كيف يخطر على بال "مسلم" مثل ديدات، و"مسيحي" مثل "هارت" أن يقابل كل منهما بين السيد المسيح ومحمد؟ فديدات يخالف القرآن في إعلانه أن محمداً هو الأعظم، وهارت يخالف الإنجيل والتاريخ عندما يحسب النجاح العسكري والسياسي نصراً دينياً، ناسياً لمحمد تعدُّد الزوجات واللجوء إلى العنف للتخلص من الأعداء. وحتى بعد أن "يستنتج" "هارت" تفوقاً لمحمد في النفوذ، فنتيجته الأساسية التي لا يمكن تجاهلها هي أن السيد المسيح هو الأعظم بشهادة المسيحية والقرآن والتاريخ.
وإذا بقي عند بعض القوم شك، مع كل ما سبق من إيضاحات فالرجاء أن تكون هذه الخاتمة حسن ختام.
ووالدته من
الشيطان
الرجيم:
ورد في آل عمران 3: 36 أن والدة سيدتنا مريم العذراء قالت عندما وضعتها: "وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ". وقد فسّر البيضاوي هذا النص استناداً إلى حديث نقله أبو هريرة: "ما مِن مولودٍ يولد إلا والشيطان يمسه حين يولد، فيستهل صارخاً من مسِّه. إلا مريم وابنها". ويقول صحيحا البخاري ومُسلم: "فذهب الشيطان ليطعن، فطعن في الحجاب، فلم تنفذ إليها (أي إلى العذراء مريم)".
تؤكد هذه النصوص القرآنية، مع التفسير والأحاديث الثابتة لدى المسلمين، امتياز مريم وابنها المسيح،فكان لهما ما لم يكن لمحمد ولا لوالدته.
كما سبقت الإشارة إلى الحَبل البتولي بالسيد المسيح، حسب شهادة القرآن في مواضع عديدة، ولم ينل محمد تلك النعمة.
ويُجمِل القرآن مكانة مريم الفريدة بكلامٍ واضح عن امتيازٍ انفردت به دون النساء وفوق النساء قاطبة: "يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ العَالَمِينَ" (بما فيهنَّ والدة محمد بن عبد الله). ونلحظ تكرار "اصطفاك". ولم يستثنِ من نساء العالمين أم محمد أو غيره (آل عمران 42).
لا
حاجة للعودة
إلى النصوص
القرآنية
التي تؤكد
تفوُّق
المسيح على
الأنبياء
وكونه "كلمة
من الله وروح
منه". أما
عبقريته
الملهِمة فهي
في سموّه ليس
فقط على رغبات
الجسد (التي لم
يكبح لها محمد
جماحاً) ولا عن
طريق القساوة
والعنف فحسب،
بل في سموّه
فوق أساليب "التأثير"
والضغط
البشريين من
وعد ووعيد ومن
ترغيب وترهيب.
فتبعته
الملايين
وشعار ديانته
الصليب،
وانحنت له
الرؤوس وهو
الذي عاش
فقيراً ومات
فقيراً، رذله
بنو إسرائيل
واحتقره
الوثنيون.
ولكنه بقوة
شخصيته
وفدائه
ومعجزاته
أنشأ الإنسان
الجديد.