بعد ذكر تسامي المسيح على الجسد والعنف والزمان والمكان بحيث تبقى رسالته غير منقوصة وعبقريته غير متأثرة بتقلب الدهر، تجدر أخيراً إشارة سريعة إلى سمو المسيحية الأخلاقي - أي سمو تعاليم يسوع:
- من ناحية القتل: أَمْر السيد المسيح واضح: "لا تقتل". ولم يقتل المسيح أحداً ولا أرسل لقتل أحد، ولكنه أقام الموتى! ولم يستخدم المسيح ولا رسله الإكراه والقتل كوسيلةٍ لنشر المسيحية. أما إذا لجأ أحياناً بعض رجال الكنيسة إلى العنف والقتل والحرب، فذلك مخالفٌ لتعاليم المسيح وهدى الإنجيل الطاهر ونوره.
نقرأ في الأنفال 8: 65 "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مَائَتَيْنِ". وورد في البقرة 2: 194 "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ". ويقول في التحريم 66: 9 "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الكُفَّارَ والمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَليْهِمْ". وتقول التوبة 9: 5 "فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ..." وفي التوبة 9: 29 "قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ".
(لم يطلب السيد المسيح جزيةً من غير المسيحيين القاطنين في بلدٍ مسيحي ولا طالب بقتال أحدٍ ولا بقتل أحد).
وهناك مقابلات مشوِّقة بين تعاليم المسيح وتعاليم محمد في شؤون الزواج والطلاق والقَسَم وأمور العفة الكاملة وقضايا الزنى ومعاقبة الرذيلة. ولكن ضيق المقام لا يسمح بها.