ب - الشهادات الكتابية حول ربوبية المسيح و رفعه
ثم قال الراهب: وكيف صار هذا الذي تشهد عليه بالعبودية، رفعه الله إليه بالفضل والكرامة، وأجلسه على كرسي العز وألبسه المجد، وحجبه بالنور، وألهم الملائكة والعباد معرفته والإقرار له بالربوبية واللاهوت، وتمم له جميع ما قيل فيه على ألسنة أنبيائه، إنه ملك الملوك وليس لملكه انقضاء؟ .
وشهد له بذلك جبرائيل الملاك قبل أن يُحبل به، إذ قال لوالدته الطاهرة: إن الله مبشرك بكلمته. ولم يقل لها: إن معك عبداً من عبيد الله، بل روح الله معك، وقوة العلي تظللك، والقدوس المولود منك يُدعى ابن الله.
وبعد هذا، انطلقت مريم لزيارة أليصابات، أم يوحنا بن زكريا. فلما سمعت أم يوحنا كلام مريم، اضطرب يوحنا في بطنها وسجد. فقامت أمه تتنبأ بفرح عظيم وقالت: من أين لي هذا الشرف العظيم أن تأتي إليّ أم ربي؟ السلام لك، يا مباركة في النساء. منذ وقع كلامك في أذنيَّ، اضطرب الطفل في بطني وسجد . وهذا في كتابك، إذ يقول: وإذ قالت الملائكة لزكريا: إن الله يبشرك بيحيى مصدِّقاً بكلمة من الله نبياً من الصالحين (منذ كان في بطن أمه) .
وفي يوم ولادة المسيح، نزلت الملائكة من السماء يُسبحون ويقولون: المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وبالناس المسرة. وبشر الملاك الرعاة وقال: هوذا أبشركم بفرح عظيم، يكون لكم ولجميع الأمم. قد وُلد مخلص هو المسيح الرب. وتحرك المجوس، وأهدوا إليه القرابين الزكية بالخضوع والسجود، وكوكب النور دليلهم. ويوم دخل المسيح إلى أورشليم، هلل الأطفال مع الكهول والشبان بالتسابيح لله ولابن داود .
والكتب كلها تشهد له مؤيِّدةً ما جاء في الإنجيل، ولكنكم لا تقبلون. فكيف يستقيم أن يُسمَّى المسيح إنساناً أو يُدعى عبداً؟