
بواسطة
الرسول ، ليس لأحد منهم طريق غيره ، ولا سبب
سواه ، وقد أقامه الله مقام
نفسه
في أمره ونهيه وإخباره وبيانه ، فلا يجوز أن
يفرق بين الله و رسوله في شيء
من
هذه الأمور .
الصارم
المسلول في شاتم الرسول لابن تيميه ص 40-41.
وقد
اختلفوا
في حكم من كذب على الرسول على قولان :
أحدهما
: الأخذ بظاهره في قتل من تعمد الكذب على
رسول
الله ومن هؤلاء من قال : يكفر بذلك ، قاله
جماعة منهم أبو
محمد
الجويني ، حتى قال
ابن
عقيل عن شيخه أبي الفضل الهمداني
مبتدعة
الإسلام والكذابون والواضعون للحديث أشد من
الملحدين، قصدوا
إفساد
الدين من خارج ، وهؤلاء قصدوا إفساده من داخل
، فهم كأهل بلد سعوا في فساد
أحواله
، والملحدون كالمحاصرين من خارج ، فالدخلاء
يفتحون الحصن ، فهم شر على
الإسلام
من غير الملابسين له . الصارم
المسلول
في شاتم الرسول لابن تيميه ص
169-175.
ووجه
هذا القول أن الكذب عليه كذب على الله ، ولهذا
قال : [ إن كذباً علي ليس ككذب على أحدكم ] فإن
ما أمر به الرسول فقد أمر الله
به
يجب اتباعه كوجوب اتباع أمر الله ، وما أخبر
به وجبتصديقه كما يجب تصديق ما أخبر الله به .
ومن
كذبه في خبره أو امتنع من التزام أمره ومعلوم
أن من كذب
على
الله بأن زعم أنه رسول الله أو نبيه أو أخبر عن
الله خبراً كذب فيه كمسيلمة والعنسي ونحوها
من المتنبئين فإنه كافر حلال الدم ، فكذلك من
تعمد الكذب على رسوله.
عن
ابن بريدة عن أبيه أن النبي
بلغه
أن رجل قال لقوم : إن النبي أمرني ان أحكم فيكم
برأيي و في أموالكم كذا وكذا
وكان خطب امرأة منهم في
الجاهلية
فأبوا أن يزوجوه ، ثم ذهب حتى نزل على المرأة ،
فبعث القوم إلى رسول الله
،
فقال :
كذب
عدو الله
ثم
أرسل رجلاً
فقال
: إن وجدته حيا فاقتله ، وإن أنت وجدته ميتاً
فحرقه بالنار ، فانطلق فوجدوه
قد
لدغ فمات فحرقه بالنار ، فعند ذلك قال رسول
الله:
من
كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار .
وقد
روى أبو بكر
بن
مردويه من حديث الوازع
عن
أبي سلمة عن
أسامة
قال قال رسول الله : من تقول علي ما لم أقل
فليتبوأ مقعده من النار وذلك أنه بعث رجلاً
فكذب عليه ، فوجد ميتاً قد انشق بطنه ولم
تقبله الأرض .
وروى
أن رجلاً كذب عليه ، فبعث علياً و الزبير إليه
ليقتلاه . راجع :
الصارم
المسلول في شاتم الرسول لابن تيميه ص
169-175.