حقائق عن العرب في الجاهلية

هذا الكتاب . مقالة في الاسلام :

هو دليل كامل للمشتغلين بدراسة العقائد . ومرشد طويل الباع للعاكفين على مقارنة الاديان . وهو مرجع يعول عليه ولا يستغنى عنه لمن رام معرفة حقة عن الاسلام في بيآته السابقة والناشئة واللاحقة . وفي تأثراته الجمّة بما سبقه وعايشه من الملل والنحل في أدق أركانه وأصوله وفروعه . وهو بالتالي وثيقة تاريخية سيبقى على مر الايام , لانه مستمد قيمته من الموضوع الخطير الذي ينتصب حياله , ومن الحق الذي يصبو اليه ويعلن عنه .

فلم يغفل فيه كاتبه ناحية من نواحي الاسلام الا سلط عليها أنوار العقل ‘ وأصول البحث العلمي النزيه . وأعطى كل ناحية فيه ما تستحقه من التحليل والبيان بموضوعية خالصة , وأمانة قاطعة . فجاء محكم الفكرة , قوي الحجة , عميق النظرة . وكان فيه كاتبه ملتزم النصفة بادي النزاهة . بعيدا عن الهوى والهوس والغرض مما حمل الغلاة في الدين من مواطنيه على اتهامه بالمروق عن مسيحيته .

ومع أن الكاتب وكتابه من جيل غير جيلنا وأمة غير أمتنا لغة وحضارة ، إلا أنه استطاع بشموخ فكره وبعد نظره عبور الفاصل الزمني والقومي والحضاري إلينا ، لما أبداه من غزارة العلم وسعة الاطلاع على اللغة العربية وآدابها وفنونها وتاريخ العرب وأديانهم وعلومهم وعاداتهم في أعصرهم كلها – جاهلية واسلامية – وفيما تكلم به عن القرآن وأوامره ونواهيه وأحكامه . الأمر الذي دفع العلامة الشهير فولتير إلى القول : " لا بد أن يكون الكاتب قد قضي لا أقل من خمس وعشرين سنة من عمره في بلاد العرب " . وهذا محض وهم لأن الكاتب عفي عنه يوشك أن لا يكون قد خرج من بلاده انكلترا قط.

عرّب هذا الكتاب السيد هاشم العربي الشهير ثم قام بتذييل فصوله الثلاثة الأولى بأبحاث منه جامعة مانعة فجاءت مع الكتاب " كتابا برأسه كبير الفائدة يغني مطالعه ودارسه عن كثير من مطولات الكتب العربية ، ويقفه على المهم من تاريخ العرب ، ويلخص له بوجيز العبارة وزخم المعاني : ماهو الاسلام وما هو القرآن " .

يسرنا ونحن نقدم هذا السفر النفيس الذى هدانا وألهمنا الله الى اخراجه من جديد أن نزفه الى قراء العربية عموما والى مراسلينا الاعزاء خصوصا ، وأن ننوه الى الأمور التالية :

أولا : لاحظنا في الكتاب بعض الأخطاء اللغوية أو المطبعية واشارات الى بعض العادات والاحكام ، والحكام والنظم التي كانت سائدة أيام المؤلف وعفي عليها الزمن فتركناها كما هي أمانة للنقل وحفظا على سلامة التأليف .

ثانيا : أصدرنا الكتاب في أربعة أجزاء بحسب الموضوعات الرئيسية المدرجة فيه ثم اخترنا لها عناوين تتناسب وموضوع كل جزء منها وذلك على الشكل التالى :

1.     حقائق عن العرب في الجاهلية .

2.     بوتقة ظهور الاسلام.

3.     أسرار عن القرآن .

4.     جذور الشرع في الاسلام.

ثالثا: كان الكتاب متسلسل الفصول والأرقام ، وكانت الذيول الثلاثة المشار اليها مدرجة في آخرة ، فأثبتنا كل ذيل مع الفصل الذى يتصل به ، وجعلناهما جزءا واحدا . وتلافيا لاضطراب تسلسل أرقام الصفحات استعضنا عنها بأرقام عربية ، أما أجزاء الكتاب الباقية فقد جعلنا منها جزءا واحدا وهو الرابع والاخير من الكتاب.

رابعا: استخرجنا للكتاب اسئلة لكل فصل وذيل وأثبتناها في نهايتهما . فجاءت الأجزاء الأربعة مسلسلات دراسية ومسابقات بحيث يتسنى لكل مشترك فيها الحصول على جائزة مفيدة من كتبنا القيمة في حالة نجاحه.

نسأل الله العلي العظيم أن يتقبل عملنا المتواضع هذا ويسبغ عليه من روحه ستر الكمال والبركة وعين الرضى لتعميم فائدته وليؤول المجد كله لله بربنا يسوع المسيح.

                                    الناشرون.

الفصل الاول

في عرب الجاهلية وتاريخهم واديانهم وعلومهم وعاداتهم

g2.gif (23104 bytes)

g2.gif (23104 bytes)

g2.gif (23104 bytes)

g2.gif (23104 bytes)

g2.gif (23104 bytes)

NEXT

عودة للصفحة الرئيسية