1. خُلود الجنَّة:
تكرّر ذكر خلود الجنّة في خمسين آية موزعة على أربعة وثلاثين سورة في القرآن، فالجنة ستبقى إلى ما شاء الله، وخلود الجنة إلى أبد الدهور يعني خلود من فيها، وقد تكررت عبارة "وهم فيها خالدون" و "خالدين فيها" و "خالدين فيها أبداً" و "أصحاب الجنة خالدون فيها" 36 مرّة. (راجع: البقرة 25:2،85؛ آل عمران 15:3، 107، 136، 198؛ النساء 13:، 57، 122؛المائدة 85:5، 119؛ والأعراف4:7؛ والتوبة22:9،72،89،100؛ ويونس 26:10؛ وهود 23:11،108؛ وإبراهيم 23:14؛ والكهف 108:18؛ وطه 76:20؛ والمؤمنون 11:23؛ والفرقان 16:25،76؛ والعنكبوت 58:29؛ ولقمان9:31؛ والزمر 73:39؛ والزخرف 71:43؛ والأحقاف 14:46؛ والفتح 5:48؛ والحديد 12:57؛ والمجادلة 22:58؛ والتغابن 9:64؛ والطلاق 11:65؛ والبينة 8:98). إِنَّ خلود الصّالحين في الجنّة يعني "وما هم منها بِمُخْرَجون" (الحجر 48:15) وذلك لأنَّ: الآخرة هي دار القرار" (غافر 39:40) حيث لا يموتوا أبداً "أَفَما نحنُ بِمَيِّتين إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذّبين" (الصّافات 58:37-59) و"لا يذوقونَ فيها الموت إلّى الموتَةَ الأولى ووقّاهم عذاب الجحيم" (الدّخان 56:44) أي أنَّ المسلمين الصّالحين "فيما اشتهت أنفسهم خالدون" (الأنبياء 102:21) والّذي تشتهيه أنفسهم "ما له من نفاذ" (سورة ص 54:38) بل هو "نعيم مقيم" (التوبة 21:9) حيث أنَّ "جنّة الخلد الّتي وُعِدَ المتَّقونَ كانت لهم جزاءً ومصيراً" (الفرقان 15:25).
كون الحياة على هذه الأرض فانية، وحياة الجنّة خالدة، يدفع الإنسان إلى التسّاؤل: لماذا يشرّع القرآن للمسلمين أن يشتهوا ويتلذّذوا بموجودات هذه الحياة الفانية إِن كانت الجنَّة وملذّاتها الباقية أَبداً في انتظارهم؟. فالقرآن يدعو المسلمين أن يأكلوا ويشربوا ما شاء لهم من الطيّبات، وإلى تعدّد الزوجات، حيث لا روحيات ولا قداسة في الإسلام، بل نكاح واستمتاع لدرجة اعتبر فيها النّبيُّ محمد الزّواج نصف الدّين؟!. وشتَّان ما بين حياة العفّة والقناعة والقداسة، من حياة الشبع من الجنس والبنون والمال والطّعام؟!!.