شهادة النظام الفلكيّ:

البيّنات من النظام الفلكيّ على وجود خالق عظيم حكيم عاقل قدير كثيرة جدّاً يضيق مجال هذه الرسالة لذكرها. وإنّما أذكر أنّ المتأمّل في عظمة هذا الكون وأجرامه السماويّة التي لا تحصى، ودورانها في أفلاك نسق واحد قرناً بعد قرن وسرعتها، وما بين القوّتين الدافعة والجاذبة من توازن مدهش، لا يسعه إلاّ أن يهتف مع داود قائلاً »مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلْآنَةٌ الْأَرْضُ مِنْ غِنَاكَ« (مزمور 104:24).

قال الرسول بولس لأهل لسترة »الْإِلهِ الْحَيِّ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، الَّذِي فِي الْأَجْيَالِ الْمَاضِيَةِ تَرَكَ جَمِيعَ الْأُمَمِ يَسْلُكُونَ فِي طُرُقِهِمْ - مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ نَفْسَهُ بِلَا شَاهِدٍ - وَهُوَ يَفْعَلُ خَيْراً، يُعْطِينَا مِنَ السَّمَاءِ أَمْطَاراً وَأَزْمِنَةً مُثْمِرَةً، وَيَمْلَأُ قُلُوبَنَا طَعَاماً وَسُرُوراً« (أعمال الرسل 14:15-17).