فبينما تنادي المسيحية بمحبة الأعداء والإحسان إليهم، ينادي الإسلام بكراهية الأعداء ومحاربتهم والإعداد القتالي لهم لإراهابهم، فيقول القرآن:
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا ا سْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُّوَ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ,
ويحرض النبي أتباعه على قتال الأعداء (سورة الأنفال عدد 65 وسورة النساء عدد 84) ويحذر أتباعه من التودّد إلى أعدائه ومحبتهم وكأن المودة والمحبة للأعداء جرمٌ وهما اللذان طالب بهما السيد المسيح لأتباعه، لكن الإسلام يغذي روح الكراهية، فيقول القرآن موبخاً لمن يتودّد أو يحب الأعداء قائلاً:
يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ ,
وبينما يطالب المسيح أتباعه بصنع السلام طوبى لصانعي السلام (مت 5:10),
نرى الإسلام يحرض أتباعه على رفض السلام، فيقول القرآن:
فَلاَ تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ,
وبينما يطالب السيد المسيح بتفضيل محبة الأعداء - وعدم تفضيل محبة المحبين لنا، لأنها أمرٌ طبيعيٌ يصنعه كافة الناس حتى الخطاة الأشرار، إنما محبة العدو أمرٌ لا يقدر عليه سوى الأبرار الصالحين فقط، نرى الإسلام ينبذ ذلك، ويجعل المحبة والرحمة مقتصرة فقط على النبي وأتباعه، فهم أشداء على الكفار الأعداء، لكن رحماء فيما بينهم، وكل العصابات تحب أفرادها، لكن لا تحب بقية المجتمع، وهذا ما يسير عليه الإسلام، فيقول القرآن:
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُم,
والقرآن والسنة مملوءان بمثل هذه العنصرية البغيضة، محبة الأحباء، وكراهية الأعداء، والمسلم له كل الحقوق على المسلم، ماله حرام، ودمائه حرام، لكن دماء وأموال المسيحيين واليهود وغير المسلمين حلال ومغانم طيبة! هذا هو الفارق ما بين صوت المحبة والسلام والرفق الآتي من الله، وما بين صوت الكراهية والقتال والبغضاء الآتي من الشيطان عدو الخير والسلام، وعدو كل شيء صالح,