شهادة
بلوغ وسائل الحياة أغراضها :
إنّ في وسائل الحياة لبلوغ
أغراضها دليل واضح على حكمة شاملة عند موجدها.
فمع أنّه لا يستطيع أحد أن يحلّلها، لأن لا
وزن لها ولا قياس، فهي تمتلك القوّة على تحطيم
الصخر وقهر الماء والهواء، وتسود على العناصر
وتحلّلها أو تركّبها كما تشاء.
وكذلك الحياة هي المثال البارع الذي
يصوغ الكائنات الحيّة، والفنّان المبدع الذي
يرسم كلّ ورقة في كلّ شجرة ويلوّن كلّ زهرة،
وهي الموسيقيُّ الذوّاق الذي يعلّم الطير
شدوها العذب الجميل، ويعلّم الحشرات أن تنادي
بعضها بعضاً بالإيقاع البديع المفهوم في ما
بينها، وهي الكيمائيّ الماهر الذي يعطي
الأثمار والتوابل مذاقها المستساغ، ويعطّر
الورود بالشذى الطيّب، الذي ينعش النفس
ويحوّل حامض الكربونيك إلى سكّر.
وهناك حقيقة ذكرها العلماء وهي أنّ
نقطة البروتوبلازم، المادّة الحيّة التي
تتكوّن منها جميع الكائنات الحيّة، والتي هي
شفّافة متخثّرة لا تُرى بالعين المجرّدة،
والتي تأخذ نشاطها من الشمس، تحمل في طيّاتها
جرثومة الحياة. ولها القدرة على توزيع الحياة
على الكائنات الحيّة كبيرها وصغيرها. وهي
بقوّتها هذه أعظم من الحيوانات والنباتات
حتّى من البشر أنفسهم، لأنّ كلّ حياة تنبثق
منها. فالطبيعة أعجز من أن توجِد الحياة كما
يدّعي البعض. وكذلك الصخور البركانيّة
والمياه العذبة لا يمكن أن توجدها الطبيعة.
فمن هو الذي أوجدها إذاً؟ إنّه ذلك الخالق
العظيم ذو العقل العجيب »الذي كلّ شيء بحكمة
صنع«!