مثيرو الحرب

تقول في رسالتك لم يسد الدمار العالم إلا بعد أن ظهر السلاح بيد مسيحييّ الغرب , هذا الادعاء يرده التاريخ وترفضه الحقيقة ، لأن تاريخ الحروب والدمار يعود إلى ما قبل المسيحية بآلاف السنين وهذا أمر واضح لا يستطيع أحد إنكاره,

وقبل أن أبدي أي رأي في الموضوع ، وجدت أنَّ الأمر يستوجب بعض المقارنات بين نزعة كل من المسيحية والإسلام إلى الحرب وذلك في ما يأتي :

 

في المسيحية :

 

يخبرنا الإنجيل أن المسيح لما سمع بمقتل يوحنا المعمدان ، انصرف إلى الجليل وترك الناصرة ، وأتى وسكن في كفرناحوم, وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجَلِيلِ,,, وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ المَلَكُوتِ ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْبِ.,, فَأَحْضَرُوا إِلَيْهِ جَمِيعَ السُّقَمَاءِ المُصَابِينَ بِأَمْرَاضٍ وَأَوْجَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ ، وَالمَجَانِينَ وَالمَصْرُوعِينَ وَالمَفْلُوجِينَ ، فَشَفَاهُمْ متى 4 :23 ، 24 ,

ولما رأى يسوع الجموع صعد إلى الجبل وعلمهم ، قائلاً : طُوبَى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوحِ ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 4طُوبَى لِلْحَزَانَى ، لِأَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ.5 طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ ، لِأَنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ. 6 طُوبَى لِلْجِيَاعِ وَالعِطَاشِ إِلَى البِرِّ ، لِأَنَّهُمْ يُشْبَعُونَ. 7 طُوبَى لِلرُّحَمَاءِ ، لِأَنَّهُمْ يُرْحَمُونَ. 8 طُوبَى لِلْأَنْقِيَاءِ القَلْبِ ، لِأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللّهَ. 9 طُوبَى لِصَانِعِي السَّلَامِ ، لِأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللّهِ يُدْعَوْنَ. 10 طُوبَى لِلْمَطْرُودِينَ مِنْ أَجْلِ البِرِّ ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. 11 طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ ، مِنْ أَجْلِي ، كَاذِبِينَ.

17 لَا تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لِأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ. مَا جِئْتُ لِأَنْقُضَ بَلْ لِأُكَمِّلَ. 18 فَإِنِّي الحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ : إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لَا يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الكُلُّ.

21 قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ : لَا تَقْتُلْ ، وَمَنْ قَتَلَ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الحُكْمِ. 22 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الحُكْمِ ، وَمَنْ قَالَ لِأَخِيهِ : رَقَا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ المَجْمَعِ ، وَمَنْ قَالَ : يَا أَحْمَقُ يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ.

27 قَدْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ : لَا تَزْنِ. 28 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى ا مْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا ، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ.

31 وَقِيلَ : مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلَاقٍ 32 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : إِنَّ مَنْ طَلَّقَ ا مْرَأَتَهُ إِلَّا لعِلَّةِ الزِنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي ، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي.

33 أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ :لَا تَحْنَثْ ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : لَا تَحْلِفُوا البَتَّةَ ، لَا بِالسَّمَاءِ لِأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللّهِ ، 35 وَلَا بِالأَرْضِ لِأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ ، وَلَا بِأُورُشَلِيمَ لِأَنَّهَا مَدِينَةُ المَلِكِ العَظِيمِ. 36 وَلَا تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ ، لِأَنَّكَ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37 بَلْ لِيَكُنْ كَلَامُكُمْ : نَعَمْ نَعَمْ ، لا لا. وَمَا زَادَ عَلَى ذ لِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ.

38 سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ : عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : لَا تُقَاوِمُوا الشَّرَّ ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. 40 وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. 41 وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَا ذْهَبْ مَعَهُ ا ثْنَيْنِ.

43 سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ : تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ : أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ ، 45 لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الذِي فِي السَّمَاوَاتِ ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ متى 5 :1 7 :28 ,

 

في الإسلام :

 

يخبرنا التاريخ أنَّ عمر بن الخطاب هو واضع نظام الدولة الإسلامي, وفي وضعه النظام ، تابع السير على نهج النظرية السياسية المتمثلة بالنقاط التالية :

أ دين الدولة الإسلام, فقد قال ابن إسحاق : حدثني صالح بن كيسان عن ابن شهاب الزهري, قال : أوصى رسول الله قبل موته أن لا يُترك دينان في جزيرة العرب سيرة النبي لابن هشام جزء 3 صفحة 813 ,

ب يبقى العرب في خارج جزيرة العرب من المجاهدين ، أي جماعة دينية عسكرية,

ج القرآن مليء بالآيات التي تجيز الحرب وتحرض على القتال منها :

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مَائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مَائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الذِينَ كَفَرُوا سورة الأنفال 8 :65 ,

قَاتِلُوا الذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ سورة التوبة 9 :29 ,

وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ سورة البقرة 2 :193 ,

وَلَا تَحْسَبَنَّ الذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ سورة آل عمران 3 :169 ,

فَا سْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُعِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ سورة آل عمران :195 ,

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْقِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالمَسْجِدِ الحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللَّهِ وَالفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ القَتْلِ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ سورة البقرة 2 :217 ,

يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ سورة التوبة 9 :123 ,

وَدُّوال وْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلَا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ سورة النساء 4 :89 ,

 

المسيحية والحروب

 

لعل السيد علوي اعتنق المسيحية الأصلية كما علمها المسيح ورسله الموحى إليهم, ويعيشها عدد عديد من الكنائس, لأن ليس كل من يحمل اسم المسيح هو مسيحي, وقد أشار المسيح نفسه إلى ذلك بقوله : لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي : يَا رَبُّ يَا رَبُّ ، يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ. بَلِ الذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الذِي فِي السَّمَاوَاتِ متى 7 :21 ,

وأنه لمن المؤسف أن يكون المسيحيون الإسميون هم الأكثرية في العالم,

وتمييزا لهم عن المسيحيين الحقيقيين قال المسيح : مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَباً ، أَوْ مِنَ الحَسَكِ تِيناً؟ متى 7 :16 , فهذا المقياس الذي وضعه المسيح يجب أن يقاس عليه كل تعليم, وفي الواقع أنّ الناس لا يستدلون على حسن الشجرة بورقها ، أو بزهرها بل بثمرها,

في حكمته وضع المسيح أهمَّ شرعة عرفتها البشرية منذ نشأت ، للتفاهم والتعايش السلمي ، إذ قال : فَكُلُّ مَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ النَّاسُ بِكُمُ ا فْعَلُوا هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ ، لِأَنَّ هذَا هُوَ النَّامُوسُ وَالأَنْبِيَاءُ متى 7 :12 , وسُمِّيت هذه الآية بالقاعدة الذهبية, ويقيناً أنه لو تعامل الناس بموجبه التحقق السلام على الأرض ، ولتمَّ قول إشعياء النبي : فَيَطْبَعُونَ سُيُوفَهُمْ سِكَكاً وَرِمَاحَهُمْ مَنَاجِلَ. لَا تَرْفَعُ أُمَّةٌ عَلَى أُمَّةٍ سَيْفاً وَلَا يَتَعَلَّمُونَ الحَرْبَ فِي مَا بَعْدُ إشعياء 2 :4 ,

قيل إن أحدهم جاء إلى الربوني اليهودي شمعي يسأله أن يعلّمه الناموس في أثناء وقوفه على رِجْل واحدة ، فطرده من حضرته بقساوة, ولكن حين ذهب إلى الربوني هليّل يسأله السؤال عينه ، أجابه : إنَّ الناموس هو أن لا تفعل بالآخرين مالا تريدهم أن يفعلوه بك, ولكن هذا التصريح جاء في صورة سلبية أما تعليم المسيح فجاء في صورة إيجابية,

أما بما يختص بالحروب الصليبية ، التي شحنت نفسك بالغيظ لتثيرها اتهامات بأن المسيحية هي المسؤولة عن إضرام تلك الحروب ، فمردودة جملة وتفصيلاً ، لأن مثيريها كانت غايتهم التوسع ، وأكبر دليل على عدم مسيحيتهم هو أنهم في ذهابهم إلى المشرق نهبوا الكنائس الأرثوذكسية,

 

الإسلام والحروب

 

يقول المؤرخون إن المسلمين ما أن استقر لهم المقام بالمدينة بعد أشهر قليلة من الهجرة حتى بدأ حنانهم إلى مكة يتزايد, ويذهب أكثر المؤرخين إلى القول إنهم فكروا وفكر محمد على رأسهم في الانتقام من قريش لأنفسهم ، وإنما منعهم من إشعال نار الحرب انشغالهم في إعداد مساكنهم وتنظيم وسائل معاشهم,

وتأيد هذا القول حين بدأوا بتشكيل كتائب عسكرية أطلقوا عليها اسم سرايا , وأول سرية من هذا النوع نظمها محمد وأقام عليها عمه حمزة بن عبد المطلب وكان عدد أفرادها ثلاثين راكباً من المهاجرين أُرسلوا إلى شاطئ البحر ناحية عيص ، حيث لاقوا أبا جهل بن هشام في ثلاثماية راكب من قريش, وكان حمزة على أهبة مقاتلة قريش ، إلى أن حجز بينهم مجدي بن عمرو الجهني وكان موادعاً بين الفريقين ، فاستطاع أن يصرف القوم عن القتال,

روى ابن هشام عن زياد بن أيلة البكائي عن محمد بن إسحاق المطلبي أنه قال : وكان جميع ما غزا رسول الله ما يزيد على سبع وعشرين غزوة منها :

غزوة ودان ، وهي غزوة الابداء

غزوة بواط من ناحية رضوى

غزوة العشيرة من بطن ينبع

غزوة بدر الكبرى ، التي قُتل فيها صناديد قريش

غزوة بني سليم ، حتى بلغ الكدر

غزوة السويق يطلب أبا سفيان بن حرب

غزوة غطفان وهي غزوة أمر

غزوة بني النضير

غزوة الفرع من بحران

غزوة أُحد التي قُتل فيها صناديد المسلمين

غزوة ذات الرقاع من نخل

غزوة بدر الآخرة

غزوة دومة الجندل

غزوة الخندق

غزوة بني قريظة

غزوة بني لحيان

غزوة ذي قرد

غزوة بني المصطلق

غزوة الحديبية

غزوة خيبر

غزوة عمرة القضاء

غزوة الفتح

غزوة حنين

غزوة الطائف

غزوة تبوك

 

ويذكر ابن هشام أن محمداً قاتل في تسع من هذه الغزوات : بدر ، أُحد ، الخندق ، قريظة ، المصطلق ، خيبر ، الفتح ، حنين ، والطائف السيرة النبوية لابن هشام الجزئين الثالث والرابع, مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر 1936 ,

 

حروب الردة

 

بعد وفاة محمد ، ارتد عن الإسلام بعض القبائل في جنوبي شبه جزيرة العرب وشرقيها, فاقترح بعض الصحابة على الخليفة أبي بكر أن يوجه جميع الجيوش إلى قتال المرتدين, ولكن الخليفة أصرّ على إرسال جيش أسامة بن زيد لفتح الشام ، وقد قال أبو بكر في هذه المناسبة : لا أحل لواء عقده رسول الله ,

ولكن الصحابة أَلفَّوا جيشاً آخر بقيادة خالد بن الوليد, فقد استطاع بقيادته البارعة أن يعيد القبائل في جنوبي شبه جزيرة العرب وأواسطها وشرقيها ، وفي اليمن ونجد واليمامة ، إلى طاعة الإسلام, وقد لُقب خالد يومئذ بسيف الإسلام ,

ثم أن روح الغزو في القبائل العربية التي جمعها الإسلام على الأخوَّة في الدين ، وجب أن يجد وسائل حرب جديدة للتعبير عن نفسه, فقبل وفاة أبي بكر بعام ، اتجهت جيوش الإسلام لتخوض حروب الفتوحات,

والآن أتركك مع التاريخ ، لتجد أن الحروب رافقت الإسلام منذ فجره ، وقد كانت الأداة في توسعه أرضاً وسكاناً,

 

اضطهاد الأقليات الإسلامية

جاء في صدر رسالتك : كل أقلية مسلمة في بلاد مسيحية تُضطهد ، وكل أقلية مسيحية تنال كل حقوقها , هذا حديث هراء يرده الواقع, ففي أميركا وأوربا للأقلية الإسلامية كامل الحرية في إقامة شعائرها الدينية, ومنذ وقت قريب سمعت سلسلة من المحاضرات الدينية كانت تذاع من راديو صوت أميركا, وقد ذكر الشيخ المحاضر ماهر حتحوت نشاطات المسلمين في المراكز الدينية لنشر تعاليم الإسلام في الأوساط المسيحية, الشيء الوحيد الذي لا يسمح به القانون الأميركي هو تعدد الزوجات,,,

 

وفي لبنان ، قبل أن تحرقه الحرب الأهلية التي أشعلها العرب ، سمعت محاضرة ألقاها الأستاذ الشيخ طه رنولي ، قال فيها إن الجالية العربية في ألمانيا الاتحادية ، إذ لم يكن لهم بيت للعبادة لممارسة الشعائر الدينية بمناسبة عيد الأضحى ، وضع المسيحيون كنيسة تحت تصرف المسلمين بهذه المناسبة, وهذا العمل الكريم لا يمكن للمسلمين أن يفعلوه ، بدليل امتناع دولة إسلامية عربية عن السماح لجالية مسيحية أن تبني كنيسة على أراضيها,

أما عن قولك إن المسلمين في بريطانيا هم أكثر عدداً من اليهود ، ومع ذلك ليسوا مُمَثلين في البرلمان ، فسبب ذلك يعود إلى تكتل اليهود وتجمعهم حول رأي واحد, أما العرب المسلمون فقد حملوا إلى المهاجر الاختلافات القائمة في وطنهم الأم, والأسوأ في الأمر ان بعض الدول الإسلامية ترسل بعثات ليس لجمع الكلمة بل لاغتيال غير المجندين لسياسة حكام بلدهم الأم,

أما ما يختص بإسلام الفيلبين فالانتفاضة الإسلامية سياسية أكثر منها دينية

أما عن غسل الدماغ فسنؤكد لك أنه ليس عند المسيحيين شيء من هذا ، ولكن عندنا دم يسوع المسيح الذي يطهر من كل خطية,

أما عن التقليل من فضل الأخ علوي الذي اعتنق المسيحية بحسب الإنجيل ، فاسمح لي بأن ألفت نظرك إلى قول الشاعر المشهور ابن الوردي :

لا يضر الفضل إقلال كما لا يضر الشمس أطباق الطفل

 

وبالمناسبة دعني أسوق إليك قول الرسول بولس : فَا نْظُرُوا دَعْوَتَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ، أَنْ لَيْسَ كَثِيرُونَ حُكَمَاءُ حَسَبَ الجَسَدِ. لَيْسَ كَثِيرُونَ أَقْوِيَاءُ. لَيْسَ كَثِيرُونَ شُرَفَاءُ. بَلِ اخْتَارَ اللّهُ جُهَّالَ العَالَمِ لِيُخْزِيَ الحُكَمَاءَ ، وَاخْتَارَ اللّهُ ضُعَفَاءَ العَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ ، وَاخْتَارَ اللّهُ أَدْنِيَاءَ العَالَمِ وَالمُزْدَرَى وَغَيْرَ المَوْجُودِ لِيُبْطِلَ المَوْجُودَ ، لِكَيْ لَا يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ 1 كورنثوس 1 :26 29 ,

بقي أن أوكد لك أن افتخارك بما سمَّيتهم علماء وقد انضموا إلى الإسلام ، فلا يشكلون أية خسارة للمسيحية ، وقد أشار الرسول يوحنا إلى أمثال هؤلاء إذ قال :

مِنَّا خَرَجُوا ، لكِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مِنَّا ، لِأَنَّهُمْ لَوْ كَانُوا مِنَّا لبَقُوا مَعَنَا. 1 يوحنا 2 :19 ,

 الصفحة الرئيسية