يسوع هو العظيم وهو الأعظم

 

لأنه "كلمة الله وروح منه"، لأنه "من روح الله".

لأنه يحفظ كرامة الإنسان ويحترم حريته، والحرية من "أعظم" مزايا الإنسان، وهي أساس مسؤوليته عن أعماله، وعماد ثوابه وعقابه. قال يسوع: "إذا أراد أحد أن يتبعني فلينكر نفسه ويحمل صليبه". ومحمد يقول: "من بدّل (أي غيَّر) دينه، فاقتلوه".

يسوع يقول: "من يأخذ السيف، بالسيف يهلك" - "لا تقتل" و"لا تخاصم ولا تقاتل". ومحمد يقول: "اقتل وقاتل". ويرى علماء الإسلام أن آية السيف (التوبة 5) نسخت نحو 124 أمراً قرآنياً بحُسن معاملة غير المسلمين.

في كلام يسوع لا ينسخ أمرٌ أمراً، ولا يُلغي ولا يناقض شيءٌ شيئاً. وفي القرآن عشرات الحالات من الناسخ والمنسوخ، بين ما نسخت تلاوته وبقي حُكمه، وما نُسخ حكمه مع بقاء تلاوته، وما نُسخ حُكمه وتلاوته معاً.

يسوع عفيف نزيه مترفِّع عن الجسد وأهوائه، أما محمد فقد سار في الجسد وسلك حسب الجسد بشكل غير مألوف عند الرجل العادي. فنسب بعض القوم فحولته إلى النبوّة، وقارنوه بداود وسليمان، ووجدوا أنه كان كثير الورع ومالكاً (أي ضابطاً) لإِرْبه (وهو عضوه التناسلي) أكثر منهما. ولكنهم تجنَّبوا مقابلته مع عفة المسيح المطلقة فأعلنوا تفوُّق محمد على من سبقه من ألف وخمسمائة سنة، وأغفلوا التفوق الأخلاقي عند يسوع الذي سبَقه زمنياً وروحانياً بسبعة قرون من حساب التاريخ.

من العظيم؟ هو "كلمة الله وروح منه". العظيم هو الذي تجذبك شخصيته وتقودك نعمة الله فيه وإليه، مع أن أوامره صعبة، ولكنها تتحول إلى "نيرٍ لطيف وحِملٍ خفيف". العظيم هو الذي تتبعه بغير إكراه ولا وعد ولا وعيد. العظيم هو الذي لا يلجأ إلى العنف، وعندما يكيد له أهل العنف يغلبهم بحلمه ويتوفاه الله ويرفعه إليه. العظيم هو "الوجيه في الدنيا والآخرة" وهو أعظم من الذي يأمل عسى ربه أن يعطيه مقاماً محموداً. والسلام على عيسى قبل ميلاده، ويوم وُلد، ويوم يموت، ويوم يُبعث حيّاً.