-أحاديث الجهاد
أمر القرآن في بداية الدعوة الإسلامية بالمعروف ونهَى عن المنكر، ونادى بالدعوة إلى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن، والإعراض عن الجاهلين (راجع السُّور القرآنية المكية مثل: القلم، المدثر، الأعلى، النجم، البروج، القيامة، يوسف، النحل، الروم، الرحمن، العنكبوت).
وبعد الهجرة من مكة إلى المدينة تغيّرت استراتيجية محمد من الدعوة بالمعروف، إلى ردّ العنف بالعنف أو إلى الدفاع المسلّح. وبعد أن قويَت شوكة المسلمين تحّولوا إلى الهجوم المسلح والغزو العسكري (راجع سُور القرآن المدنيّة، مثل: البقرة، الأنفال، محمد، الفتح، المائدة، التوبة).
ويختلف علماء المسلمين كثيراً في موضوع الجهاد، لأن باب الجهاد يحتوي على أكثر الأحاديث تضارباً، وأكثر الآيات القرآنية اختلافاً. ونورد في هذا الفصل بعض هذه الأحاديث والآراء:
استراتيجية الدعوة:
بدأ محمد دعوته باللين فكان يقول: إنما أنا رحمة مُهداة. وكان يقول: إني لم أُبعَث لعّاناً وإنما بُعِثت رحمة,
ولكن بعد مرور فترة على دعوته قام بتوضيح هذه الرحمة المُهداة فقال: بُعثت بالسيف بين يدي الساعة، وجُعل رزقي في ظل رمحي، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري,وحينما سمع أصحابه هذا الحديث، ووجدوا أنه قد يكون سبباً في ترك الناس لهم، ذهبوا إليه ليسألوه إن كان حقاً قد قال هذا الكلام، فأجابهم: نعم ووالله إني قد جئتهم (أي من خالف دينه وأوامره) بالذبح (الحِكَم الجديرة بالإذاعة في شرح حديث بُعثت بالسيف بين يدي الساعة لابن رجب الحنبلي). وقال محمد في موضع آخر: أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة. فإذا فعلوا عصموا منّي دماءهم وأموالهم,