يخالف زعم "هارت" أن لبولس الرسول دوراً أكبر من دور السيد المسيح في العقيدة المسيحية والنزاهة العلمية. يسوع هو الفادي في العقيدة المسيحية، وعلى هذا الأساس لا تأثير أكبر من تأثيره ولا نفوذ أعظم من نفوذه. يسوع هو "الكلمة" وهو المعلِن للبشارة وهو مصدرها، فهو الأصل. أما بولس فهو - كما يرى "هارت" أعظم ناشرٍ لها. ولولا تأثير يسوع على بولس لما كان لبولس أي تأثيرٍ على المسيحية.
أما الصياغة بعبارات منها شعبي ومنها فلسفي للعقيدة المسيحية، على يد بولس، فهي أمر سطحي، لأن الجوهر والمضمون مأخوذٌ من تعاليم السيد المسيح. وبولس يكرر أنه خادم ليسوع سيده، وأنه لا يبشِّر بنفسه بل بيسوع المسيح سيداً (راجع الرسالتين إلى أهل كورنثوس) وأن المسيح غيّر حياته إلى حد أنه "ما عاد هو الحي بل المسيح هو الحي فيه" (غلاطية 2: 20) وأن "الحياة في نظره هي المسيح، والموت غنيمة" (فيلبي 1: 21). فمن الأعظم: بولس أم المسيح؟ جواب القرآن: المسيح، فلا ذكر في القرآن لبولس. وجواب المسيحية: بولس هو عبد المسيح وخادمه ورسوله. ومن صاحب النفوذ؟ العبد أم السيد؟ الفادي أم المفدي؟ صاحب الدعوة أم أعظم ناشريها؟