6 - أحاديث النكاح والزواج
تبنَّى الإسلام من المرأة عموماً، سواء كانت زوجة أو أماً أو بنتاً، نفس النظرة التي كانت سائدة في شبه الجزيرة العربية في زمن محمد. وسنحاول في هذا الفصل أن نعرض وجهة النظر الإسلامية في المرأة من خلال الأحاديث التي رواها أصحاب محمد عنه.
مكانة المرأة:
أول ما يطالعنا في شأن المرأة وضعها الغريب ككائن أقل من الرجل، فالاسم الذي اختاره المسلمون للزوج هو البعل وهو يعني السيد أو الرب أو الصاحب، مما يعني امتلاكه للمبعولة (الزوجة) أو المربوبة. وقد صار هذا التقليد حتى اليوم في كل الدول العربية الإسلامية حتى في أعلى المستويات ثقافياً واجتماعياً، فتجدهم يقولون حرم الرئيس أو حريم السلطان.
محمد والمرأة:
وإذا حاولنا أن نرسم صورة المرأة في الإسلام من خلال الأحاديث فسنجدها تقول:
1 - إن المرأة تُقبِل في صورة شيطان وتُدبِر في صورة شيطان، فإذا أحدكم أعجبته امرأة فوقعت في قلبه فليعمد إلى امرأته فليواقعها، فإن ذلك يردُّ ما في نفسه.
2 - إن المرأة خُلِقَت من ضلع، لن تستقيم لك على طريقة، فإن استمتعت بها استمتعت بها وبها عوَج، وإن ذهبْتَ تُقيمها كسَرْتَها، وكسرها طلاقها.
3 - لولا بنو إسرائيل لم يخنز (يفسد) اللحم، ولولا حواء لم تخُن أنثى زوجها الدهر.
4 - إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان، لعنتها الملائكة حتى تُصبِح.
5 - لو كنتُ آمر أحداً أن يسجد لأحدٍ، لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها.
6 - لا يُسأل الرجل فيما ضرب امرأته عليه
7 - ثلاثة لا تُقبَل لهم صلاة، ولا تصعد لهم حسنة: العبد الآبِق حتى يرجع إلى مواليه، والمرأة الساخط عليها زوجها، والسكران حتى يصحو.
8 - ما تركتُ بعدي فتنةً أضرّ على الرجال من النساء
9 - اطَّلعتُ في النار فرأيت أكثر أهلها النساء، وأطَّلعتُ في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء
1 - الشؤم في ثلاثٍ، في: المرأة، والفرس، والدار
11 - الحصير في ركن البيت خيرٌ من امرأة لا تلد, وهذا الحديث ضعيف، ولكن له طرق أخرى يقوي بعضها بعضاً.
12 - النساء ناقصات عقلٍ ودين
صورة المرأة:
المرأة بناءً على الأحاديث السابقة هي:
الشيطان الذي لم تُترك فتنة على الرجال أشد منها، والضلع الأعوج الذي لا يستقيم، وهي أكثر أهل النار، وناقصة عقلياً ودينياً، ولا تساوي أكثر من حصير إذا كانت عاقراً، وهي مَن يُضرَب دون أن يُسأل ضاربها عن السبب، وهي تكاد أن تكون جاريةً عند زوجها حتى كاد النبي أن يأمرها بالسجود له، وهي وسيلة التفريغ الجنسي لزوجها، وهي مأمورةٌ بإجابة زوجها في شهواته تحت أي ظرف، وإن هي رفضت لعنَتْها الملائكة، وهي أحد رموز الشؤم.
ولنا أن نسأل: هل هذا هو التكريم؟ هل هذه هي الصورة التي يقدمها الله ورسوله للمرأة؟
المرأة والزواج:
بالرغم من تحديد محمد للزوجات بأربع، فإننا لا نكاد نجد في صحابته من التزم بهذا. فقد تزوج كل من عمر وعلي وعثمان بن عفان تسعاً. ولعل عليّاً تزوجهن بعد وفاة محمد ، فقد رفض محمد أن يتزوج عليٌّ زوجة أخرى مع فاطمة ابنة محمد. وسبب هذا العدد الكبير من الزوجات أن محمداً جعل لهم في الطلاق وسيلة بديلة عن تعدد الزوجات، فكانوا يتزوَّجون ويطلقون كيفما شاءوا، بالإضافة إلى ما ملكت أَيْمانهم. ومن الصحابيّات من تزوَّجت بأكثر من أربع، كعاتكة بنت زيد ابنة عم عمر بن الخطاب تزوجت عبد الله بن أبي بكر وعمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله ومحمد بن أبي بكر بن أبي بكر وعمرو بن العاص.
قيمة المرأة:
رُوي عن سهل بن سعد : أن رسول الله (ص) جاءته امرأة فقالت: يا رسول الله، جئت أهب لك نفسي. فنظر إليها رسول الله (ص) فصعّد فيها النظر وصوّبه ثم طأطأ رأسه. فلما رأت المرأة أنه لم يقضِ فيها شيئاً جلست. فقام رجلٌ من أصحابه فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة فزوِّجنيها. فقال: وهل عندك شيء؟ قال: لا والله يا رسول الله. فقال: اذهب إلى أهلك فانظر، هل تجد شيئاً؟ فذهب ثم رجع فقال: لا والله ما وجدتُ شيئاً. فقال محمد : انظر ولو خاتماً من حديد. فذهب ورجع فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتماً من حديد، ولكن هذا ردائي. فقال سهل: ما له رداء غيره، فلها نصفه. فقال رسول الله: ما تصنع بإزارك؟ إن لبسْتَه لم يكن عليها منه شيء، وإن لبسَتْهُ لم يكن عليك منه شيء. فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام، فرآه رسول الله مُولِّياً فأمر به فدُعي. فلما جاء سأله: ماذا معك من القرآن؟ قال: معي سورة كذا وسورة كذا. فقال: تقرؤهن عن ظهر قلبك؟ قال: نعم. قال: اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن.
فهل إلى هذا الحد تُمتَهَن المرأة حتى تُمَلَّك لأي شخصٍ وبأي ثمنٍ؟!
محمد وتعدد الزوجات:
أمر محمد أصحابه بتعدد الزوجات، أو قل أباحه لهم. فهل كان هو نفسه يقبل تعدد الزوجات؟
هذا أمرٌ فيه نظر، فقد رُوي عن النبي أنه قال: إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم من علي بن أبي طالب ، فلا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما ابنتي بضعةٌ مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما أذاها,
فبالرغم من أن محمداً أباح تعدّد الزوجات لنفسه ولأصحابه، إلا أنه لم يقبله لزوج ابنته، لأنه يعلم ما في ذلك من إيذاءٍ للمرأة.
وهناك حديث آخر لمحمد عن عائشة قالت: جاءت امرأة رفاعة القرظي إلى النبي فقالت: إني كنت عند رفاعة فطلَّقني، فبتَّ طلاقي (أي طلقها ثلاث مرات) فتزوجتُ بعده عبد الرحمن بن الزبير، وما أنا معه إلا مثل هُدبة الثوب (كناية عن الضعف الجنسي). فقال: أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة؟ قالت: نعم. قال: لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك كناية عن الجماع نعتقد أن هذا الحديث لا يحتاج منا إلى تعليق، فمكانة المرأة ومشاعرها عند محمد تتجلى فيه بأوضح صورة.
الإسلام والطلاق:
في موقف الإسلام من الطلاق امتهان للمرأة، فليس للمرأة حقٌّ في طلب الطلاق. قال محمد : أيُّما امرأة سألت زوجها طلاقاً في غير ما بأس، فحرامٌ عليها رائحة الجنة والزوج إذا طلق امرأته له أن يعيدها إليه في أي وقت يشاء قبل انقضاء عدّتها (ثلاثة أشهر) دون أن يحتاج إلى موافقتها. أما إذا أرادت المرأة أن تترك زوجها فعليها أن تردّ له كل شيء لها، أو أن تشتري نفسها منه، وهو ما يُسَمّى في الإسلام الطلاق بالخُلع فقد ورد عن نافع أن صفية بنت أبي عبيد اختَلَعَتْ من زوجها بكل شيء لها فلم ينكر ذلك عبد الله بن عمر
حديث فاطمة بنت قيس:
عن فاطمة بنت قيس في المطلقة ثلاثاً أن النبي قال: ليس لها سكنى ولا نفقة
وقد أثار حديث فاطمة هذا جدلاً كبيراً بين أصحاب محمد أنفسهم، فقد طعن فيه عمر بن الخطاب وعائشة وأسامة بن زيد أسامة بن زيد ومروان بن معاوية وسعيد بن المسيب، وغيرهم.
ولنا أن نسأل: إذا كان الحديث صحيحاً رواه مسلم وغيره، فما موقف الذين طعنوا فيه؟ وإن كان الطاعنون فيه على صواب، فما قوة الحديث، وبالتالي ما هي قوة صحيح مسلم؟
وهل للمطلقة ثلاثاً نفقة وسُكنى أم لا؟
هذا هو ما قاله محمد عن المرأة والزواج. ولعل أعجب وأغرب شيء هو إباحة محمد لزواج المتعة (سنتكلم عنه تفصيلياً في الفصل القادم) الذي لا يخرج عن كونه زنا مقنّناً.
ولنا سؤال أخير: هل هذه هي شريعة الله؟