غزوات محمد

 

بلغت غزوات محمد التي غزا فيها بنفسه تسعاً وعشرين غزوة، وهي غزوات ودان وبواط العشيرة سفوان (وتسمى غزوة بدر الأولى) وغزوة بدر الكبرى وغزوة بني سليم وغزوة بني قينقاع وغزوة السويق وغزوة قرقرة الكدر وغزوة غطفان وهي غزوة ذي أمر، وغزوة بحران بالحجاز وغزوة أحد وغزوة حمراء الأسد وغزوة بني النضير وغزوة ذات الرقاع وهي غزوة محارب وبني ثعلبة، وغزوة بدر الأخيرة وهي غزوة بدر الموعد وغزوة دومة الجندل وغزوة بني المصطلق (ويقال لها المريسع، وبعد العودة منها تأخرت عائشة وباتت ليلة رجعت بعدها مع صفوان بن المعطل) وغزوة الخندق وغزوة بني قريظة وغزوة بني لحيان وغزوة الحديبية وغزوة ذي قُرُد وغزوة خيبر وغزوة وادي القرى وغزوة عمرة القضاء وغزوة فتح مكة وغزوة حنين والطائف وغزوة تبوك. وأما سراياه (أي الغزوات التي لم يقُدها بنفسه، بل أرسل إليها بعض أصحابه) فعددها تسع وأربعون. وقيل إنها تزيد على سبعين...

وتروي المصادر الإسلامية (في سِير محمد) أن دحية الكلبي أتى محمداً بعد إحدى الغزوات وطلب منه أن يعطيه جارية، فسمح له. فأخذ دحية صفية بنت حُيي، وكانت جميلة جداً. فذهب أحد المسلمين إلى محمد مُعرباً عن استيائه واستغرابه من أن دحية الكلبي أخذ لنفسه صفية سيدة بني قريظة والنضير وقال لمحمد: "إنها لا تصلح إلا لك وفعلاً استدعاهما محمد وطلب من دحية أن يأخذ جارية غيرها، ثم أعتق محمد صفية وتزوجها.

وإذا قال قائل إن المسيحية أيضاً انتشرت في بعض البلاد وفي بعض الأزمنة عن طريق العنف، فالجواب أن ذلك الانتشار مخالف لأوامر المسيح الواضحة وتصرفاته الوديعة في الإنجيل. وإذا كان بعض القوم في بعض البلاد وبعض الأوقات قد فرضوا الدين المسيحي بالسيف، فإن المسيحية قد تخلّت منذ زمن بعيد عن العنف. أما الإسلام فإنه يُحافظ إلى أيامنا على مبدأ العنف ووسائل العنف في حكمه، بهدر دم المرتد (أي المسلم الذي يبدل دينه). وفي حين يرى المرء محمداً يقود العنف ويوافق عليه، يشهد الإنجيل للمسيح مقاومته للعنف وكونه للعنف ضحية بريئة