(ب) نزول عيسى في آخر الزمان:
كما هو الحال في الأحاديث الصحيحة، كذلك تجد في تعاليم الصوفية أخباراً تطلعنا على مجيء المسيح ثانية وما سيحدث بعد مجيئه. فإن المسيح يظهر في تلك الأخبار كعلم الساعة!, غير أنه لا يعرف متى الساعة. يذكرنا الحوار الغريب بين المسيح وجبريل، والذي ورد في مؤلف للإمام الشعراني بسؤال محمد جبريل في حديث القدر الشهير: روي عن الشعبي قال: لقي جبريل عيسى عليهما السلام فقال له عيسى: متى الساعة؟ فانتفض جبريل في أجنحته وقال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة, إن المسيح الذي سيأتي لكي يعاقب الكفَّار ويجازي الصالحين خيراً سوف يختار بين المسلمين طائفة الغرباء النافرين عن الدنيا: قال رسول الله: أحب شيء إلى الله تعالى الغرباء. قيل: ومن الغرباء؟ قال: الفرّارون بدينهم يبعثهم الله تعالى يوم القيامة مع عيسى ابن مريم عليه السلام, روي عن محمد أيضاً: ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها,
لقد حوَّل الوضاعون المسيح إلى مسلم مثالي يصلي ويحج: ويهبط عيسى ابن مريم فيصلي الصلوات ويجمع الجمع ويزيد في الحلال كأني به تجدبه رواجله ببطيء الروحاء حاجاً أو معتمراً, بينما يصعب علينا أحياناً أن نميِّز المسيح من المهدي في الأحاديث الصحيحة، ويبدو كلاهما في بعض الروايات كأنهما شخص واحد. يخبرنا الوضاعون بأن المهدي من أهل بيت محمد: المهدي من أهل بيتي يملأ الأرض عدلاً، وإنه يخرج مع عيسى عليه الصلاة والسلام يساعده على قتل الدجال بباب لد من أرض فلسطين وإنه يؤم هذه الأمة ويصلي خلفه عيسى ابن مريم,