آراء علماء المسلمين:
تضاربت آراء علماء المسلمين في الجهاد، فمِن قائل إن آيات القتال نسخت كل آية تأمر بالعفو والصفح، ومن قائل إنه لا نسخ في القرآن، وثالث يرجّح العمل بالترتيب التاريخي لنزول الآيات. ووصل بهم الأمر إلى تكفير بعضهم البعض، وحكم كل طائفةٍ لنفسها بالنجاة وللآخرين بالهلاك.
وكتب بعضهم يقول: إن أحداً لم يُخلَقْ من دون الله.. وإن أحداً لم يَخلُقْ مع الله.. فليس من حق أحدٍ أن يُشَرِّع من دون الله.. وليس من حق أحدٍ أن يُشَرِّع مع الله.. وليس لأحدٍ أن يحكم بين خَلْق الله، لا بين المسلمين، ولا الكفار.. إلا بحكم الله ورسوله. إن الناس لم يخلقوا أنفسهم، ولم يخلقوا الأرض التي عليها يحيون وعليها تقوم مجتمعاتهم، فليس من حقهم أن يهيمنوا أو يهيمن بعضهم ليُشَرِّع ويحكم، يأمر وينهى من دون الله.
إننا مأمورون بتحقيق سيادة شَرْع الله على أرض الله وعلى خَلْق الله. إننا مأمورون أن لا ندع أي طائفة على وجه الأرض تحكم الناس بغير شَرْع الله. فمن أبى ذلك ورفض الإذعان قاتلناه. إن الجهاد حتميّة يفرضها الشَرْع وتمليها علينا عدة فروض شرعية لا يتم أيٌّ منها إلا بالجهاد.
1 - يمليه علينا الإجماع المنعقد على وجوب خلع الحاكم الكافر.. أليس حكام بلادنا قد كفروا باستبدال الشرع وبحكم الخلق بشرعٍ جاهلي؟ أليس الجهاد واجباً اليوم لخلع هؤلاء الحكام؟
2 - يمليه علينا الإجماع المنعقد على وجوب قتال أي طائفة ذات شوكة تمتنع عن شريعة أو أكثر من شرائع الإسلام حتى تلتزم بها.. أليست الطوائف المهيمنة على بلادنا ممتنعة عن أكثر شرائع الإسلام؟ أليس الجهاد اليوم واجباً لإجبار هذه الطوائف على الالتزام بما امتنعت عنه؟
3 - يمليه علينا الإجماع المنعقد على وجوب نصب خليفة للمسلمين. أليست الخلافة غائبة عنا اليوم؟ ألم يسقطها أعداؤنا بالسيف والقهر؟ أليس الجهاد هو طريق عودتها.
4 - يمليه علينا الإجماع المنعقد على وجوب الدفاع عن ديار الإسلام، واسترداد ما استولى عليه الكُفّار منها.. أليس الجهاد واجباً لاسترداد فلسطين والأندلس وفرنسا وبلاد البلقان والجمهوريات الإسلامية في روسيا وغيرها؟.
هذا هو إيمان إحدى الجماعات الإسلامية (الجهاد). ونتيجة اعتقادهم هذا كانت أفعالهم، فقام تنظيم الجهاد في مصر في الفترة من 1979 حتى 1992 باغتيال عدة أفراد من القيادات السياسية في مصر (منهم الرئيس أنور السادات أنور السادات ) وبعض الصحفيين والكتّاب (منهم الدكتور فرج فودة ) بعد أن حكم بتكفيرهم. وقام أيضاً بحرق عشرات الكنائس، وقتل عدد كبير من المسيحيين. وموَّلوا هذه الأنشطة من سرقة محلات المجوهرات التي يمتلكها مسيحيون ومسلمون! وظهرت جماعات مماثلة في الجزائر والمغرب وباكستان وإيران وأفغانستان والأردن والسودان ولبنان واليمن وتونس.