ب - نقطة الانطلاق: مسألة الدين الحق

1) موقف الراهب

أ - صفات الدين الحق

وقال الراهب: أما ما سألت عن الدين، فإن الدين الفاضل عند الله هو الدين الذي اختاره لعزته، وأفرح به ملائكته، ورضيه لعباده، وخصَّ به أولياءه وأهل طاعته، وبشرت به أنبياؤه، وختمت عليه رسله، وذخرته في خزائنه الطاهرة أصفياؤه، وقاد إليه الشعوب والأمم بلا سيف ولا قهر ولا مواراةِ باطلٍ، وطهَّر فرائضه من الدنس، وزيَّنه بالمحاسن كلها، وجعله علماً وأماناً وهدىً ونوراً للعباد في كل البلاد .

ب - صفات المؤمن الحق

والأمة الفاضلة هم الذين يُدْمنون الصيام، ويقيمون الصلاة، ويكثرون الصدقات، ويتلون آيات الحق بالليل والنهار، الباذلون أنفسهم وأموالهم، مع احتمال الضيم الشديد وسفك دمائهم في أنواع العذاب المختلف، طاعة لسيدهم وحباً له .

ج - تطابق صفات الدين الحق ودين المسيح

قال الأمير عند ذلك: فإذ قد عرفت أن هذا هو دين الحق، فما بالك مقيم على غيره؟ .

قال الراهب: لا! ما أنا مقيم على غيره، بل إنّي به متمسك وله حافظ وعليه مقيم. لأنّي فيه زُرعت وطلع نباتي، وفيه ظهرت ثماري وفنيت أيام حياتي، ومَعادي إلى ترابي، ومنه أُبعث إلى خالقي .

سأله الأمير: فأيّ الأديان والأمم قصدت؟ .

قال الراهب: قصدت دين المسيح وأمة النصارى .

 

الصفحة الرئيسية