شهادة
عقل الإنسان:
لقد زوّد الله الإنسان بعقل من دون
سائر المخلوقات الحيّة، والثابت أنّه لم يوجد
مخلوق حيّ غير الإنسان يستطيع أن يعدّ من واحد
إلى عشرة، لذلك يجب أن نشكر الله لأنّه منحنا
العقل، الذي بواسطته ندرك الأشياء ونحلّلها،
وبه نستطيع أيضاً أن نفكّر بأنّ لنا إلهاً
كلّيّ الحكمة والقدرة.
و من البديهيّ أنّ قدرة عقل الإنسان
على تصوّر ما هو غير منظور لدليل على وجود
الله، لأنّ تصوّر الله ينبعث في الإنسان عن
طريق مَلَكة إلهيّة كامنة فيه، لا يشاطره
فيها مخلوق آخر على الأرض. وبما أنّ التصوّر
عند الإنسان، يصبح في سموّه حقيقة روحيّة في
البشر، صار ميسوراً للإنسان أن يرى من الكون
وما فيه أنّ الله موجود وأنّه مالئ الوجود
لكلّ زمان ومكان، وأنّه أقرب الكلّ إلى
قلوبنا. هذه الحقيقة تكشّفت يوماً لداود
الملك فسبّح الله قائلاً »اَلسَّمَاوَاتُ
تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللّهِ، وَالْفَلَكُ
يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. يَوْمٌ إِلَى
يَوْمٍ يُذِيعُ كَلَاماً، وَلَيْلٌ إِلَى
لَيْلٍ يُبْدِي عِلْماً« (مزمور 19:1،2).