الفصل الثاني
الحوار مع الامير
أ - مقدمة
1) طرح موضوع الحوار وحَذَر الراهب
سأله الأمير: فأيّ الأديان أخْيَر وأفضل، وأية الأمم على الله أكرم؟ .
قال الراهب: جُعلت فداك! إن لكل مَقام مقالاً، ولكل كلام جواباً. وهذا مَقامٌ ليس لمثلي فيه مقال، ولا لكلامي جواب، لأني أرى بحضرة الأمير إمامَي النصارى، ومعهما عصبة لا أشك أنهم يعلمون ما سألتَ عنه. فاكتَفِ بهم .
2) وعد الأمير بالأمان وبحرية التعبير
قال له الأمير: لا، ولكنني أجعل لك في المقام مقالاً، وآذن لك بالكلام، وآمرك بالجواب، وأعطيك الأمان. واعلمْ أني في موضع الفضل والكرامة والاحتمال، وباحث عن البيان .
3) مدح الراهب للأمير ولأهل بيته
قال الراهب: ذكرت، أكرمك الله! دون ما يُعرف لكم، جميع أهل البيت، من الفخر والشرف. وذلك أنّ الله قد جعلكم قواعد الإسلام ونور ظلمته وقمر عزّه، وسيف سلطانه وزهرة فخره وبهاء شرفه، وعلم يمينه وأمان رعيته وفردوس ثماره، وعماد فرائضه وقوام سننه وأهل الفضيلة، وهو قادر على إتمامه ودوامه .