4) المسيح مخلوق أم غير مخلوق؟
أ - خلاف حول وحي القرآن و نبوّة محمد
قال الراهب: وهذا في قرآنك أن المسيح خالقٌ غيرُ مخلوق .
قال البَصْري: أراك تجادلني بقرآني. أَفَتُقرُّ أن هذا القرآن وحي من الله أنزله على نبيه محمد؟ .
قال الراهب: لا أقر شيئاً من هذا، ولا أقر أن نبيك نبي. ما هو إلا ملك ارتضاه الله، وتمَّ به وعده لإبراهيم في إسماعيل. لأنه من يوحنا بن زكريا انتهت النبوّة والوحي. يشهد بذلك دانيال النبي والمسيح .
قال البَصْري: كذبت. وما في القرآن أن المسيح خالق، بل مخلوق ابن مخلوقة .
ب - شهادات القرآن والإنجيل: لا تناقض بين ميلاد المسيح ولاهوته
قال الراهب: لا قوة إلا بالله! ألا يقول القرآن: وإذ قالت الملائكة: يا مريم إن الله اصطفاك وطهَّرك واصطفاك على نساء العالمين؟ .
قال البصري: هذا قول الله تبارك وتعالى! .
قال الراهب: فقد اصطفاها، وجبل عيسى منها بقوة الروح القدس. وولدته كما تلد النساء في التسعة أشهر، إذ لم يتغير ذلك الخاتم الطاهر المكنون، ولم يفسد. ونادت الملائكة المبشرون: السلام عليك يا مملوّة نعمة. الرب معك. وقال الله للملائكة والناس: هذا ابني الحبيب الذي به سررت، فله اسمعوا. فشككتم أنتم أنه ابن الله، وعاديتم المؤمنين به .