نداء
شخصي
والآن يا صديقي العزيز، أتمنّى بكلّ
ما عندي من قوّة توسّل إلى الله الذي أعبده
بروحي أن تجد في ما تقدّم البراهين الكافية
لتبديد غيوم الشكّ من نفسك ونفوس أصدقائك.
وإنّي لأسأل الربّ يسوع رئيس الإيمان ومكمّله
أن ينير عيون أذهانكم لكي تعرفوا الله
وتمجّدوه كإله عظيم.
قد تكون أمور الله غير المنظورة
للعيان حجّة لديكم، ولكنّ هذه الأمور يجب أن
لا تقف حائلاً دون إيمانكم لأنّكم تؤمنون
بأشياء كثيرة دون أن تدركوا كنهها كالكهرباء
والجاذبيّة والمغناطيسيّة والحياة. حين سُئل
الفيلسوف المعاصر برتراند رسل: هل يفهم
تماماً نظريّة أينشتاين في النسبيّة؟ أجاب »أنا
لا أفهم نظريّة النسبيّة، ولكنّ هذا لم
يمنعني من أن أؤمن بها«. وهذا التصريح يتّفق
مع الإيمان بالله الذي لا يستطيع أحد أن يسبر
أغواره.
أختم رسالتي بهذه القصّة< قرّر
جماعة من الشبّان أن لا يؤمنوا بالله إلاّ إذا
توصّلوا إلى أدلّة مادّيّة تؤكّد لهم وجوده.
وذات يوم كلّمهم شيخ متّصف بالحكمة فقال »رأيت
اليوم في الحقل وزّاً وخرافاً وجمالاً تأكل
من العشب الواحد، فهل لكم أن تفسّروا لي كيف
أنّ العشب الواحد يتحوّل إلى ريش عند الوزّ،
وإلى صوف عند الخراف، وإلى وبر عند الجمال؟
وقبل أن تفسّروا لي هذه المفارقات أسألكم: هل
هذا صحيح؟« فقالوا »نعم إنّه صحيح! ولكنّنا لا
نفهم كيف يحدث هذا« فقال لهم »إذاً لماذا لا
يكون الأمر كذلك بالنسبة لسرائر الله؟«.