هل الله موجود
(الرهان على وجوده)
الكاتب : القمص زكريا بطرس
الناشر:
www.fatherzakaria.com
"لأنه يجب أن الذي
يأتي إلى الله يؤمن
بأنه موجود وأنه يجازي
الذين يطلبونه”
(عبرانيين
11: 6)
وسوف أوضح في هذه النبذة البسيطة من هو
بليز باسكال، ثم اشرح نظرية الرهان. راجيا
من الرب أن يكون معينا لمن يقرأها على ثبات
إيمانه، بشفاعة أمنا العذراء مريم وكل
القديسين وصلوات أبينا الطوباوي الأنبا
شنودة الثالث. آمين.
أولا:
من هو بليز باسكال؟
ويعد كتابه "أفكار" إلى جانب قيمته
الفلسفية والدينية، أثرا أدبيا ممتازا
بإسلوبه ...، وهوصاحب مذهب في التعبير
الأدبي.
(الموسوعة العربية الميسرة صفحة 311و312)
ثانيا:
نظرية الرهان
وقبل أن نعرض لهذا الدليل دعنا نوضح بعض
الأمور الهامة.
2ـ
كذلك يرفض الملحد مبدأ الإيمان بالكتاب
المقدس الذي يثبت وجود الله.
3ـ
هذا والملحد لا يقبل أي برهان منطقي أو
فلسفي على وجود الله.
4ـ
كما أن الملحد لا يستطيع أن يقيم الدليل
القاطع على عدم وجود الله.
أ
ـ فيقول واحد يحتمل أن الحصان الأسود يكسب
السباق فيراهن عليه.
ب
ـ وآخر يقول لا بل ربما الحصان الأحمر يكسب
ويراهن عليه.
ج
ـ ويقول ثالث أنا أراهن على الحصان الأبيض
... وهكذا.
1ـ
كما أنه لا أحد يستطيع أن يؤكد قبل بدء
السباق من سيكون الحصان الفائز، هكذا افترض
باسكال في "نظرية الرهان" أن لا أحد
يستطيع أن يؤكد وجود الله قبل بدء الأبدية.
2ـ
وكما أن كل شخص يراهن على حصان معين بحسب
رؤيته، هكذا قال باسكال في "نظرية الرهان"
أن كلا من المؤمن والملحد يراهن على وجود
الله من عدمه.
7ـ
ولكن إذا كسب المؤمن الرهان وصدق قوله بأن
الله موجود فعلا وهناك أبدية وحياة بعد
الموت، فيكون الملحد قد خسر كل شيء في
الأبدية، في مقابل ما ربحه من أمور دنيوية
وقتية زائلة.
8ـ
وخلص إلى حقيقة هامة في مناقشته مع الملحد
قائلا له: لماذا يا أخي لا تختار الجانب
الآمن "The
safe side" حتى لا تخسر الأبدية، وتكون
خسارتك فادحة لاتعوض؟؟!! لأنه "ماذا
ينتفع الإنسان لوربح العالم كله وخسر نفسه"
(مت16: 26) ؟؟
الخطوات التالية لهذه
النظرية
لا يدعي باسكال أن نظرية الرهان هذه هي
برهان أكيد على وجود الله، ولكن هدفه من هذه
النظرية هو جعل الشخص الذي ينكر وجود الله
يفكر في الأمر بعقلية مختلفة، فبدل الرفض
المطلق، تعطيه النظرية منطقا مقنعا
باحتمال وجود الله، وأنه سوف يخسر كل شيء إن
هو أصر على إنكاره لوجود الله.
1ـ
أن هذه النظرية هي الخطوة الأولى التي تمهد
الطريق لخطوات أخرى أساسية.
2ـ
والخطوة الثانية هي أن الإيمان بالله نعمة
يعطيها الله لمن يطلبها، لذلك يجب على
الشخص الذي يريد أن يؤمن أن يطلب من الله أن
يكشف عن عينيه فسيعطى له.
3ـ
والخطوة الثالثة هي أن يبدأ هذا الشخص في
قراءة الكتاب المقدس لأنه متخصص في علم
الله، فهو المرجع الوحيد للبحث عن الله،
وسوف تقوده كلمة الله إلى الإيمان.
4ـ
الخطوة الرابعة كما وضحها باسكال هي أهمية
الكنيسة لسماع الشهود الأمناء الذين
اختبروا الله، حتى يتتلمذ عليهم، ويسترشد
بهم، ويتشبه بإيمانهم.
5ـ
وأكد على حقيقة أن الله لا يمكن أن يرى
بالعين المجردة ولا يحسه الناس بحواس
الجسد، بل الإيمان هو الإيقان بأمور لا ترى.
(عبرانيين11: 1). ولهذا قال الرب لتوما "طوبى
للذين آمنوا ولم يروا" (يو20: 29).
6ـ
وأخيرا ركز صاحب النظرية على أنه لابد
للإنسان أن يفتح قلبه لقبول الله في داخله،
حتى يشرق بنوره في أعماقه لإنارة معرفة مجد
الله في وجه يسوع المسيح.
الخاتمة
ليتك
يا عزيزي القارئ
إن
كنت جادا فعلا لكي تتعرف على الرب كي تؤمن
به أن تتبع هذه الخطوات التي وضحها
الفيلسوف والعالم الرياضي والفيزيقي.
وإني
أرجو من الرب أن ينعم عليك بنعمة الإيمان
بشفاعة العذراء مريم وكل القديسين وصلوات
حضرة صاحب القداسة البابا الطوباوي الأنبا
شنودة الثالث.
آمين