شهادة
التجسّد:
إن كان الله قد ظهر في القديم بهيئة
منظورة لأشخاص متعدّدين، كهاجر وإبراهيم
ويعقوب وموسى ومنوح وغيرهم فإنّ التجسّد هو
سيّد الأدلّة، إذ به ظهر الله في المسيح
ظهوراً واضحاً وملموساً وفقاً لقول الإنجيل »فِي
الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ،
وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللّهِ، وَكَانَ
الْكَلِمَةُ اللّهَ... وَالْكَلِمَةُ صَارَ
جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا
مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ
الْآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً« (الإنجيل
بحسب يوحنا 1:1 ، 14).
وإذا تأمّلنا في شخص المسيح من خلال
الإنجيل، نرى أنّه لم يكن دعيّاً ولا
مختلساً حين قال »أَنَا وَالْآبُ وَاحِدٌ« (الإنجيل
بحسب يوحنّا 10:30). »اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ
رَأَى الْآبَ« (الإنجيل بحسب يوحنّا 14:9). »أَنِّي
فِي الْآبِ وَالْآبَ فِيَّ« (الإنجيل بحسب
يوحنّا 14:11). لأنّ المسيح بأقواله وأعماله
العجيبة برهن أنّه فعلاً »اللّهُ ظَهَرَ فِي
الْجَسَدِ« (1 تيموثاوس 3:16). وكذلك في الإنجيل
شهادات مسجّلة للذين عاشوا معه، وسمعوا
تعليمه وشاهدوا عجائبه ورأوا مجده، فقد قال
يوحنّا »اَلَّذِي كَانَ مِنَ الْبَدْءِ،
الَّذِي سَمِعْنَاهُ، الَّذِي رَأَيْنَاهُ
بِعُيُونِنَا، الَّذِي شَاهَدْنَاهُ،
وَلَمَسَتْهُ أَيْدِينَا، مِنْ جِهَةِ
كَلِمَةِ الْحَيَاةِ. فَإِنَّ الْحَيَاةَ
أُظْهِرَتْ، وَقَدْ رَأَيْنَا وَنَشْهَدُ
وَنُخْبِرُكُمْ بِالْحَيَاةِ
الْأَبَدِيَّةِ الَّتِي كَانَتْ عِنْدَ
الْآبِ وَأُظْهِرَتْ لَنَا« (1 يوحنّا 1:1 ، 2). »وَنَحْنُ
فِي الْحَقِّ فِي ابْنِهِ يَسُوعَ
الْمَسِيحِ. هذَا هُوَ الْإِلهُ الْحَقُّ
وَالْحَيَاةُ الْأَبَدِيَّةُ« (1 يوحنّا 5:20).
وقال بطرس »لِأَنَّنَا لَمْ نَتْبَعْ
خُرَافَاتٍ مُصَنَّعَةً إِذْ
عَرَّفْنَاكُمْ بِقُوَّةِ رَبِّنَا يَسُوعَ
الْمَسِيحِ وَمَجِيئِهِ، بَلْ قَدْ كُنَّا
مُعَايِنِينَ عَظَمَتَهُ« (2 بطرس 1:16).
وقال بولس »الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ،
بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا، الَّذِي
هُوَ صُورَةُ اللّهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ،
بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. فَإِنَّهُ فِيهِ
خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا عَلَى الْأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لَا
يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً أَمْ
سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلَاطِينَ.
الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. اَلَّذِي
هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ
الْكُلُّ« (كولوسي 1: 14-17).
فهذه الشهادات وأمثالها كثير ممّا
لا يتحدّث عن لاهوت المسيح وحسب، بل عن وجود
الله، الذي أظهر هذا التجسّد بأفصح وأجمل
أسلوب.