10 -أحاديث الأطعمة والأشربة

مَن أراد أن يرى أوضح الأمثلة للتناقض، أو ما يسمّيه علماء الفقه الإسلامي الناسخ والمنسوخ فليقرأ الأحاديث في موضوع الأطعمة والأشربة. وسنورد كل حديث فيها متبوعاً بحديث آخر يعارضه! ثم نورد بعض الطرائف والغرائب، بعدها نورد تعليقنا.

نَهَى أم أباح؟

هناك أطعمة كثيرة لا يمكنك أن تعرف هل نَهَى عنها النبي أم أباحها.

1 - عن جابر بن عبد الله قال: ذبحنا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير، فنهانا رسول الله عن البغال والحمير، ولم ينهنا عن الخيل.

2 - عن خالد بن الوليد قال: نهَى رسول الله عن أكل لحوم الخيل والبغال والحمير ويعتذر أبو داود عن تناقض الحديثين بقوله: لا بأس بلحوم الخيل، وليس العمل عليه. وهذا منسوخ.

3 - عن أبي قتادة، أنه رأى حماراً وحشياً فعقره (ذبحه)، فقال النبي: هل معك من لحمه شيء؟ قال: معنا رجله، فأخذها فأكلها

أكل الجراد:

1 - عن أبي أوفى، قال: غزونا مع رسول الله سبع غزوات، كنا نأكل معه الجراد

2 - عن سلمان، قال: سُئل النبي عن الجراد فقال: أكثر جنود الله، لا آكُله ولا أحرِّمه.

الخليطان:

1 - عن جابر بن عبد الله قال: نهَى رسول الله أن ينتبذ الزبيب والتمر جميعاً، ونَهَى أن ينتبذ البُسْرُ جميعاً,(والبُسْرُ: خليط البلح والتمر).

2 - عن عائشة: أن رسول الله كان يُنبذ له زبيب فيلقي فيه تمراً، وتمر فيلقي فيه زبيباً

حلال أم حرام:

1 - عن ابن عمر قال: قال رسول الله كل مسكر حرام، ومن مات وهو يشرب الخمر يدمنها لم يشربها في الآخرة

2 - عن بكر بن عبد الله المُزني قال: كنت جالساً مع ابن عباس عند الكعبة فأتاه أعرابي يقول: ما لي أرى بني عمكم يسقون العسل واللبن، وأنتم تسقون النبيذ؟ أمِنْ حاجةٍ بكم أم من بُخل؟ فقال ابن عباس الحمد لله، ما بنا حاجة ولا بُخل! قدِم النبيُّ على راحلته وخلفه أسامة، فاستسقى، فأتيناه بإناءٍ من نبيذ، فشرب وسقى فضله أسامة، وقال: أحسنتم وأجملتم. كذا فاصنعوا. فلا نريد تغيير ما أمر به الرسول

وهناك حديث آخر يقول: أن النبي عطش وهو يطوف بالبيت، فأُتي بنبيذ من السقاية، فشمّه، فقطب. ثم دعا بذَنُوبٍ مِن ماء زمزم، فصُبَّ عليه ثم شربه. فقال له رجل: أحرام هذا يا رسول الله؟ فقال: لا

قائماً أم قاعداً:

1 - عن أنس: أن النبي نَهَى أن يشرب الرَّجل قائماً,

2 - عن عمر بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه، قال: رأيت رسول الله يشرب قائماً وقاعداً

أكل اللحم:

1 - عن عائشة قالت: قال رسول الله: لا تقطعوا اللحم بالسكِّين فإنه من صنيع الأعاجم، وانهشوه فإنه أهنأ وأمرأ,

2 - عن عمرو بن أميَّة أنه رأى النبي يحتزّ من كتف شاة في يده، فدُعي إلى الصلاة فألقاها والسكين التي يحتز بها، ثم قام فصلى ولم يتوضأ,

الصلاة والطعام:

1 - عن ابن عمر أن النبي قال: إذا وُضِع عشاء أحدكم وأُقيمت الصلاة فلا يقوم حتى يفرُغ. زاد مسدد: وكان ابن عمر إذا وُضع عشاؤه، أوحضر عشاؤه، لم يقم حتى يفرُغ، وإن سمع الإقامة، وإن سمع قراءة الإمام

2 - عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله: لا تُؤَخِّر الصلاة لطعام ولا لغيره

وَسْم (وضع علامة) البهائم:

1 - عن جابر، قال: مرَّ على النبي حمار وُسم في وجهه، فقال: لعن الله الذي وسمه

2 - عن أنس، قال: غدوت إلى رسول الله بعبد الله بن أبي طلحة ليحنكه، فوافيته في يده الميسم يسم (يضع علامة على) إبل الصدقة

الذباب والوزغ (البُرص):

1 - عن أبي هريرة، قال: إن رسول الله قال: إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه كلَّه ثم ليطرحهُ، فإن في أحد جناحيه شفاء وفي الآخر داء.

2 - عن أبي هريرة، قال: إن رسول الله قال: من قتل وزغاً (بُرْصاً)في أول ضربة كتبت له مائة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك

3 - عن عبد الله بن مُغَفَّلٍ، عن النبي قال: لولا أن الكلاب أُمَّة من الأمم، لأمرت بقتلها كُلِّها، فاقتلوا منها كل أسود بهيم وفي رواية فإنه شيطان

4 - عن أبي هريرة قال: شكا رسول الله إلى جبريل قلة الجماع، فتبَّسم جبريل حتى تلألأ مجلس رسول الله من بريق ثنايا جبريل، ثم قال: أين أنت من أكل الهريسة؟ فإن فيها قوة أربعين رجلاً,(قال المعجم الوجيز إن الهريسة نوع من الحلوى يُصنع من الدقيق والسمن والسكر. وفي المنجد : طعام يُصنع من الحب المهروس واللحم. وتطلِق العرب كلمة هريسة على الفلفل الحار المدقوق بخلّ).

5 - عن ابن عمر، أن النبي قال: مَنْ أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا يَقْرَبَنَّ المساجد,(الشجرة الخبيثة هي الثوم).

 

وللتعليق نقول:

في هذا الباب آراء غريبة كمنع الصلاة على آكل الثوم، أو كتابة حسنات لقاتل البُرْصْ، أو مثل ما أوردناه سالفاً في أحاديث الطهارة من أن في بول الإبل شفاء للإسهال، بالإضافة إلى أحاديث الذباب والهريسة وغيرها,

أما باقي أحاديث هذا الباب فمتضاربة. وإنّا نتساءل:

هل تقع هذه الأحاديث في باب الناسخ والمنسوخ؟

إذن، لماذا كُتبت الأحاديث المنسوخة - مع ملاحظة أنه لا يُثاب أحد على قراءة الحديث كالقرآن. هذا مع ما تفعله هذه الأحاديث من تجهيل أمور كثيرة للعوام ومن لا يعرفون بنسخها؟

أم أن الأمر لا يتعدّى أكثر من كتابة كل ما قال محمد؟

ثم أليس من حقنا أن نقول للمسلمين: أرونا ما اتفقتم عليه من أمور عقيدتكم بدلاً من الهجوم على عقائد الآخرين؟

وأخيراً أليس الأجدر بعلماء الحديث أن يُنَقّوا كتبهم من الغرائب بدلاً من اتهام غيرهم بعدم الفهم؟

الصفحة الرئيسية