تقول يا صديقي: الإنسان بطبعه شرير يميل إلى سفك الدم، فكان عيد الأضحى حتى تنزاح انفعالات العقل البشري تجاه سفك الدم!
وإجابتي عليك كالآتي:
إن ذبح الحيوانات وسفك دماؤها ليس علاجاً عملياً لإزاحة انفعالات الشر بالإنسان لأن الرغبة في سفك دم البشر لا يعالج بسفك دم الحيوان، لأن سفك الدم يولد في الإنسان العدواني الرغبة في المزيد من سفك الدم والتعطش له، إنما العلاج العملي هو سفك المشاعر العدوانية داخل الإنسان وغسل قلبه من الأحقاد والكراهية والانتقام,
وتعاليم السيد المسيح الداعية إلى نبذ الخصام والتسامح ومحبة الآخرين حتى الأعداء منهم والمطالبة ليس بمحبتهم فقط بل والإحسان إليهم وعدم مقاومة الشر، كلها تعاليم تقدم علاجاً جذرياً لمشاكل الكراهية وانفعالات الشر، ومثال السامري الصالح الذي ألقاه السيد المسيح لهو يوضح ما ينبغي أن أقدمه لعدوي من محبة وعطف ومساعدة فلو صار العالم بمثل هذه التعاليم لعم الحب والسلام بين البشر, يمكنك مراجعة الموعظة على الجبل الترى بنفسك سمو تعاليم السيد المسيح وتجدها في مت 5-7, ومثال السامري الصالح تجده في لو 10:30-36,
يقول الكتاب المقدس:
لَا تَنْتَقِمُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ، لِأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ. فَإِنْ جَاعَ عَدُّوُكَ فَأَطْعِمْهُ. وَإِنْ عَطِشَ فَا سْقِهِ. لِأَنَّكَ إِنْ فَعَلْتَ ه ذَا تَجْمَعْ جَمْرَ نَارٍ عَلَى رَأْسِهِ . لَا يَغْلِبَنَّكَ الشَّرُّ بَلِ ا غْلِبِ الشَّرَّ بِا لْخَيْرِ (رومية 12:19-21),
هذا هو العلاج يا صديقي,, ولا سبيل آخر إلا التمسك والاقتداء بتعاليم الكتاب المقدس لأنه الوحيد الذي أوحى به الله لأنبيائه ليهدون به البشرية,
أما ذبح الحيوانات في عيد الأضحى فلن يعالج المشكلة بل يزيدها تعقيداً,, لا سيما وأن ذبح المسلمين لهذه الحيوانات في عيد الأضحى وعلى مدة 14 قرناً، لم يمنع المسلمين من ذبح البشر في الحروب المريرة التي أعلنها الإسلام ضد كل بلدان العالم واعتبار ديارهم هي ديار حرب، وأنهم كفار ومشركين ولا يدينون بدين الإسلام ولا بد من سفك دمائهم حتى يؤمنوا أو يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون، ولم يجد ذبحهم للحيوانات في شيء ولم يمنعهم من ذبح إخوانهم من البشر,
إنني أدعوك,, وأدعو كل إخوتي المسلمين في كل مكان أن يتوقفوا قليلاً ويرون إلى أي مصير يقودهم الإسلام وأن تستنار أذهانهم بنور المسيح الذي به وحده يكون النجاة والخلاص لأن لَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الخَلَاصُ. لِأَنْ لَيْسَ ا سْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ (أع 4:12),
وإنني أشكر مشاعرك الطيبة تجاهي، وخشيتك أن ينالني الإيذاء بسبب إعلان إيماني المسيحي وتركي الإسلام, وأبديت رأيي فيه بصراحة متناهية قد أدفع حياتي ثمناً لها، لكن الموت في سبيل المسيح هو ربح وحياة أبدية، وقد نهانا المسيح عن الخوف من الذين يقدرون على قتل الجسد فيقول له المجد:
أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي: لَا تَخَافُوا مِنَ الذِينَ يَقْتُلُونَ الجَسَدَ، وَبَعْدَ ذ لِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ. بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ: خَافُوا مِنَ الذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ. نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ ه ذَا خَافُوا (لو 12:4-13),
وإيماني الذي توصلت إليه بعد سنوات طويلة من التيه، أن المسيح وحده الذي له هذا السلطان لأنه هو الله، ولا إله سواه وكان واجباً علي الاعتراف بهذا الإيمان علانية لأن:
ا لْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ، وَا لْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلَاصِ (رو 10:10),
وقد أمضيت معظم سنوات عمري وأنا غير مؤمنٍ بالمسيح الإله المتجسد وكنت مفترياً مجدفاً مقاوماً لاسمه القدوس ولكنسيته المنتصرة ولشعبه الأتقياء,, وظللت شارداً عاصياً حتى دعاني المسيح من الكعبة! دعاني من العمق سبع سنوات مضت الآن وأنا أنعم بفيض محبة ربي يسوع المسيح، سبع سنوات وأنا أرى بعيني عجائب مراحمه معي، وحمايته الفائقة لي، من بطن الحوت نجاني يسوع، من أتون النار أخرجني يسوع، من جب الأسود أنقذني يسوع، لذلك سلمت له حياتي وحملت صليبه بفرح، وبعدما نزع عني خوفي صرت أسبح ضد تيار العالم المقاوم داخل وطني سعياً وراء النفوس التائهة لإعادتها للمسيح غير مبالي بالمخاطر لأنه معي، فسرت في وادي ظل الموت مطمئناً وأبداً لم يتخل عني لحظة واحدة وكلما كان يشتد عواء الذئاب من حولي وجدته ملتصقاً بي، يحوطني بذراعيه القوية، يدافع عني، فلم تقدر الذئاب أن تفترسني فكيف بعد ذلك يمكن أن أخاف؟
يقول الإنجيل:
وَأَمَّا خَوْفَهُمْ فَلَا تَخَافُوهُ وَلَا تَضْطَرِبُوا، بَلْ قَدِّسُوا الرَّبَّ الإِل هَ فِي قُلُوبِكُمْ، مُسْتَعِدِّينَ دَائِماً لِمُجَاوَبَةِ كُلِّ مَنْ يَسْأَلُكُمْ عَنْ سَبَبِ الرَّجَاءِ الذِي فِيكُمْ (1 بط 3:13-15),
والآن يا صديقي فهل علمت سبب الرجاء الذي فيّ؟ إنه المسيح يا صديقي وليس سواه وإنني أعلن إيماني ورجائي بوضوح تام أومن بالمسيح الإله حتى الموت فهو فقط الهداية، والنور، والطريق والحياة، روحي ونفسي وعقلي يهتفون شاهدين بذلك، كل فقرة من دمي تعترف بهذا الإيمان, ولا أخاف السيف ولا المدفع، ومنذ إيماني بالمسيح وأنا أشتهي نيل إكليل الشهادة لاسمه المبارك, الذي به يكمن رجائي وبه أحيا وبه أموت,
وإني أدعو أيضاً كل إخوتي من المسيحيين الذين باعوا إيمانهم للآخرين أن يفيقوا ويرجعوا إلى المسيح، كما رجع من قبلهم الابن الضال فعاش من بعد موت واهتدى من بعد ضلال، يرجعوا الآن ويطلبوا ملكوت الله أولاً، ويلقون الثلاثين من الفضة ويدوسونها بأقدامهم فيحيون قبل أن يدوسهم الموت فيهلكون,, متذكرين تحذير المسيح لهم:مَنْ يُنْكِرُنِي قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضاً قُدَّامَ أَبِي الذِي فِي السَّمَاوَاتِ (مت 10:28-33),
والذين عادوا منهم أقول لهم لا تخافوا فالمسيح لن يتخلى عنكم، وسوف يدبر كل أموركم,, فقط اثبتوا على إيمانكم مهما كانت الضيقات حولكم,, انتظروا عمل الرب العجيب في حياتكم,
بنعمة الرب صموئيل بولس عبد المسيح
الشيخ محمد النجار سابقاً
السادسة صباح الخميس 26/8/93
تم بنعمة الرب