شهادة
الكتاب المقدّس:
قال الدكتور العلاّمة فاندايك » ليس
في العالم كلّه كتاب كالكتاب المقدّس، يحفظ
لنفسه هذه الحيويّة الغريبة والأثر المتزايد
والإيحاء القويّ! فإنّه لم يعطِ الممالك فقط
مُثلاً جديدة للمدنيّة، ومبادئ سامية
للأخلاق، وأفكاراً جديدة عن الفضائل وآمال
السعادة، بل أيضاً أعطى دوافع وصوراً للخيال
الإنسانيّ، ليبدع في الآداب والفنون. الواقع
أنّه أوحى روائع الفنّ لميشيل أنجيلو ورفائيل
وموريلا وليوناردو دافينشي وغيرهم، وألهم
روائع الألحان لباخ وبيتهوفن وهاندل، وروائع
الأدب لدانتي ومارتن لوثر وفكتور هيجو وجبران
خليل جبران«.
وهذا الكتاب العزيز يحتوي بين
دفّتَيه الإعلانات السماويّة والتعاليم
الإلهيّة التي تشكّل أدلّة قاطعة على وجود
الله. ومن لا يقف مندهشاً وهو يقرأ الأحداث
التاريخيّة التي ورد ذكرها في كتاب الله،
وكانت تتمّة لنبوّات سابقة أعلن عنها رجال
الله قبل حدوثها بعدّة قرون! وقد عرفوها من
إعلانات الله التي صارت إليهم.
و لو نظرنا إلى كياننا الروحيّ
وبحثنا عن احتياجاته لوجدنا أنّ محتويات
الكتاب المقدّس على غاية الموافقة لسدّها،
فإنّ فيه إعلان الخالق بأنّه ليس فقط حاكماً
عادلاً، بل هو لنا أيضاً أب رؤوف يحفظنا
ويعتني بنا. وأنّه لأجل خيرنا وضع في الكتاب
الإلهيّ الوصايا والنواهي الموافقة
لأحوالنا، ولامتناعنا عن كلّ ما هو مضرّ لنا
ومهين لشأننا وشأن خالقنا العظيم، وأنّ
وصاياه المقدّسة تؤول إلى خيرنا ولا سيما
سعادتنا.
وكذلك في الكتاب المقدّس، التعليم
والارشاد وترقية الأفكار وتربية الآداب
وإعدادنا للحياة الأبديّة. لذلك حقَّ أن
نعتقد بأنّ الكتاب المقدّس هو الكتاب الوحيد
الذي يرشدنا إلى الحقّ، وبواسطة إرشاده ننال
السعادة في هذا العالم وفي العالم الآتي. هذا
السفر العظيم ناشئ عن عقل سامٍ وكائن عالم
بكلّ شيء وقدّوس وعادل هو الله العظيم الذي
ألهم رجاله القدّيسين، فكتبوا لنا هذا السفر
الجليل.