شهادة
الضمير:
الضمير مستقلّ في حكمه، بحيث لا
يخضع للعقل والإرادة. فإذا كان مستقيماً لا
يرى الحرام حلالاً ولا الحلال حراماً، ولو
أنّه حاول ذلك. مثله كالعقل الذي لا يقدر أن
يرى الأسود أبيض ولو حاول ذلك. ويلزم عن حكم
الضمير وجود شريعة أدبيّة، سلطانها من فوق،
وتحكم بما هو واجب علينا.
وممّا لا ريب فيه أنّ وجود الضمير
والشريعة الأدبيّة يشعرنا بأنّنا مسؤولون عن
حالنا وأعمالنا، لا لأنفسنا ولا للبشر فقط،
بل أيضاً لكائن عظيم هو مصدر الشريعة ومنشئ
الضمير فينا. هذا الكائن العظيم يسرّ بالصلاح
ويكره الشرّ ويجازي كلّ واحد حسب استحقاقه.
فيلزم ممّا تقدّم وجود مَن نحن مفتقرون إليه
ومسؤولون له وهو الله.