شهادة
الوجدان:
من المسلّم به أنّ الإنسان ينفرد عن
سائر المخلوقات الحيّة بوجود الوجدان في
نفسه، فهذا الشعور الكامن في أعماق الإنسان
كان وما زال يتحدّث عن وجود الله. ومهما اختلف
الناس في أحوالهم المعيشيّة والاجتماعيّة
والفكريّة، فممّا لا شكّ فيه أنّ وجدانهم
الدينيّ ملازم لهم ولا يمكن أن يزول. وقد قال
أحدهم: قد تجد بلداً بدون عملات وبدون مدارس
وبدون مسارح وبدون فنادق، ولكنّك لن تجد
بلداً بدون هيكل للعبادة. هذه الحقيقة
تذكّرنا بقول سليمان الحكيم »قَدْ رَأَيْتُ
الشُّغْلَ الَّذِي أَعْطَاهُ اللّهُ بَنِي
الْبَشَرِ لِيَشْتَغِلُوا بِهِ. صَنَعَ
الْكُلَّ حَسَناً فِي وَقْتِهِ، وَأَيْضاً
جَعَلَ الْأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمِ،
الَّتِي بِلَاهَا لَا يُدْرِكُ الْإِنْسَانُ
الْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُهُ اللّهُ مِنَ
الْبِدَايَةِ إِلَى النِّهَايَةِ« (جامعة 3:10
، 11).