ج - المسيح: مخلوق أم غير مخلوق؟
1) عرض المبدأ الأساسي
قال الباهلي: ألا تقول إن المسيح مخلوق ابن مخلوقة؟ .
قال الراهب: أما بجوهر أبيه فهو الخالق، وأما بجوهر أمه فهو مولود من مخلوقة .
قال الباهلي: فإنه لا يستقيم أن يُسجد لمخلوق .
2) شهادة القرآن حول السجود لآدم
قال الراهب: ما تقول في أمّة سجدت لمخلوق، وهي أكرم الخلق على الله؟ وإني أنبئك بأمة قالت: لا نسجد لمخلوق وهي أشرّ الخلق عند الله حالاً .
قال له الأمير: فإنا لا نعرف هذه الأُمة .
قال الراهب: أليس إذ قال ربك للملائكة: اسجدوا لآدم فسجدوا، إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين؟ .
قال الباهلي: هذا قول الله حق يقين لا ينكره أحد .
قال الراهب: فماذا ترى: هل الملائكة هم المشركون، أو ترى إبليس وجنوده مؤمنين؟ أو ترى الله جلّ وعزّ محابيَ الملائكة وظالمَ الشياطين؟ .
قال له الباهلي: لا، لعمري ما هو كذلك، بل الملائكة مؤمنون طائعون، والشياطين عصاة كفرة .
3) شهادة الكتاب المقدس حول كرامة المسيح
قال الراهب: لم يخلق الله الخلائق، وسبق بإظهار الآيات والعجائب على يد الأبرار والأخيار في القديم وعلى يد الأنبياء والرسل من بعد، إلا لكرامة مسيحه، حتى إذا ظهر لا يكون لأحدٍ في اتِّباعه إنكارٌ .
وكما قال للملائكة: اسجدوا لآدم، فمن سجد له كان أكرم الخلق عليه، فمن أبى واستكبر صار أشرّ الخلق عليه حالاً، كذلك قال في مسيحه للملائكة والبشر: هذا ابني الحبيب الذي به سُررت، فله اسمعوا واتبعوه ولا تمتروا. فلا شك بالذين يسمعون له ويتبعونه أنهم حسنو الحال عند الله. والخوف والخزي على من أبى واستكبر.
والأمر الآخر، أنه لا شك في أن المسيح أكرم وأعلى وأشرف من آدم .
فضحك الأمير وقال: أقنعت أيها الراهب .