4) التوصل الى بعض نقاط التفاهم في كيفية الحوار
أ - وجوب الحرية الدينية
قال الأمير: صدقت يا راهب، من كان على غير دين الحق ولم يتركه فهو ظالم لنفسه. ومن كان على دين الحق وتركه، رغبةً في المال وعزّ الدنيا أو فزعاً من الموت، فإنّه شقيّ في الدارين. ومن كتم دينه فإنه هالك .
فأما إسلامك فلا حاجة لي فيه. وأما الأقانيم والمسيح فلا بد أن تأتينا بتصحيح ما تقولون. وأما قولك: إنه يُتَّقى من صغارنا، فإنه كذلك. ولكن ليس عندكم بأس ولا مكروه .
قال الراهب: الحكماء يقولون: احذر من مخالطة الملوك. فإن ابتُليتَ وأردت السلامة منهم فغُضَّ طرفك عن محارمهم، وأقصر لسانك عن مجاوبتهم، وصُمَّ أذنيك عن حديثهم، واكتم في المجالس سرهم، واتبع بالتلطف هواهم، تأمن غضبهم. فإنهم ليس بينهم وبين أحد قرابة - فاعفني من هذا الأمر .
ب - الإلتزام بمنح الأمان وحرية الكلام
فقال له الأمير: قد أشعلَ قولك في قلبي ناراً لِمَا قلتَ. واعلم يا راهب أنني قد أرخيتُ لك أطناب ملكي وسلطاني من كل جانب، وفتحت لك أربعة أبواب. فادخل من أيِّها شئتَ بأمان الله وأماني. ولا ترى بأساً ولا مكروهاً .
قال الراهب: إنّ لأهل الإسلام يميناً ليس لها كفارة، وهي الطلاق. فإن أردت فاحلف لي به، وإلا فخلّ سبيلي .
فحلف له بالطلاق أنه لا يرى مكروهاً ولا بأساً، وانصرفوا.