شهادة
التاريخ:
قال كرمويل »ليس التاريخ إلاّ ظهور
الله في قيام وسقوط الممالك«. الواقع أنّه لو
أحسن الناس قراءة التاريخ وتأمّلوا في أحداثه
لأدركوا أنّ الله فيها. وأنّ الشرّ قد يكسب
معاركه الأولى إلاّ أنّه يخسر الحرب في
النهاية.
حين تنظر ببصيرة المدقّق إلى
الحضارات الغابرة والمدنيّات السالفة والأمم
الماضية وهي ترتفع حيناً وتنخفض حيناً آخر،
لا بدّ أن تهتف مع دانيال النبيّ »لِيَكُنِ
اسْمُ اللّهِ مُبَارَكاً مِنَ الْأَزَلِ
وَإِلَى الْأَبَدِ، لِأَنَّ لَهُ
الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ. وَهُوَ
يُغَيِّرُ الْأَوْقَاتَ وَالْأَزْمِنَةَ.
يَعْزِلُ مُلُوكاً وَيُنَصِّبُ مُلُوكاً.
يُعْطِي الْحُكَمَاءَ حِكْمَةً،
وَيُعَلِّمُ الْعَارِفِينَ فَهْماً« (دانيال
2:20 ، 21).
أجل! إنّ كلّ من يلاحظ تاريخ الجنس
البشريّ يرى فيه ما يدعو إلى الاعتقاد بوجود
كائن عظيم ذي سلطان مطلق، يدير كلّ شؤون البشر
وأعمالهم على ما يوافق مشيئته ويؤول إلى
إتمام مقاصده الفائقة، وذلك لما يُرى فيه من
حوادث وعِبَر واختراعات وانقلابات أدّت
أخيراً إلى تقدّم البشر وارتقائهم، من جيل
إلى جيل في كل معارج المعيشة والتمدّن
والمعرفة والبنيان الدينيّ.. ألا ترى في ذلك
دليلاً قاطعاً على وجود مرشد حكيم، يهدي
البشر إلى سبل البرّ والفلاح بوسائط خاصّة
سبق فعيّنها؟