محتويات الكتاب
شرح وتأملات في قانون الإيمان
لماذا وما ما معني قانون
الإيمان
نؤمن باله واحد
الله الأب
خالق ما يري وما لا يري
الله الأب ضابط الكل
خالق السماء والأرض
نؤمن برب واحد
نور من نور
مولود غير مخلوق
من أجلنا نحن البشر
ومن أجل خلاصنا نزل من السماء
تجسد من الروح القدس ومن العذراء القديسة مريم
تجسد ، وتأنس
صلب عنا على عهد بيلاطس البنطى
الذي ليس لملكة إنقضاء
نعم نؤمن بالروح القدس الرب المحيي المنبثق من الآب نسجد له ونمجده مع الآب والإبن
الناطق في الأنبياء "
وبكنيسة واحدة مقدسة
جامعة رسولية
ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة
الخطايا
وننتظر قيامة الأموات
وحياة الدهر الأتي آمين
شرح قانون الإيمان
لماذا وما معنى قانون الإيمان ؟
نحن لن ندرس قانون الإيمان من الناحية العقيدية فقد سمعنا عنه من هذه الناحية مراراً كثيرة ، لذلك نريد أن ندرس هذا القانون بروح الصلاة
لماذا وما معنى قانون الإيمان ؟
كلمة " قانون " أو CANON معناها الأساسي هو المسطرة التي يقيس بها البناؤون مدى إستقامة الحائط
لكن ما أهمية أن يكون هناك قانون إيمان أو وصية ؟ لأن قانون الإيمان أو الوصية تعنى إيماننا بالله وعندما أعِطيَت الوصية إلى آدم وخالفها فإن ذلك يعنى أنه لم يكن هناك قيمة لله فى حياة آدم وعندما لا ينفذ الإبن أمراً طلبه منه أبوه فإنه يعاقبه فما بالكم بالله العادل ؟ لذلك فإن أهمية قانون الإيمان أو الوصية تكمن فى أنها تأكيد لإيماننا بالله أن يكون إيماننا مستقيماً ، ولابد أن تكون هناك عقوبة لكسر الوصية لأن داخل الوصية يوجد الحكم على من لا يسير حسب الوصية، وداخل قانون الإيمان يوجد الحكم على من لا يسير حسب هذا القانون إذ نرى فيه المشتقات الثلاثة الرئيسية فنرى ما هى صفة الآب، وما هى صفة الإبن، وما هى صفة الروح القدس
بولس الرسول يقول: "كيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصا هذا مقداره "
وذلك سواء فى الوصية لأنها قانون إلهى أو فى قانون الإيمان فهو كلام إلهى من الكتاب المقدس الله حكم على آدم لأنه أخطأ، ونحن جميعاً كنا فى صلب آدم لذلك كلنا أخطأنا تماماً مثل المريض مرضاً عضوياً متناقلاً فإنه يلد نسلاً يرث المرض لذلك نحن ورثنا الخطية وورثنا عقوبة الخطية من جدنا آدم قُِضَى علينا أن نقضى حياتنا مطرودين وواضح جداً جداً هنا أنه عندما أخطأ آدم أول ما فعل هو أنه إختبأ من وجه الله الذى كان قبلاً يتكلم معه ويستمع إليه ولأنه أخطأ فلم يستطع أن يتقابل مع الله ويتكلم معه كالسابق والإختباء من الله وعدم مواجهته يعنى موتاً وهناك الموت الجسدى ، والموت الروحى، والموت الأدبى ، والموت الأبدى
الموت الجسدى – سوف يأتى على آدم لأن عنصرالفناء بدأ يعمل داخله ولكن هناك الموت الأبدى وهذا هو ما أحس به آدم إذ حُكم به على ذاته لأنه أنكر الوصية التى أعطاها له الله ، وأنكر كلام الله لم يشعر أن الله يراه إلا بعد أن أخطأ وهنا عرف أنه أخطأ لأنه أراد أن يختبىء من وجه الله
هل الله مُدرك لكى نضع نحن قانون لإدراكه ؟
الإجابة لا لكننا أدركنا الله فى السيد المسيح لم يكن هناك قانوناً للإيمان فى العهد القديم ولكن فى العهد الجديد صار لنا هذا القانون لأننا أدركنا المسيح
القديس يوحنا يقول فى رسالتة الأولى :
"الذى رأيناه بعيوننا الذى شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فإن الحياة أُظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التى كانت عند الأب وأُظهرت لنا الذى رأيناه وسمعناه نخبركم به (1يو1: 3)
لذلك فقد أدركنا الله وسمعنا ه وتلامسنا معه فى السيد المسيح
منذ عهد الرسل كان هناك قانوناً للإيمان يتلوه الداخلون إلى المعمودية وإلى الآن هذا القانون موجود فى المعمودية وهو قانون مبسط جداً وملخص لقانون الإيمان ويقوم الكاهن بتلقينه للأم بعد أن تجحد الشيطان فنقول : -
( أؤمن بإله واحد ضابط الكل وابنه الوحيد يسوع المسيح ربنا والروح القدس المحيى والكنيسة الواحدة وقيامة الأموات وحياة الدهر الأتى )
ولكن عندما ظهرت الهرطقات على يد أريوس عدو الإبن ، ومكدونيوس عدو الروح القدس عُقِِدَت مجامع مسكونية فى نيقية سنه 325 ، وفى القسطنطينية سنه381 م وتحدد بناء على ذلك الإيمان بالقانون الذى نردده الآن والذى ينبغى أن نردده كصلاة وليس كما لقوم عادة
وفى القداس الغريغورى نجد القديس غريغوريوس يصف الله فيه بأنه غير الُمدَرك ، غير المحسوس ، غير المتغير ذلك لأننا لا نستطيع أن نصف الله لأنه غير ُمشَخَص لكن الأهم من ذلك أننا ندرك الله أكثر بالعشرة معه
وهذه هى أهمية قانون الإيمان كيف ذلك ؟
(اللاهوتى الذى يكلمنا عن الإيمان لابد أن يكون قديساً، والقديس لابد أن يكون لاهوتيا ) فاللاهوتى لابد أن يكون ممارساً للعشرة مع الله والقديس لابد أن يعرف الله جيدا لكى ينقل لى هذا الإيمان وذلك لكى أستطيع أن أحيا بالفعل حياة مقدسة مع الله
( الإنحراف عن الإيمان ينفى التعبد للمسيح )
ونحن مرتبطين فى الكنيسة بجسد المسيح الِسَّرى فعندما نردد قانون الإيمان فإننا نعلن إيماننا أمام كل قوات الشر لذلك نلاحظ فى جميع الكنائس أن هذا القانون – قانون الإيمان – يردده الشعب جميعاً بصوت واحد لأن ذلك يوحد شركة أيماننا مع بعضنا البعض هذا القانون هو الحارس للإيمان وهو الذى يقود للمعاشرة اليومية مع المسيح لذلك فإننا نجد قانون الإيمان فى صلواتنا الخاصة فهناك شركة ومعايشة وعشرة مع المسيح
الطبيب الذي ينصح المريض ألا يدخن فى الوقت الذى لا تفارقه السيجارة هذا لا يؤمن بأن التدخين ضار ، لذلك نقول أن اللاهوتى قديس والقديس لاهوتى
ولكن هناك طوائف أخرى لاتهتم باللاهوتيات وتهتم فقط بالعشرة مع المسيح وكيف تخلص النفس؟ لكن أذا هناك خطأ فى الإيمان فكيف أكون فى عشرة مع المسيح وخلاص المسيح يحصرنى ؟
( ولذا لا نستطيع أن نصل إلى أى فضيلة إلا بصدق الإيمان )
من يؤمن بصكوك الغفران او بالمطهر كأنه من الممكن ان أشترى الملكوت أو أردد الوردية مرات ومرات ونحن الأقباط ليس عندنا عادة إمساك الِسْبحَة ولكن للأسف فإننا لا نجد كاثوليكى متعبد أو راهبة أو كاهن إلا ويحمل سِبْحَة فى يده ويردد الورديات أو وردية العذراء ، وهى نوع من أنواع صكوك الغفران التى تخلصه من سنوات فى المطهر ولكن ليس هذا هو الإيمان السليم
كذلك ليس إيماناً سليماً عندما نؤمن أننا كما يقول الكتاب " بالنعمة أنتم مخلصون " فقط دون الحاجة إلى جهاد ، ذلك لأننا نعايش الله المعايشة الكاملة الطاهرة النقية فى حياتنا الخاصة دون إلغاء الجهاد
فى إنجيل معلمنا مار يوحنا نجد السيد المسيح يقول :-
" هذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته" ( يو17: 3) وهكذا معرفة الآب والإبن لاهوتياً وعقيدياً تقودنا إلى العلاقة القوية ، والمعرفة الحقيقة والحياة الأبدية مع الله ولهذا فإن دراستنا لهذا القانون كى نصل الى العمق الروحي
إحدى القرى اليونانية َتَعَّود أهل هذه القرية كلما يمروا أمام حائط ينحنون أمامه ويرشمون علامة الصليب ثم يسيرون فى طريقهم وهذا السلوك توارثته أجيال بعد اجيال وبدون أن تعرف هذه الأجيال السبب فى ذلك إلى أن هبط سيل من الأمطار فى إحدى الأيام فأنزل البياض الذى كان فوق هذا الحائط وظهر جزء من صورة قديمة للسيدة العذراء تحمل الطفل يسوع وكما يقول المثل العامى : إذا عُرِف السبب بطل العجب !! ويبدوا أنهم ملطوا الحائط لرسم صوره جديده عليه ولسبب ما قد يكون حرب أو مثل هذا تعطل العمل ولكن توارثوا أنه مقدس فحسب
نسأل أنفسنا ونراجع أنفسنا هل نحن نتوراث قانون الإيمان ونردده مثل الببغاوات ؟ أم أننا نعرف قوته وما الذى نصليه كى نكتشف الكنوز التى بداخله ويكون خريطة هامة جداً جداً للحياة وأساس متين لخبرتنا وعشرتنا مع الله ؟
إذن الإيمان السليم يصل بنا إلى أعماق عبادتنا لله ، وقوة صلواتنا ، وصلابة إيماننا التى نكمل بها حياتنا اليومية فى وسط الضيقات بالعالم كان نثنائيل رجلاً محاوراً وسأل فيلبس "أمن الناصرة يخرج شىء صالح "فكانت قوة كلمة فيلبس له "تعال وانظر" هكذا ليتنا نأتى ونتذوق أعماق قانون الإيمان الذى وضعه الأباء العظماء فى إيمانهم ونعرف أهميتة وفائدتة الروحية لنتعلم
بعد أن مكث السيد المسيح فى السامرة يومين ، ذهب السامريون وقالوا للمرأة السامرية " إننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن لأننا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة الميسح مخلص العالم " ( يو4: 24 ) فنحن علمنا وتيقنا بالفعل وليس لأنه تناقل من جيل الى جيل هذا ما حدث مع توما فبمجرد أن وجد السيد المسيح أمامه قال له "ربى والهى"
( يو 20: 28) وإن كان إدراك الله هو فوق مستوى العقل لكنه ُيْدَرك بالإيمان
مثال ذلك عندما نشم أى رائحة فإننا نفعل ذلك بحواسنا وليس بعقولنا فهناك حواس وهناك عقل ويحتاج العقل أن يقتنع ويتدرج فى المعرفة
نحن نريد أن تنمو عشرتنا مع الله مثلما ينمو الطفل الصغير بالتدريج لهذا إن كان لقانون الإيمان أهمية فى حياتنا ينبغى لنا أن ندرك أعماقة نحن نتعرض هذه الأيام لحروب شك كثيرة تعطل إيماننا سواء حروب روحية من الكبرياء إلى إتكال على الذات إلى إتكال على الفكر البشرى ، أوحروب ايمانية لذلـك
لابد لنا أن ننمو فى معرفتنا حتى لا ُتضِعف المشغوليات والشهوات والأمور المادية إيماننا والشيطان يعمل كثيراً فى هذة النواحى ليضرب أساسنا فى الإيمان
يقول بولس الرسول : "بالإيمان موسى لم كبر أبىَ أن يدعى إبن لإبنة فرعون" (عب11: 24) بالإيمان ترك موسى البيت الذى تربى فيه بكل عظمته وأبهته وخرج إلى شعب يعمل فى الطوب اللبنْ والطين فعل موسى كل هذا لإدراكه ما لا يُرَى !!!
إن قانون الإيمان يعنى أن أنظر إلى الأمجاد الأبدية وكما أن الطفل بعد أن يكبر يرفض أن يساعده أحد إذ أنه كبر وأدرك وإستطاع التمييز هكذا نحن ننمو حتى نستطيع أن نرى عظمة قانون إيمانن
نبدأ تأملاتنا فى كلمات هذا القانون الروحية :
عندما نصلى قائلين نؤمن بإله واحد فإن ذلك يعنى أنه بالحقيقة لنا إله واحد لأن هناك آلهه كثيرين قد نتعبد لها فى (تث6: 4) " إسمع ياإسرائيل الرب إلهنا رب واحد " نحن نؤمن بإله واحد وهذا الإيمان تدرج لنا من آدم إلى نوح إلى إبراهيم إلى الرسل هذا هو إلهنا الذى نؤمن به وهذا القانون هو خلاصه خبرة هؤلاء جميعا
ولكن هل نؤمن بإله واحد بشفاهنا أما قلوبنا فمتبعدة عنه بعيداً ؟
آدم أخطأ عندما آمن بإله واحد بفمه فقط إذ جاء الشيطان وهنا َصَدقه ونسى كلام الله ، وهناك من يؤمن وله صورة التقوى ولكنه ينكر قوته وهذا هو الخطر الذى نريد أن ننتبه إليه حتى أننا وإن كنا نؤمن يكون هذا الإيمان بالحقيقة فى قلوبنا دائما وأن تصير حقيقة وجود الله ملموسة فى حياتنا يراها الآخرون ونحن نشعر به قد نتعبد للمال أو للشهوات أو الأشخاص وقد يكون هناك أكثر من إله كأن يكون هناك إله يوم الأحد ، وإله يوم الجمعة ، وإله للوقت الذى أكون فيه بالكنيسة وإله لخارج الكنيسة وكما يقول المثل العامى أيضاً (هذه نقرة وتلك نقرة اخرى ) لأن هناك إله داخل الكنيسة أما خارجها فأفعل ما أريد وقد نتعبد للذات أو الفكر أو العظمة أو الإحتياجات أو إنساتة تتعبد لجسدها فتهتم به وتجملة وتزخرفه ثم ونحن فى الصوم نجد من يتعبد لبطنه
لذلك نحتاج أن نراجع أنفسنا إن كنا نؤمن بإله واحد والسيد المسيح يطلب منا : " تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك " ( مت 22: 37)
إذا تذكرنا قوتنا نتذكر قوة الله الأعظم وهناك من يرسم صورة لهذا الإله الواحد فاليهود رسموا لأنفسهم إلهاً معيناً إذ رسموا مسياً قوى وجبار يأتى ليخلصهم من عبودية العالم مسياً يأتى ليعطيهم ُملْك داود وسليمان وعظمة الهيكل ولكنهم لايؤمنون إطلاقا بإله متواضع ومحب للعشارين والخطاة لأنه ليس الإله الذى يريدونه
علينا أن نراجع أنفسنا من هو الإله الذى نرسمه فى خيالنا هل هذا التعبير صحيح ؟
بالطبع ل لأننا لا نرسم لأنفسنا إلهاً أبداً ولذلك فإن وجود قانون الإيمان ضرورى لأنه يوضح لنا هذا الإله
هل قلوبنا منقسمة بين وصية الله ( تحب الرب إلهك ) وبين رغباتنا ؟ إن كنا نعبد الله ينبغى أن نعبده من كل القلب والنفس والفكر
فى العهد القديم لم يكن معروفاً التعامل مع الله كأب ولكننا عرفنا أنه أب بالإبن الذى أعطاها روح البنوة لأنه هو الذى صّيَرنا أبناء فيه إذ قال لنا أن نصلى قائلين " ياأبانا " السيد المسيح تألم وُصِلب لأنه قال عن نفسه أنه إبناً لله واليهود فهموا ذلك وأستوعبوه وقالوا عنه أنه يجدف هل نحن نعيش كأبناء ، نأخذ مثال لنا السيد المسيح الإبن الوحيد الذى عاش كإبن فعلاً يحمل صورة الآب فى كل سلوكه ؟
هل نحن نحمل صورة الآب الذى نصلى له ونقول له "
" ياأبانا " ويصلى كل منا اؤمن بالله الآب ؟
هل نشعر أننا نعيش فى خير أبينا ؟
نحن لن نصير أبناء إلا بالعماد من لم يَُعمَّد لا يصير أبناً
الله قال لأبينا إبراهيم " باسحق يُدْعَى لك نسل " أما أولاد قطورة فقد أعطاهم حقوقهم وصرفهم بعيداً الملكوت هو فقط للأبناء الذين خرجوا من جرن المعمودية
بولس الرسول فى رسالته إلى أهل غلاطية يقول لهم :
" لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة مولوداً تحت الناموس ليفتدى الذين هم تحت الناموس لننال التبنى ثم بما أنكم أبناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخ يا أبا الآب إذاً لست بعد عبداً بل إبنا وإن ُكنت ابناً فوارث لله بالمسيح " ( غلا4: 6، 7) الإبن يرث صفات أبيه سواء طريقة تفكيره أو أسلوبه أو حتى طريقة سيره فى الطريق وإن لم يفعل ذلك فهو غير صادق في بنوته وهذا من أسباب تجسد المسيح لكي نسلك نحن كما سلك ذاك
ماذا يقود الإنسان للكمال ؟ الإنسان غير كامل لأنه محدود لكن الكتاب يقول :- " وَّسع قلبك وأنا أملأه " وَّسع قلبك والله مستعد أن يعطيك
ويعقوب يقول " صارعت مع الله والناس وقدرت " ( تك 32: 28) فكلما نصارع أكثر نستوعب اكثر لذلك ندرس قانون الإيمان لأنه كلما درسناه نستوعب أكثر فأكثر هناك مشاعر أخرى لأن أحاسيسنا وخبرتنا مع الله متضاربة فالله محب وفى نفس الوقت مخوف ، وهو رحيم وفى نفس الوقت عادل ، ويكره الخطيه وفى نفس الوقت يحب الخاطى ، يغفر ويعاقب ونحن عندما نصلى نفرح ونبكى في نفس الوقت ، كذلك نشكر الله وندين أنفسنا فى نفس الوقت أيضاً وبولس الرسل يقول :
" كحزانى ونحن فرحون " ( 2كو 6: 10 )
نأتى إلى الله جوعى وشباعى فى نفس الوقت لذلك َوَّسع قلبك لتأخذ على جبل التجلى خاف الرسل ومنهم بطرس الذى قال له ( رغم خوفه ) "جيد يا رب أن نكون ها هنا" خبره متضاربة ولكننا نحتاج إلى الإثنين معاً
إن الله ليس أب حنون محب فقط بل كما قلنا فى البداية هو عادل إذ طرد آدم عندما لم يسمع لكلامه وفى رفضه لله أضاع نفسه
وهو حكيم فى كل ما خلق تعالوا نتأمل الأنوار السمائية الكواكب والنجوم ونتأمل الطبائع الحيوانية من طيور ووحوش ودبابات ثم الأسماك بأنواعها المخلتفة ، والفراشات وتنوع ألوانها الجميلة
فى (اى 12: 9) " من لا يعلم من كل هولاء أن يد الرب صنعت هذا"
وفى ( رو1: 20 ) " أموره غير المنظورة ُمدْرَكة بالمصنوعات حتى أنهم بلا عذر "
وفى (مز 19: 1) " السموات ُتحَدَّث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه "
ليس هذا فحسب بل هناك شهادة الضمير فى داخلنا وإن كانت تختلف فى تعبيرها عن حقيقة الله ولذلك نحن نحتاج إلى كلمة الله لتوضح لنا شخص الله
الله الآب ضابط الكل – خالق السماء والأرض
أول صفة من صفات الله أنه قدوس وهى مشتقة من كلمة "قادش" بالعبرية وتعنى فريد بلا خطية فعندما نقول مثلاً أن المياة مقدسة فان ذلك يعنى أنها مياه فريدة وليس لها مثيل إذ ليست مثل المياه العادية, كذلك عندما تقول عن إنسان أنه قديس فذلك يعنى أن له الصفات المتفردة وأنه مكرس ومختلف عن الآخرين وهكذا كلمة قدوس تعنى أنه مسيرّ كل شىء وفى يده كل شىء وهذا هو ما قيل عن السيد المسيح عندما أسكت الرياح فٌخاف التلاميذ خوفا عظيما وقالوا بعضهم لبعض من هو هذا فان الرياح أيضاً والبحر يطيعانة " (مر4:25-41) لكن ماذا عن الشيطان ؟ لاشك أن سلطانه أقل من سلطان الله إذ أن الله يتحكم فيه مثلما نراء فى سفر أيوب , وكذلك الرجل الذى كان فيه شياطين كثيرة (لجئون) انه كان يقطع السلاسل والقيود المربوط بها وقالوا(مجموعة الشياطين) للسيد المسيح أن يأذن لهم بالدخول فى قطيع الخنازير(لو8 :26 – 33 ) إذن سلطان الشيطان سلطان محدود
لكن ماذا أستفيد أنا من كون الله ضابط الكل ؟ ألا يعطينى هذا سلام واطمئنان أنى فى يد قوية وحاكمة للعالم " كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله " (رو8 : 28 )
1- لانخاف من شىء , ولا نخاف أيضاً من أى إنسان لأن سلطان أى إنسان هو سلطان محدود وتحت إرادة الله فإذا كان الأب الجسدى مع إمكانياته المحدودة يفعل أقصى ما يستطيع من أجل أولاده فكم وكم الآب السماوى الذى هو ضابط الكل أى أن كل شىء تحت سلطانه وهذا يعطينا ثقه لكنه لايعطينا عدم مبالاه "إلق على الرب هَمّك وهويعولك " ( مز55 :22 )
حقيقى أنا أخاف الله اى اوقرة لكن هناك فرق بين المخافة والخوف
2- هو ضابط الكل لانه يفعل كل ماهو صالح لأولاده كأب لكن هذا يعطينا مسئولية ألا نشوه كرامة أبينا السماوى فأى انسان يخطىء فإنه يشوه صورة أبيه لذلك فان السيد المسيح يقول " ليروا أعمالكم الصالحة فيمجدوا أباكم الذى فى السموات (مت5 : 16 ) وهذا يجعلنا نسلك فى خوف الله لانه حتى لو لم يرنى الناس فالله يرانى
3- الله ضابط الكل ولذلك لايقوى الشيطان علينا رغم أن للشيطان قوة جبارة لأن الله أعطاه قوة كملاك سابق لكنها ليست أقوى من الله
والسيد المسيح قال عن الشيطان القوى أنه عندما يأتى الأقوى منه فإنه يربطه ويسلب غنائمه
حتى لو غلب الشيطان فعندما يصرخ الإنسان إلى الله فإنه سيعطيه القوة والنصرة ليخرج من تحت يده من يخاف من أعمال السحر والدجل وغيرها أقول له لماذا تخاف! فهذا الخوف يعنى انك تعترف ان الشيطان وأعمال الشيطان هى أقوى من الله!!
الكنيسة مكان نسمع فيه كلمة الله وفيه نكلم الله لأننا فى حضرته لذلك فإن من يختلق أعذاراً لعدم وجوده فى الكنيسة بسبب عمله حتى وقت متأخر وأنه يرجع منهك القوى حتى انه يصلى وهو نائم " أو جالس " نقول له أننا نقرأ عن الوقوف أمام الله أن الملائكة تستر وجوهها وأرجلها , أما الأربعة والعشرون قسيساً ((فيطرحون أكاليلهم أمام الجالس على العرش إلى أبد الأبدين )) ( رؤ 4 )
نتأمل فى جمال هذه الكلمات وليس فى معناها العقيدى أو فى قانونيتها
وهناك من يعترض على أقوال الكتاب المقدس وخاصة فى الأصحاح الأول من سفر التكوين والذى نرى فيه قدرة الله العظيمة الذى يقول للشىء كنْ’ فيكون فالله خلق المادة جميع أنواع المادة المعروفة وغير المعروفة كلها خلقة الله حيث خلقها من العدم وهو لم يخلق المادة فقط بل أيضا " خلق الحياة من العدم لتُخِْرجْ’ الأرض ذوات أنفس حية كجنسها " ( تك 1: 24 ) أمر الهى ، وكما ذكرنا قبلا عن الأنواع والأشكال المتعددة وبها كل الإمكانيات وكل الجمال
خلق السماء والأرض والسماء من سمو وإلى يومنا هذا لازالت هناك إكتشافات لكواكب تبعد عن كوكبنا عدة سنوات ضوئية بلا حدود, ولان الكتاب المقدس مكتوب لنا نحن البشر لايذكر خلقة الملائكة فعبارة خلق الله السماء لاتعنى فقط الكواكب, والأفلاك التى تدور فى دائرة كل كوكب من هذه الكواكب, والنجوم والشهب بل أيضأ خلقة الملائكة بأنواعها المختلفة التى تذكر فى القداس الإلهى وهى الكاروبيم, والسيرافيم, والرئاسات, والسلطات, والكراسى, والأرباب, والقوات
هذه الأنواع أو الطغمات عرفناها من الكتاب المقدس (سفر الرؤيا) الذى يكلمنا عن الكاروبيم أوالشاروبيم والسيرافيم, وعن رؤساء الملائكة : ميخائيل , وغبريال , وروفائيل , وعن القوات التى تحرس هذه الخليقة , وعن الرئاسات التى تحرس الممالك مثلما ذكر دانيال عن رئيس مملكة فارس ( دا 10 : 13 ) إذن حتى هذه الممالك عليها رئاسات فهى ليست رئاسات من البشر فقط
هذا مانعرفه لكن هناك أمور تسمو عن هذا بكثير جدا " جدا " حتى أن بولس الرسول عندما صعد إلى السماء الثالثة لم يستطع أن يصف ما رآه بل قال:
" ما لم تره عين ولم تسمع به أُذن ولم يخطر على قلب بشر" ( 1 كو2 : 9 )
لم يجد بولس الرسول شيئاً يستطيع أن يشّْبه به ما رآه , كذلك فى سفر الرؤيا لم يستطع يوحنا الحبيب أن يصف كل ماراه فى إمكانيات هذا الذى بلا حدود وبلا وصف هذا الذى لايُدّْرك أو ُيْوصف
لذلك كل ما ليس مخلوق هو خالق وعندما نقول أن الإبن مولود غير مخلوق فهو خالق
هناك ثلاثة أسئلة سوف نجيب عنها الأن:
كيف خلق؟ من خلق؟ ولماذا خلق؟
( 1 ) كيف خلق؟
خلق بإرادته الذاتية الخاصة وفى القداس الإلهى نصلى: الكائن بذاته
فبمجرد إرادته يقول ليصر فيصير فالملك منه النطق الملكى السامى وهذا ملك أرضى فما الحال مع الملك السماوى الذى نطقه أسمى من السمو ذاته لذلك لا نستطيع ان نقول كيف خلق؟
(2 ) من خلق ؟ أو من الذين خلقهم ؟
خلق أرواحاً سمائية وهى الملائكة أليس جميعهم أروحاً خادمة مرسلة للخدمة لأجل العتيدين أن يرثوا الخلاص (عب 1: 14 )
خلق المادة
خلق خليقة فيها الإثنين معاً الروح والمادة وهذه الخليقة هى الإنسان
ثم أيضاً خلق الطاقة متمثلة فى الشمس- الكهرباء- الهواءهناك عالم ألمانى الجنسية يُدعى أينشتين أرادوا دراسة مخه بعد موته إذ قيل أنه أعظم مخ ظهر حتى وقته إذ أنه وضع قانون إنتاج الطاقة من الذَرة ومعناه أن: الطاقة الناتجة= الكتلة المتحركة× مربع سرعة الضوء وهذه كلها إستنبطت من الطاقة التى خلقها الله
أبسط مكونات الكون هى الَذَّرة التى لاتُرَى بالعين المجردة وإنما تُرَى بواسطة ميكروسكوبات خاصة ودقيقة جداً وبداخلها كأنه كون مصغر: نوُاة حولها الكترونات تدور مثل الشمس أو أى كوكب آخر ومن حوله الأقمار ومن هذه الّذَرة يتكون الكون الكبير وعندما تتفتت هذه الذًرة تصبح قنابل نووية ذات نتائج سيئة للغاية ومدمرة
يالعظمة الله الخالق لأن كل إكتشاف نسمع عنه فهو من خلال هذة العظمة
فهناك طاقة جبارة صنعت كل هذا بكل دقة وبكل حكمة هذه الحكمة التى تفوق كل حكمة أو كل مجموعة من الحكماء جميع عظيم هو الله لذلك نمجد الله ونعظم الله الخالق وهذا هو ما يفعله الملائكة
" كانت الارض خربة ، وخالية " ( تك 1 : 2 )
ويقال أن خراب الأرض بسبب سقوط الشيطان , ولكن الله لم يرد أن يتركها خربة فهو لا يترك شيئاً خرباً لذلك بدأ الله يُشكل فى هذا الخراب وهو يُبْدع فى ذلك وعلىً أن أستفيد من هذا فلو كنت خرباً من الداخل فالله لايتركنا هكذا بل يبدع فينا ليخرج منا شىء صالح
" كان روح الله يرف على وجه المياه " ( تك 1 :2 )
روح الله: أى الروح القدس إذ أن هناك معارضين كثيرين أنه ليس الروح القدس لكن هذا واضح : الله في كلمات الآية, والإبن الكلمة الذى به خلق العالمين، وروح الله الذى يَّرف على وجه المياه هكذا إشترك الثالوث فى الخلق وأخرج لنا من هذا الخراب عشباً وفى اليوم الرابع كانت الشمس وهنا يأتى المعارضين أيضاً ويتساءلون قائلين كيف يعيش النبات بغير شمس ؟ الله يستطيع أن يُخرج نباتاً لا يحتاج الى شمس
فرأى الله ماصنعه أنه حَّسِن ( تك1 :4 , 12 , 18 , 21 )
هذا التعبير كان يقوله الله طيلة أيام الخلقة ما عدا فى اليوم الثانى لم يقل هذا التعبير لأنه فى هذا اليوم فصل مياه عن مياه وهذه المياه كان سيؤدب بها أخطاء الناس إذ أنه عندما غضب من الإنسان جاء الطوفان ليؤدب به هذا الانسان
استراح الله من كل ما صنعه خالقاً ( تك 2 : 3 )
الله استراح من الخلقة لأنه حاشا له أن يستريح لأن معنى ذلك أنه يتعب والسيد المسيح يقول أبى يعمل حتى الان وأنا أيضا أعمل
كل شىء فى هذه الخلقة نستطيع فحصه حتى الذًرة الدقيقة التى لاتُرَى إلا الله الذى لا نستطيع أن نفحصه إذ أنه ( غير المفحوص )
(3 ) لماذا خلق؟
لأنه صالح ومحب الإنسان حتى إن كان أنانياً لكنه يُحب أولاده وحتى إن أساء إبنه إليه فإنه يظل يُحبه , لذلك من صلاح الله أنه يُحبنا ونحن بعد فى خطايان
خلق الإنسان ووضعه فى الفردوس الذى أعده له ووضع فيه كل ما يتمناه وعندما أخطأ رّده فالوجود كله يكشف لنا صلاح الله السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه ( مز 19 :1 )
والسيد المسيح يقول انظروا طيور السماء تأملوا زنابق الحقل( مت6 : 26 ,28 )
وهو أيضاً المغذى كل جسد العصفوره والدوده فهو من غناه يشبع كل حى
ليتنا نكون مثل هذه الطبيعه المسبحه والفرحة
للأسف جاء الإنسان وأفسد ما صنعه الله وبولس الرسول يقول : فانى اعلم انه ليس ساكن فيّ أي في جسدي شىء صالح ( رو 7: 18 ) ولكن الأمر لم يكن كذلك في بداية الخلقة إذ كان الإنسان منسجما مع نفسه وكانت روحه منسجمة مع جسده
يقول بولس الرسول أيضاً : " اما انتم فلستم فى الجسد بل فى الروح " (رو 8: 9 )
وكما قلنا سابقاً أنه خلقنا فى تنوع من خلية واحدة إلى حيوانات وإنسان فى تكامل وفى شموليه نرى فيها قدره الله غير المحدوده
ولكن جاءت إرادة الإنسان لتتعارض مع إرادة الله وأخطأ راس الخليقه أو كاهن الخليقه وهو الإنسان وأصبح يتعب ويمرض ويحزن كل هذا بسبب الخطية
لكن جاء السيد المسيح وأصبحت إرادة الإنسان منسجمة مع إرادة الله فيه
جمال وعظمة الله أن كل هذه الخليقة يوفر لها جميع الإمكانيات حتى بعد أن أخطأت ونرى بنى اسرائيل ظلوا 40 سنة فى البريه ولم تُبْلَ أحذيتهم ولا ملابسهم ، ونرى أيضاً الانبا نوفر الذى كساه الله بشعر جسمه ولحيته وأنبت له نخلة حتى يأكل منها وبئراً – موجود حتى الأن فى دير حارة الروم – لكى يشرب منه هذا هو الإنسان الذى يكون مستعداً ومؤهلاً لكى يقوده الله ويكسوه ويُحْسِن إليه حقاً أن الكتاب المقدس ليس كتاب علم أو كتاب تاريخ ، لكنه لا يتنافى مع العلم أو التاريخ والغرض منه هو خلاص الإنسان ، فيكلمنا عن الله وعن مكانتنا نحن خليقة الله وأنه خلق كل شىء من أجلنا خلق الظلمة والنور، وخلق الرياح والبحار ، وخلق الأمطار والسيول والبراكين ، كل شىء له إستخدامه
نتكلم الأن عن بعض الكلمات التى وردت فى الإصحاح الأول من سفر التكوين وهى مساء ، صباح ، ويوماً وحداً : هذا اليوم لا يعنى 24 ساعة لأن الشمس لم تظهر إلا فى اليوم الرابع الله فوق الزمن ، والزمن الذى نعرفه محدود بالشمس ولعل هذا هو السبب أيضاً ليس فقط أنه يُخَرِج نباتاً لا يحتاج إلى الشمس بل لكى لا نقول أن الله مرتبط بالزمن فكل يوم يحدد فيه الكتاب العمل الذى عمله الله لذلك نقول فترة الخلق لهذه الأشياء ليس حقبة زمنية كما يقول البعض عن يوم الخلقة
إذن مساء وصباح: أى بداية ونهاية للعمل الذى أتمه الله فى هذه الفترة لأن الله فوق الزمن
ثم يقول الكتاب " فأكُملت السموات والأرض " ( تك 2: 1 ) قد يكون فى يوم من هذه الايام خلق شىء بتمامه وقد نرى يوما يعد فيه شيئاً يخلق منه خليقة أخرى ، ولم يحدث إلى الأن أن أى حيوان يتطور إلى خليقة أخرى حسب نظرية النشوء والارتقاء – لم يحدث أبداً لأن الله قادر أن يخلق الماء يفيض زحافات ولكن لا تتحول هذه الزحافات إلى شىء أخر كذلك البهائم والحيوانات ذات نفس حية خرجت من الأرض حتى آدم نفسه فكلمة " آدم " من أديم أى أديم الأرض أو تراب الأرض
فالمادة التي خلقها الله جعل فيها إمكانية أن تفيض حياة ونقول ذلك ليس فقط لكى نرى قدرة الله فى الخلق لكن لكى نرى قدرة الله فى الخليقة الجديدة وهذا ما قاله السيد المسيح لنقوديموس " إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله " (يو 3: 5) فكما أعطى الله قدرة للماء فى العهد القديم كذلك أعطى قدره للماء أن يفيض حياة جديدة فأعطى آدم وحواء قدرة على التناسل ، وفى العهد الجديد أعطى للرسل قدرة ، ونفخ فى وجوههم وقال لهم " اقبلوا الروح القدس " ، وأعطى الرسل سلطاناً أن يقيموا أساقفه وقسوس وبولس عندما كان فى أنطاكيه صام الرسل وَصلُّوا ووضعوا الأيادى على بولس وبرنابا وأرسلوهما ( اع 13 : 3 ) إذن هناك سلطان وبدون الكنيسة لا يوجد تسلسل كهنوتى على الإطلاق
الخليقه التى خلقها الله كانت حسنه وخالية من كل شر ولكن الإنسان هو الذى أفسد المادة
الجسد الإنسانى ليس خطيه لذلك جاء الله وقدس المادة ، وقدس الجسد وتجسد ليفدى الإنسان وفى هذا رد على من يستنكف أن يأخذ الله شكل إنسان وجسد إنسان ويمارس كل أعمال الإنسان نحن نكرم أجساد القديسين، ونكرم أجسادنا فلا نفعل مثل أمم أخرى حيث تحرق أجساد موتاه الله نزل إلى أديم الأرض بل نزل إلى الهاويه ليخلص الأرض من اللعنة والفساد، ويخلص من كانوا فى الهاويه راقدين على الرجاء من لا يؤمن بتحول الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه كاذب إن قال اؤمن بتجسد الإبن الكلمه
ثم نقرأ " ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره " ( تك 2: 18 ) ونلاحظ هنا أيضاً أنه عندما قال الكتاب "فخلق الله الإنسان على صورته ذكراً وأنثى خلقهم"(تك 1: 27) فإن ذلك قيل (ذكراً وأنثى ) قبل صنع حواء وتعاون الإثنان (آدم وحواء) في الخلق بالتناسل حسب القدرة التي أعطاها لهما الله على صورة الله خلقهما ذكراً وأنثى
َصَنع حواء وليس خلق حواء : أخذ واحدة من أضلاع آدم وملأ مكانها لحماً وبنى الرب الإله الضلع إمرأة وأحضرها إلى آدم " (تك2: 22) أخرج الله حواء من آدم ولذلك كما قال آدم "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكونان جسداً واحداً" (تك 2: 24) وأمرهما ألا يأكلا من الشجرة التى فى وسط الجنه لئلا يموتا ولكنهما عصيا الله
البعض يقول هذه غلطة صغيرة لا تستحق كل هذا التأديب والعقاب لكن هو قال لا فإذاً لا لا !!
لكن لا يستطيع آدم أن يعيش مع الله بهذا الوضع إطلاقاً لأن طبيعته فسدت ولذلك جاء المسيح
وحواء للأسف التى قيل عنها أم كل حى أصبحت أم كل ميت لذلك جاءت حواء الجديده العذراء مريم لتصير أُماً لكل حى ، ولذلك أيضاً لم يأت السيد المسيح من هذه الطبيعة الفاسدة بل من الروح القدس وعذراء
هذا هو الإنسان الذى يسمونه " الميكروكوزم " أى عالم صغير فيه قوة وسلطة الله وينبغى عليه أن يعلن مجد وصلاح الله الله خلق لنا حياة ولكننا للأسف إخترنا موتاً وفسدت بذلك الطبيعة كلها وفسد كاهن الطبيعه لذلك أقول للذين يجلسون فى القداس الإلهى عند الجزء الخاص بالطلبات والأواشى أننا كلنا ملوك وكهنه نطلب من أجل الأهوية والمادة والزروع والمخلوقات والحيوانات ، ونطلب من أجل الأرض وثمارها والهواء نحن نقدم الخليقه كلها لله ونأخذ البركه من الله ولأننا أولاده نصير بركة الله يعرض علينا هذه البركة وأن نكون فى علاقة معه لأننا إرتفعنا من وضع السقوط نقدم الطبيعة فى شكر ونسأل من أجل هذه الطبيعه لكى نعيد هذه العلاقه الصحيحه معه كملوك وكهنه حتى أنه فى آلامه نعرف أن هناك علاقة بيننا وبين الهنا الذى أحبنا حتى الموت
فى الختام أذكر بعض الأيات التى توضح لنا دقة الكتاب المقدس فى تحديد أشياء كثيره : -
نقرأ فى ( أى 26: 7 ) " يمد الشمال على الخلاء ويعلق الأرض على لا شىء"
وعُرف أخيراً عن الخلاء الشمالى أنها منطقة خلاء في القطب الشمالى وهذه المنطقه التى ذكرها أيوب لم تكن معروفة قبلاً رغم أنها كانت موجودة
هناك مصادر أخرى للنور غير الشمس فنسمع عن السديم وعن كواكب أخرى: -
فى ( مز19 : 1-3 ) " السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه لا قول ولا كلام لا يُسْمَع صوتهم " والشمس عند سطوعها لا تصدر صوتاً
فى ( جا 1: 7 ) " كل الأنهار تجرى إلى البحر والبحر ليس بملآن إلى المكان الذى جرت منه الأنهار إلى هناك تذهب راجعه " أى أن مياهها صادره عن البحر
الأمطار تنزل عندما تصطدم السحب ببعضها البعض وتصدر شحنة كهربائية تسمى البرق وهذا ما يقوله الكتاب فى (مز 135 : 7 ) "المُصْعِد السحاب من أقاصى الأرض الصانع بروقاً للمطر "
العلماء يحسبون ويقدرون مقدار ما يفقده كل كوكب من كتلته والكتاب المقدس يذكر ذلك فى(مز 102 : 25-26) "من قِدَم أسست الأرض والسموات هى عمل يديك هى تبيد وأنت تبقى وكلها كثوب تبلى كرداء تغيرهن فتتغير "
أيضاً دائماً يقال أن العناصر لا تتجزأ وهى حقيقه كان يتداولها العلماء ولكن الكتاب المقدس يذكر غير ذلك فنقرأ فى ( 2بط 3: 10 ) " ولكن سيأتى كلص فى الليل يوم الرب الذى فيه تزول السموات بضجيح وتنحل العناصر محترقة والأرض والمصنوعات التى فيها "، وهذا ما حدث أخيراً من تفتت نووى
فى بناء السفن فإن ذلك يتم بمقياس رسم 6: 1 (الطول : العرض ) وهذه هى نفس النسبة التى ذكرها الله لنوح عند بناء الفلك بحيث لا ينقلب فى المياه ونقرأ هذا فى (تك 6: 15)" ثلث مئة ذراع يكون طول الفلك وخمسين ذراعاً عرضه "
هذا بالإضافه إلى الإكتشافات الجيولوجيه فى طبقات الأرض إذ إكتشفت بعض عظام حيوانات بحريه وقواقع فى الصحارى والجبال بل أن بعضها مدفون فى المناطق القطبيه وذلك ليس إلا بسبب الطوفان الذى قلب الدنيا رأساً على عقب
حتى من الناحيه الصحيه عندما ينصح الأطباء بعدم أكل الدهون أو الشحوم لأن ذلك يسبب أمراضاً عدة نقرأ فى (لا 3: 17 ) " فريضة دهرية فى أجيالكم فى جميع مساكنكم لا تأكلوا شيئاً من الشحم ولا من الدم "
قلنا سابقا ً نؤمن بإله واحد إذن هناك إله ثم نقول رب فهل هما واحد أم أننا نؤمن بأكثر من إله كما يقول البعض ؟ نحن نؤمن بإله واحد : هو آب وابن وروح قدس إله واحد
يسوع المسيح : -
يسوع تعنى مخلص ، والمسيح أى الممسوح من الخطايا ، الممسوح بالروح القدس، المسيا المنتظر المخصص لعمل الخلاص
ابن الله الوحيد : -
" مونوجنيس ": أى وحيد الجنس فريد فى بنوته ومع أنه مولود فى السماء إلا أنه إله
وقد أتعب ذلك الهراطقة كثيراً: هل هو إله أم الله؟ خالق أم مخلوق؟
إله أى أن هناك آلهة كثيرون، وإن لم يكن خالق فهو مخلوق وأريوس قال عنه إله مخلوق وهذا يعنى أنه هناك آلهه كثيرون
لكنه صار إبناً لأجل خلاصنا لأنه مشتهى وفرح الأجيال– مشتهى محبه الآب
أحد الهراطقة وهو سابيليوس ذكر فى هرطقتة (أن الله واحد أخذ شكل آب فى العهد القديم، وتجسد وصار إبنأ فى الفداء، والروح القدس يعمل الآن فى الكنيسه فهى ثلاثة وجوه لإله واحد) وقد شجبته الكنيسه وحرمته فى مجمع القسطنطينية سنــــ381م
نحن نؤمن بثلاثة أقانيم لكن ما معنى كلمة أقنوم فهى غير وارده باللغة العربية ؟
لكن أقنوم كلمة سريانية دخلت إلى العربية وتعنى قائم بذاته مرتبط بأخر مثلما نقول أنأ وأنتَ وأنتِ إنسان هل إنسان واحد أم أثنين أم ثلاثة؟ بل واحد
الإنسان له جسد أى كيان، وله أيضاً عقل، وله أيضاً روح والثلاثة مرتبطين بعضهم بعضاً ولكن كل منهم قائم بذاته جسد– عقل– روح
ولو أن الله سٌُر مكنون لايستطيع العقل البشرى أن يدخل إلى داخله أو يَحُدْ مفهومه وإلا لن يكون إله فى هذه الحالة إن وُِضع تحت الميكروسكوب بل سيكون خلية ولكن إله تعنى أنه فوق الإدراك لأنه حتى فى الأبدية فإننا لن نكتشف فيها كل الإله
وأي أمثلة تُذكْر عن الثالوث فهى لا تعبر عنه مائة بالمائة فعندما نقول أن الشمس ترسل شعاعاً ، وتنبثق منها الحرارة (أى قرص وضوء وحرارة) إلا أن هذا المثال لا يعتبر مثالاً كاملاً وإن كان يوصل إلينا الفكرة بطريقة بسيطة نستطيع إدراكها عنه لكنه متفرد وإلا لن يكون إله
الله له خاصيته الأبوة والبنوة والحياه : ففى مثل الكرامين "أرسل ابنى الوحيد "( لو 20 : 13 ) والله يقول " أرسل كلمتى تفعل إرادتى " لأن إرادته واحدة مع إراده الآب ونحن نرسل كلمتنا إلى البعض لكى ُنفهم ونتواصل
أيضاً عندما صّلَى الإبن فى بستان جسيمانى ( مت 26- 36 ) فيقولون صّلى فهو إذن عبد لكن يحدث كثيرأ أن أتحاور مع نفسى وأن أفكر بينى وبين نفسى فمنذ الأزل كان هناك فكر وعلاقة وِصلَة بين الثالوث القدوس المحبة ليست جديدة على الله أصبحت فيه بعد خلقته للبشر وإنما كان هناك حب منذ الأزل بين الثالوث الأقدس فى أقانيمه الثلاثة وكان هناك حديث بينهم وهذه ليست بمشكلة أن يحادث الآب الإبن فهما لاهوت واحد
وكلمة إبن لا تعنى توالد جنسى فالكلمة بنت الشفتين، وهى بنت العقل، ونحن أولاد النيل، وأبناء مصر وغيرها من العبارات المتداولة ولكن هل هذا يعنى بنوة جسدية ؟
مثل الشعاع المرسل من قرص الشمس وهو لا زآل فيها، والفكر الذى ُيَوَلّد كلمة والكلمة لا زآلت داخل العقل، وليس هناك زمن بين الآب والإبن بمعنى أنه لم يكن هناك وقت كان فيه الله بدون عقل أو روح كما أنه لا توجد شمس بدون شعاع، أو فكر بدون عقل فالثلاثة أقانيم قائمون معاً منذ الأزل وهو الإبن الوحيد الجنس لأنه لا مثيل له هى بنوة فائقة المعرفة من نفس الطبيعة والجنس كلنا أولاد الله بالمعمودية ، حتى الملائكة يقال عنهم أولاد الله بالخلقة ، وقيل للقضاة فى الزمن الماضى " أنا قلت أنكم آلهه "لأنهم أخذوا حق الدينونه من الله وحق الحكم من الله وآلهة أى متسلطين لكن هناك فرق بين الإبن الوحيد الجنس وبين بنوتنا بالنعمه، فهذا تفضل إلهى نحن لسنا أولاداً بالطبيعة والجوهر لكن الإبن الوحيد هو من طبيعة الله الآب لم يتجسد مثل الشمس فهى لا تنزل على الأرض بل ترسل شعاعها انا لا أحمل عقلى وأعطيك إ ياه حتى تفهم ما بداخلى أو ما أريده بل إننى أجعل الفكرة التى فى عقلى تصلك بالكلمة وهى لازالت فى عقلى
هو موجود فى السماء ومتجسد على الأرض، أما الروح فلم يولد لأنه لم يتجسد لكنه منبثق من الأب
الإبن تجسد من الروح القدس ومن العذراء مريم إذا أخذ جسدأ منها لكى يكون ظاهرأ لنا جميعأ ونراه ، والإبن أرسل الروح القدس للكنيسة
إذن هناك علاقة فريدة فى الثالوث الأقدس الإبن كلمه الآب وحكمته وحامل سلطانه وقدرته فى أوج كمال الآب فى البدء كان الكلمة ، وبه خلق العالمين إذ قال ليكن فكان بقدرته وحكمته من وقت أن قال ليكن نور إلى وقت أن أخذ جسدأ من العذراء وأتم الفداء
اليوم السادس كله هو من وقت خلق آدم إلى وقت تجديد الخليقة فى المسيح
لذلك يقول المسيح " قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن "
وأيضاً قال "ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر" (مت 28: 20)
من الذى يستطيع ذلك ؟ اليهود لم يفهمونه وأمسكوا به لكى يرجموه وقالوا عنه أنه يجدف
من الذى يستطيع أن يقول " كل ما تطلبونه فى الصلاة بإسمى تنالونه " (يو 16 : 23 )
ومن الذى يستطيع أن يقول " إن أجتمع إثنين أو ثلاثه بإسمى هناك أكون فى وسطهم " هذا الكلام لم يقله لتلاميذه فقط أو فى أرض فلسطين فقط بل للعالم كله وإلى يومنا هذا
بولس الرسول يقول فيه خلق العالمين كل ما فى السموات وما على الأرض وما تحت الآرض ومن الذى قيل عنه أنه "أمس واليوم وإلى الأبد"
الله خلق الإنسان على صورته بمعنى أنه أعطاه حكمته وسلطانه، وأعطاه نعمة البنوة، ولكن سقط هذا الإنسان فمن الذى ُيْرجِعه إلى رتبته الأولى وهناك من يقول انه كان من الممكن أن يلقن آدم عدة كلمات فيتَُوب به لكن هل كلمات التتويب هذه تُصلح ما فسد بين الله والإنسان ؟ وهل هذه الكلمات تفدى الإنسان من عقوبة الموت ؟ أو هل تجدد طبيعة الإنسان مرة أخرى ؟ لايحدث ذلك
هناك مثال فى العهد القديم عن السيد المسيح أخذه بولس الرسول وذكره وهو ملكى صادق فيذكر عنه " بلا أب بلا أم بلا بدايه أيام " وهو فى ذلك يشبه بإبن الله ( عب 7: 3 )
ولقد أغفل الكتاب ذكر أباه وأمه عامدأ متعمدأ حتى نفهم ونعرف المعنى من وراء ذلك ولو لم يذكرها بولس الرسول ما كنا عرفناها
مولود من الآب وفى الزمن من الروح القدس ومن العذراء القديسة مريم فلا نقول أنه مجرد إله بل هو الله لأن الله عندما يلد يكون من هو فى نفس مستواه أى مساوٍ له لذلك يقول "أنا والآب واحد" وأيضاً حينما ينبثق الروح القدس من الآب فهو إله مساوٍ للآب والإبن نقرأ فى (رؤ3: 14 ) "بداءة خليقة الله" وبداءة أى أرشى وتعنى رأس خليقة الله أو أساس خليقة الله لأن بولس الرسول قال "به خلق العالمين" (عب1: 2)
من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء
وتجسد من الروح القدس ومن العذراء القديسه مريم
نزل من أجلنا وهو فى نفس الوقت فى السماء والسيد المسيح يقول لنيقوديموس :
"ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء" ( يو 3: 13)
هو نزل لكنه لا يحده الجسد نزل لأجل عمل مخصص وهو خلاصنا
تعالوا نلاحظ كل أعمال المسيح من أجل خلاصنا : -
ولادته من أجل خلاصنا ، تعاليمه من أجل خلاصنا، حياته على الأرض من أجل خلآصنا، معجزاته من أجل خلاصنا، آلامه من أجل خلاصنا، قيامته من أجل خلاصنا، صعوده من أجل خلاصنا، تأسيس الكنيسة من أجل خلاصنا، إرسال الروح القدس من أجل خلاصنا، وإعداده للملكوت من أجل خلاصن عشرة أفعال من أجل خلاص جنس البشر
نحن في فترة الصوم، وصومنا وجهادنا يسنده المسيح ، يسندنا صوم المسيح وجهاده، نقول "صام عنا"
كل ما نفعله نحن شبهه الكتاب أنه خرقة طامث لا يُقْبَل لكنه يقبل فى المسيح لذلك شاركنا فى كل شيىء بلا خطيه لكى ما يصير كل ما نفعله مقبول
نرنم فى الصوم قائلين (صام عنا ) وهو أيضا مات عن وقام لأجلن الآب ينظر لصومنا الضعيف ويقبله فى الإبن المتجسد من أجلن السيد المسيح صام وهو غير محتاج للصوم، وصّلى وهو غير محتاج للصلاة، ومات وتألم لكى يدفع عنا الموت ويشاركنا الآلام فتُقبل الآمنا ولذلك فإن نصرة المسيح هى من أجلنا جميع
نقرأ عمق صلاة المسيح فى (يو17) ونحن هل نستطيع أن نصلى بمقدار هذا العمق لكنه صّلى عنا جميعأً ؟
أعطيكم مثالا ً: إنسان ليس معه مال وليست لديه خبرة أو إمكانيات وتشارك مع أخر لديه المال والإمكانيات فلكى تنجح هذه الشركة فإنه لابد له أن يلتصق بهذا الشخص إذن ليست مهارته، ولا معرفته، ولا إمكانياته هى التى تجعل هذه الشركة ناحجه لكن إمكانيات شريكه هكذا كل شخص فينا ليس لديه إمكانيه ولا شطارة ولكن المتمكن الوحيد والشاطر الوحيد هو الله فقط لذلك لمحبته يشاركنا فلنلتصق به
خلقنا على صورته ومثاله: وهذا ليس ترادف أقوال لأن صورته ليست مثاله فصورته تعنى أننا أخذنا الصورة والسلطان والحريه عينه أما مثاله فتعنى أنه يريدنا أن نصير مثله فى التصرف والسلوك لذلك من أين نأخذ هذا المثال إن لم يتجسد هولكى يعطينى هذا المثال لكى أتعلم منه ؟
ثم جاء الشيطان وأغوى آدم وأفسد الصورة والمثال فجذب آدم إلى وحشيته وأبعده عن الجنه التى كان فيها لكن من الذى يصلح هذا المثال ويرجعه لصورته الأولى وإلى الشركة التى كان فيها آدم الذى كان ينغى أن ينمو وينمو يومأً بعد يوم كما سوف ننمو فى الأبديه؟
نزل وصعد إلى السماء فوقنا وكما أننا نرى السماء فوقنا فى كل مكان نذهب إليه ، هكذا هو موجود فى كل مكان
الله لم يره أحد قط ( 1يو4: 13) لايُرَى ولكنه تراءى فى الزمان إتخذ جسدأ لأنه هو كلمة الحيا ة تنازل عن مجده ووضع نفسه وهذا هو المتنازل الوحيد لأنه عندما ينزل رئيس دولة أو ملك فى وسط الشعب يكون هذا تنازل مظهرى لكنه هو تنازل حقأ ووضع نفسه وقال من رآنى فقد رأى الآب لأنه هو الصورة المحسوسة لله
نزل من السماء : السماء من يسمو أو سمو والله هو الوحيد السامى ويريد أن يرفعنا إلى سماه هو يسمو عن إدراكنا لكنه َقرَّب لنا السماء لذلك يقول :
الذى يعرفنى يعرف أبى أيضأ لأنه هو الذى َعرّفنا على أبيه لأنه نور من نور إله حق من إله حق نزل من السماء كإله وصعد إلى السماء كإله ، لكن كإله متأنس فى صعوده حيث أخذ إنسانيتنا معه إلى فوق متحدأً بالجسد الذى أخذه من العذراء لكى يرفع إنسانيتنا تألم وقبر وقام وصعد ليس من أجل ذاته بل من أجلنا
قد نقول أن الموت شىء عادى وهو إله فى تأنسه لكن عظمته رأيناها فى أنه أقامنا معه وأجلسنا معه فى السموات لكى ما يأتى بقذارتنا يرفعها عنا ويصعدنا معه إلى فوق فى السماء أخذ بشريتنا ليصعدها إلى السماء وهو قائم عن يمين العظمة فى الأعالى لكى يشفع فينا فى قوة عظمتة ونكرر مرة أخرى أن المسيح فى كل أعماله التى صنعها فى الجسد من أجلنا دون معونه اللاهوت هو مثلنا ولكنه بلا خطيه " كان ينمو فى الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس " ( لو2: 52)
لذلك كان يجوع ، ويعطش ، وينام ، وغلب سلطان الجسد فى ناسوته وعظمه إلهنا فى تجسده وهذا ما جعل المسيحية متميزه وليس مثل أيه ديانه عظمتها فى الفضائل وهى تعنى كل ما يفضل أو شىء زائد ولكن ليس لدى أحد فضائل ونحن نعيب على الكاثوليك كلمه (زوائد فضائل القديسين )
مثال :ان المحبه وصيه "هذه هى وصيتى أن تحبوا بعضكم بعصأً كما أحببتكم" (يو15: 12) لكن المحبه فى مفهوم المسيح الذى يريد أن يرفعنا إليه هى محبه بذل أن نخسر كل شى وهذه هى المحبة المقبولة ولا تكون محبة بأ قل من ذلك هل نستطيع ذلك المثل العامى يقول :
(إ ن جالك الطوفان حط ابنك تحت رجليك ) هذه هى الإمكانية البشرية
الأديان تحاول أن ترفع الإنسان إلى فوق إلى الله لكن فى مسيحيتنا الله تنازل وهذا لا يتم فهمه بسهولة تنازل هو لكى يرفعنا إلى علوه
إن أحببنا من يحبنا فهو أسلوب بشرى أما بالنسبة للشيطان فلا يحب أحدأ لذلك لا دخل لنا به لكن أن نحب من أجل المصلحه فهذه ليست محبة مسيحية بل محبه عالميه
أن تحب لابد أن تبذل ولو لم نحب على مثال البذل فإلى الآن لم تنسكب محبة الروح القدس فى قلوبنا فالمحبة تعنى البذل وهذا هو المقياس الذى وضعه لنا المسيح
هل نفهم الآن لماذا تجسد المسيح ؟ هل نفهم الآن عظمة عظة الجبل ؟ هل المسيحية لازالت صعبة ؟هى ليست كذلك بالمسيح وبالروح القدس لآن المسيح بتجسده أعطى مفهومأً جديدأً للوصايا التى كانت فى العهد القديم وذلك عندما أوصى فى العهد الجديد بمحبة الأعداء فهل نفعل ذلك ؟ السيد المسيح فعل ذلك بنفسه عندما قال على الصليب
"يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون " (لو23: 34)
الإنسان المسيحي هو ابن المسيح ولو لم يعمل أعمالا ً كإبن المسيح يكون قد أنكر مسيحيته مهما كتب في بطاقته الشخصية أنه مسيحي علامة المسيحية هى محبة الأعداء لأن المسيح أحبنا ونحن خطاه، وبذل نفسه من أجلنا ونحن فى الدرج إلى أسفل
الأم المحبة تؤدب ابنها ومن تدلل ابنها فهى تفسده إذ أحببنا على المستوى البشرى فهى محبة لغرض لذلك لن ناخذ كرامه بدون بذل
السيد المسيح قال كلام صعب نحن نحاول الهروب منه: "كيف تستطيعون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدأ بعضكم من بعض والمجد الذى من الإله الواحد لستم تطلبونه" (يو5 :44 ) من يريد المجد والكرامة هنا على الأرض لايؤمن به لأن المجد منه هو فقط
الشهداء أخذوا اكا ليلهم على هذا المستوى والآباء القديسون الذين جا لوا فى العالم معتازين ومكروبين والعالم لم يكن يستحقهم كانوا أيضأ على هذا المستوى
إذا كنت تريد كرامة وتملُك فأنت لا تبحث على خلاص نفسك المسيح تألم من أجل ذلك لنأخذ تدريب لحياتنا
ابحث عمن ُيضِرَك – وقدم له محبة
ليعطينا الله جميعا هذا المستوى
إذن قانون الإيمان ليس مجرد أقوال وعقائد لذلك رتبت الكنيسة أن نصلى به ثلاث مرات فى عشية وباكر وقبل صلاة الصلح بالقداس الإلهى ليس لمجرد التكرار لكن لكى نعلن إيماننا ضد الشيطان وفى نفس الوقت لكى نعيش هذا الإيمان
ثم أن المسيح أخذ جسداً من العذارء فصارت العذراء أم الله " من أين لى هذا أن تأتى أم ربى إ لىَّ " (لو1: 43)
تجسد من الروح القدس ومن العذراء القديسه مريم
عندما اُُرسِْل جبرائيل الملاك للعذراء قال لها : " الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك لذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى ابن الله " ( لو 1 : 35 )
فى حديث المسيح مع السامرية نقرأ فى أول الإصحاح " إذ كان يسوع قد تعب من السفر " ( يو 4: 6 ) ، وأيضا ً" لأن تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينه ليبتاعوا طعامأ "(يو4:8 ) أى أنه تعب وجاع ثم قال للسامرية " أعطينى لأشرب " ( يو 4 : 7) أى أنه عطش أيض ومعنى ذلك أنه أخذ جسدأ مثلنا يتعب ويجوع ويعطش لم يفصح عن لاهوته ثم جاء فى سن الثلاثين – وإن كان وهو فى سن12 سنة ُبهِتَ المعلمون من فائق علمه (لو 2 : 47)– وأظهر عظمته وقدم نفسه للعالم
نسمع البعض يقول أنه ذهب فى الفترة من 12- 30 سنه إلى الهند وباكستان والتبت لكى يتعلم الحكمة هناك لكن لا يوجد أى سند يؤيد هذه المقولة الخاطئة
جاء فى سن الـ 30 وهى السن التى يستطيع الكاهن أن يخدم فيها ، ولكى ُيظهر للعالم تعمد من يدى يوحنا المعمدان الكاهن والنبى الذى شهد له أمام الجميع وقال له " أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتى إلىَّ فأجاب يسوع وقال له إسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر"( يو 3: 14 ، 15)
هل هذا يعنى أنه ينقصه هذا البر ؟ لا بل قال ذلك من أجلنا اعتمد لأنه سيحمل خطايا العالم كله، ويكمل البر لأنه حامل خطايا العالم كله معموديته وقبل ذلك ختانه هو بدء طريق الصليب والآلآم ، وبدء طريق الموت والقيامه
العذراء مريم أعطت له جسداً عن طريق الروح القدس لكنه صار أيضاً إنسانأ كاملا ً بنفس وروح بشرية إنفصلت الروح عند الموت وإن كان اللآهوت متحدًا بالجسد ونزلت الروح إلى الجحيم وأخرج الذين انتظروا على رجاء والجسد كان فى القبر أيضاً لذلك نقول الحى الذى لا يموت
هو إنسان كامل له مشاعر لكنها منضبطة وغير متطرفة وأعطانا أن تكون لنا هذه المشاعر المنضبطة لذلك عندما نقرأ أنه غضب ، واضطرب ، وإنزعج ، وبكى ، وتألم لايكون صعباً علينا لنفهمه والقديس يوحنا الحبيب إهتم بذلك سواء فى رسائله أو فى إنجيله إذ ذكر المفاعيل الخمسة : غضب ، واضطرب ، وإنزعج ، وبكى ، وتألم
لماذا يُقحم بيلاطس البنطى فى قانون الإيمان ؟ لأن التاريخ شهد ولازال أنه فى عهد بيلاطس البنطى وبمعرفة الدولة الرومانية وواليها بيلاطس البنطى على اليهودية أنه تم صلب المسيح فلا يقال بعد ذلك (ما صلبوه وما قتلوه ) بعد سبعة قرون من هذه الأحداث لأن التاريخ يشهد على عكس هذا القول كما كتب يوسيفوس المؤرخ اليهودى ومن يقول غير ذلك يكون كاذباً، وذكر أيضاً هذا تاسيتوس المؤرخ الرومانى
فالتاريخ شهد أن مسيحنا دخل فى الزمان وإن كان موجوداً فى كل زمان ، وهو الذى قسَمّ التاريخ إلى ما قبله وما بعده وإن كان هو فوق الزمان والمكان فلا يحده زمان ، ولا يحده مكان
الإنسان يحده ماضى وحاضر ومستقبل فاللحظة التي مَرت غير اللحظة الحاضرة أو اللحظة المستقبلة
أما المسيح فقد وُلد ، ونما ، وتنقل ، وعَلّم ، وُصِلبَ ، وتألم ، ومات ، وُقبِر ، وقام فى الزمان دخل ُمبارِكاً الزمان وعَالمَ هذا الزمان ، وصعد
الفداء ليس فقط موضوع الصليب فحسب لكن الفداء يبدأ من وقت البشارة والتجسد لذلك نعطى أهمية لعيد البشارة بدأ هذا الفداء بدأ طريق الصلب جاء ليدفع الدين على الصليب لكى يجدد طبيعتنا الفاسدة ويعطينا طبيعة جديدة فيعبر بنا الفساد الذى حدث للطبيعة منذ سقوط آدم
البشر لازالت طبيعتهم فاسدة لكننا نحن المسيحيين أخذنا طبيعة جديدة لذلك الماء الذى ننزل نحن فيه فى المعموديه ليس ماءً عادياً
الذى لا يؤمن بتحول الخبز والخمر إلى جسد المسيح ودمه هو ليس مسيحياً مهما قال أنه يؤمن بالتجسد لو لم يمكن ممكناً أن يتحول الخبز والخمر ما كان ممكناً للمسيح أن يتجسد
أسوق لكم مثالاً عن الطبيعة الفاسدة : لو أن قطعه من اللحم ظلت خارج الثلاجة وقتاً طويلا ً حتى فسدت هل يستطيع أى علم من العلوم أن يضع طريقة ليخرج الفساد من اللحم ؟! هكذا طبيعتنا فسدت ولا يوجد أحد يستطيع أن يصلح هذه الطبيعه الفاسدة إلا الله نفسه وعندما يصلح هذه الطبيعة هل يكون ذلك عن طريق بضعة كلمات ؟! هناك من يوافق على ذلك بحجة أنه خلق الشىء وقال كن فكان لذلك من الممكن أنه إذا قال لآدم مغفورة لك خطاياك لكانت طبيعته الفاسدة تجددت لكن هذا لو كان ألغى الخليقة الأولى وأماتها جميعها ( مثل الطوفان مثلا ً ) ولم يصبح نوح هو بدء الخليقة الجديدة ثم خلق خليقة جديدة وإذا كان فعل هذا لكان الشيطان هنا انتصر على الله وهذا ما كان يريده الشيطان
لكن الله لديه حل أخر لا يعرفه أحد ولا الملائكة إذ دفع الديون عنا حتى نستطيع أن ندخل إلى قدس الأقداس السماوية الذى كان مغلقاً وفُتح وقت شق حجاب الهيكل إذ ُفتح طريق الأقداس وهنا متى يذكر أن الحجاب إنشق من فوق إلى أسفل (مت27 : 51 ) بينما يذكر لوقا انه انشق من الوسط (لو33– 45) فهل هناك تعارض بينهما ؟ لا لأن الإثنان يكملان بعضهما بعض متّى كان يكلم اليهود أن طريق الخلاص أصبح مفتوحاَ مثلما انشق الحجاب من فوق إلى أسفل أي من السماء للأرض بالمعني الروحي أما لوقا فكان رجلا ًتاريخياً مدققا ً
كان صعود المسيح بجسد إنسانيتنا دخوله لمحضر الآب وجلوسه عن يمينه مكان العظمة هو صعود للإ نسانية وجلوس فى العظمة لنا نحن فهو فى العظمة كل حين
ونكرر مرة أخرى أنه عبر على كل مراحل البشر : ُحبِلَ به ، ُولِد ، عاش طفولته ، رضع من ثدى أمه ، عاش شبوبيتة فى سن الـ 12 ، ُجِرّب ، عاش رجولة كاملة إتُهِم، تمم أعمال الخدمة كلها إذ كان يجول يصنع خيراً، تألم ومات وُدفن وقام ، وتقابل مع كل نماذج البشر:
ذو العاهات– الملتويين والمتلونين– المعارضين والمجابهين الخطاة والخونة– المسكونين من الأرواح الشريرة– دخل ُعْرس وشارك الموتى وتقابل مع شياطين وحكام - مع صيادين وعشارين– مع كتبة وكهنه وانتصر على الشيطان والأمراض والآلام والموت
لم يمرض لأنه لم تكن به خطية ، تجسد وتأنس وصلب من أجل محبته الكاملة على الصليب ولم تكن هناك طريقة ليصل بها بين السماء والأرض غير الصليب لكى يصير هو سلم يعقوب ويفتح أحضانه للكل
وبعد كل هذا يقال أن يهوذا هو الذى ُصلب ولكن نرد قائلين أنه ظل ثلاث ساعات على الصليب فهل أمه لم تكن تعرفه أو أن اليهود لم يكونوا رأوه قبل ذلك حتى يقال أنه يهوذا!!
ُصلب المسيح محبة فى الإنسان وهو الإنسان الكامل المسيا الإله المتأنس صار ذبيحة محرقة َتسُّر قلب الله كنائب عن الإنسان نائب عن البشرية التى سحقتها الخطية ُذِبح وصار محرقة
تظل النار تعمل فيها محرقه وقود رائحة سرور للرب ( لا 1 ) فهو لم يكن ذبيحة خطية فحسب بل صار ذبيحة محرقة مقدسة كاملة
تعلم الشهداء ذلك منه وهو الذى قال لنا " من يريد أن يكون لى تلميذاً يحمل صليبه كل يوم ويتبعنى "
على الصليب أظهر حبه للآب، وأظهرت الكنيسة التى هى جسد المسيح هذا الحب
من يقبله يصير واحداً معه ويتحد معه فى ذبيحته وهناك من يقول: لقد تألم ثلاث ساعات فقط لكن هناك من يتألم سنوات وسنوات لكن أقول لهؤلاء أن الإنسان يتألم من أجل خطاياه أما هو فبلا خطيه لكنه حمل كل الخطايا المزرية للبشر وقبل الموت الذى ليس من طبيعته لأنه هو الذى فى حضن الآب كل حين
وعندما يقول على الصليب " إلهى إلهى لماذا تركتنى " فهو يذكرنا هنا بالنبوات التى قيلت ( مز22 : 1) لكن ذلك ليس عن نفسه بل هو يتألم عنا نحن لأنه صار نائباً عن البشرية وليس عن نفسه وعندما يتألم عن عبيده وعن خليقته تصير هنا الآلام مبرحة
نقرأ عن يوليوس قيصر أنه كان أشد ساعة عنده عندما وجد أن أعز صديق له هو الذى يطعنه فما هو الحال بالنسبة للخليقة وإله هذه الخليقة !!
وهناك سؤال : عندما يقال فى موضع
" الرب اقامه، وفى موضع اخر اقيم من الاموات "
هل هو قام بسلطان لاهوته أم أن اآاب أقامه ؟
قيل فى القيامه : الأب أقامه : لم يستخدم هنا لاهوته فى الحفاظ على ناسوته كان من الممكن ان يرفع احساس الآمه عنه لكنه تألم الاماً حقيقيه وليست خيالاً الآب قدمه لأنه كان ممثلا للبشريه وهو اقيم من الاموات لأنه أيضاً كان ممثلا للبشرية
وضع نفسه وأطاع حتى الموت ولكن لآنه حمل بشريتنا لم يدع لاهوته يحيى ناسوته ، ولم يدع لاهوته ينجيه من الآلام او الجوع أو التعب أو العطش ، ولم يدع لاهوته بحميه من الموت هو دخل انسا نيتنا وصار وعاش بها كما ينبغى لنا نحن ان نعيش
تحمل وفدَى البشرية حتى عندما يأتى ليدين هذه البشرية لأن الدينونه دُفِعتَ للابن (يو5: 22) يقول لكل منا لقد أعطيتكم نفسى مثلاً لماذا لم تعيشوا مثلى ؟ أعطيتكم كل البركات وخلصتكم من الضعف ، وأعطيتكم ميلادأ جديدأ ، وأيدتكم بالروح القدس فلماذا لم تتحملوا مثلى ؟ " لأن كل فم يستد أمامه فى الدينونه "
فى الغرب يتساءل كثيرون لماذا تجسد المسيح كرجل ولم يأخذ جسد إمرآه ؟ وهنا من الممكن أن نقول ياأمنا التى فى السموات !! هذا تمييز للرجل عن المرآه
ولكن الإجابة على هذا التساؤل بسيطة وهى أن المرأه اُخذت من الرجل فكل البشرية كا نت فى آدم بما فيها حواء
الذي ليس لملكة إنقضاء
قال هذا دانيال "فأُعِطى سلطانأً ومجداً وملكوتاً لتتعبد له كل الشعوب والأمم والألسنه سلطانه سلطان أبدى مالن يزول وملكوته ما لا ينقرض"(دا 7: 14 )
وقال الملاك للعذراء " ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهايه"
وقال الملاك أيضاً "أيها الرجال الجليليون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء "إن يسوع هذا الذى إرتفع عنكم إلى السماء سيأتى هكذا كما رأيتموه منطلقأ إلى السماء" (أع 1: 11) سوف يأتى ليدين الأحياء والأموات الذى ليس لملكه أنقضاء
الآب غير الابن غير الروح القدس ثلاثة اقانيم اللاهوت واحد لان الآب في الإبن في الروح القدس واقنوم يعني شخص مرتبط بآخر فالإنسان روح ، وجسد ، ونفس عاقلة
الثلاثة مرتبطين بعضهم بعضاً لأنه لو انفصل احدهم تنتهي حياة الإنسان فان فُِقدتَ روحه إذن أصبح ليس له عقل يدرك به بل جسد ينزل به إلي التراب
السيد المسيح قال بفمه الطاهر " اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والآبن والروح القدس " ( مت 28 : 19 ) لم يقل بأسماء الآب والآبن بل باسم
كل اقنوم له وظيفة قائمة بذاتها وظيفة الروح القدس انه واهب أو مصدر الحياة
" روح الله كان يرف علي وجه المياه " ( تك 1 : 3 ) المياه في العهد الجديد هي مياه المعمودية والروح القدس عندما يرف علي مياه المعمودية يلد لكن عندما تُرسْمَ الأعضاء به يحل ويستقر ويثبت ويشكل في حياة الإنسان الروح القدس واهب الحياة واهب المواهب منبثق من الآب الآب هو المصدر يلد الشعاع يلد الإبن بل النور ويرسله إلي العالم
علاقة الثالوث القدوس أزلية قبل كل الدهور علاقة في داخل الوحدة الثالوثية
الروح القدس كان يحل علي الأنبياء في العهد القديم ، وفي العهد الجديد يحل أيضا علي التلاميذ لكي يكرزوا وأيضا يكتبوا ، ويحل في الكنيسة ليعطي مواهب مختلفة وثماراً مختلفة لكل شخص
الإبن تجسد من الروح القدس ومن العذراء، والروح القدس مُرْسَل من الآبن الآب ولد الإبن وأرسل الروح القدس من خلال الإبن لولا الإبن ماكنا أخذنا الروح القدس وماكنا أخذنا مواهبه ولا أسراره
الكاثوليك قاموا بإضافة عبارة "منبثق من الآب والإبن" في القرن الحادي عشر أي بعد أكثر من 5قرون من المجامع المسكونية
في ( يو 15 : 26 ) " روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي "
بداءة هذه الهرطقة في القرن السابع الميلادي ( أي أنهم ظلوا حوالي 4 قرون في الأخذ والرد ) إذ حاول الاريوسيون دخول أسبانيا فقاومهم الأسبان ولتأكيد ألوهية الإبن تمت إضافة هذه الجزئية وكان هذا هو السبب في انشقاق الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وتضم الاروام والروس
الكنيسة منذ عهد الرسل وحتى سنة 351 في مجمع خلقيدونية كانت كنيسة واحدة
الانقسام الأول : كان بسبب اعتقاد الجماعة اللاتينية بطبيعتين في المسيح
الانقسام الثاني : في القرن الحادي عشر سنة 1060 بسبب موضوع انبثاق الروح القدس ، وموضوع آخر هو المطهر ، وموضوع ثالث هو أنهم ادخلوا في الكنيسة الكاثوليكية التناول بالفطير
الانقسام الثالث : ظل الوضع هكذا حتى القرن السادس عشر حيث حدث انشقاق البروتستانت بسبب موضوع صكوك الغفران والمطهر
سفر أعمال الرسل يسمي سفر عمل الروح القدس وبنوتنا للآب هي من خلال عمل الروح القدس وهذا ما قاله السيد المسيح " يأِخذ مما لي ويعطيكم " ممالة من خلاص وفداء ويعطين
الآب مُحِب ، والإبن محبوب ، والروح القدس روح المحبة الروح القدس يلدنا في المعمودية ويعطينا المواهب ويعلمنا
السيد المسيح لم يكتب كتاباً لكن بطرس الرسول يقول " تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس (2 بط 1 : 21) هؤلاء القديسون هم الذين كتبوا لنا عن المسيح
الله يحب أن يعمل البشر في الكرازة ، وفي الكتابة ، وفي الأسرار المقدسة وهذه الأسرار جميعها مقدسة بواسطة الروح القدس (سواء معمودية أو ميرون ، أو اعتراف أو تناول أو مسحة مرضي أو كهنوت أو زيجة )
عندما كان الإبن في نهر الأردن حلَّ عليه الروح القدس مثل حمامة لكي ما نعرف نحن عمل الروح القدس في العهد الجديد ذلك علي الرغم من أنه والروح القدس واحد ولكن لكي نعرف أن معموديتنا نحن ايضاً هي بالروح القدس نحن نأخذ الميلاد الجديد بالروح القدس وهو يعطينا شركة مقدسة مع الله ، ويعطينا ميراث الملكوت، ويشفع فينا ويعلمنا
لذلك هناك عيد سيدي كبير للروح القدس مثل عيد الميلاد ، وعيد القيامة يسمى عيد البندكستي أو الخمسين
ونحن نسميه روح الله القدوس وكما قال عنه السيد المسيح " روح الحق الذي من عند الاب ينبثق " المسيح هو الحق والروح القدس هو روح الحق وروح الحقيقة
نحن خُلِقْنا كبشر علي صورة الله ومثاله لكن كيف نتحول إلي هذا المثال في العهد الجديد ؟
كان من المفروض أن يتحول آدم بالعشرة إلي مثال الله نحن لنا هذا الحق أن نتحول إلي مثال الله
تماماً مثل الطفل كلما عاش مع أبيه فهو يتشكل حسب صفات أبيه وأفكاره وتصرفاته كل هذا ينتقل إليه من خلال العشرة معه هو صار ابناً للإنسان لكي نصير نحن أولاد الله عن طريق الروح القدس الذي يشكلنا لنصير علي مثال الآب
سؤال نتساءله جميعاً : هل نحن نسمح للروح القدس كل يوم لكي يشكلنا ؟ هل نحن كل يوم نقترب من تلك الصورة عينها كما من الرب الروح كما يقول بولس الرسول ؟
هل نحن نقترب من هذا المثال من هذه الصورة الإلهية ؟
إن كنا ضعفاء فالروح سوف يقوي ضعفنا لذلك مهم جداً أن نصير عجينة طَيَّعة في يد الروح القدس
سؤال آخر : لماذا يقول المسيح أن الذي يجدف علي الإبن يُغْقَر له أما الذي يجدف علي الروح القدس فلا يُغْقَر له لا في هذا الدهر ولا في الدهر الأتي ؟ هل هذا يعني أن الروح القدس أعظم من الإبن ؟
إن كان من جهة الجسد فالمسيح الابن اخذ جسد إنسان بشري من الروح القدس والعذراء لكن لا ننسي أيضا أن الروح القدس هو الذي ينقل لنا نتائج عمل المسيح الخلاصي ينقل لنا هذه الطبيعة الإلهية ، لذلك الذي يتجاوب مع عمل الروح القدس يصير ابناً للأب إذ يصير صورة للابن إذ يكون مهيئاً قلبه للروح القدس فيعطيه من مواهبه ومن أسراره ومن التشكل بالمثال (الإبن) ، ومن كل ثمار الروح القدس بولس الرسول يقول نسعى نحو مواهب الروح القدس لكن بالأكثر إلي ثمار الروح القدس وبالأكثر إلي راس هذه الثمار وهي المحبة
الإنجيل مكتوب بالروح القدس والذي يرفض كلام الإنجيل ويسير حسب مزاجه فإنه يكون بذلك رافضاً للروح القدس لذلك نقرأ في أعمال الرسل عندما كذب حنانيا وسفيره قال لهما بطرس "أنتما لم تكذبا علي الناس بل كذبتما علي الله كذبتما علي الروح القدس" ( أع 5 ) وهذا الكذب يعني انه ليس في الإنسان ثمار الروح القدس فلا يسمع لصوت الروح وكل واحد منا يعلم جيداً في داخل قلبه إن كان مستقيماً أم لا " ليكن كلامكم نعم نعم لا لا وما زاد علي ذلك فهو من الشرير " (مت5 : 37 ) أي انه ليس من روح الله بل من الروح الشرير
"طوبي لمن لا يدين نفسه فيما يستحسنه"(رو14: 22) فيما يستحسنه هنا تعني فيما يستحسنه علي ضوء كلام الكتاب المقدس وليس علي ضوء ذاته لذلك نقول دائماً حينما نقرأ في الكتاب المقدس نطلب إرشاد الله أولا ونطلب إرشاد الروح القدس فيما نقرأ
لكي يُفِهمنا الروح ما نقرأه ويعطينا قوة لتنفيذ ما نقر
الروح القدس موجود في كل مكان " أين اذهب من روحك " ( مز 139 : 7 )
الروح القدس يقوي " لكي يعطيكم أن تتأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن " ( أف 3 : 16 )
الروح القدس يبكت " ومتي جاء ذاك يبكت العالم علي خطية وعلي بر وعلي دينونة " ( يو 16 : 8 )
الروح القدس يغفر " لكن اغتسلتم بل تقدستم بل تبررتم باسم الرب يسوع وبروح إلهنا " (1كو6: 11)
الروح القدس يعزي ويعلم " أما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم " ( يو 14 : 26 )
ونحن نسمي الروح القدس المعين والمرشد والشفيع وهو باراقليط أي الروح المعزي الإخوة غير المسيحيين يخلطون بين هذه الكلمة "باراقليط" وبين الكلمة اليونانية (بيراقليطس) ويقولون عنها أنها تعني أحمد أو محمود ولكن ليست هذه تدل علي احمد أو محمود لان الروح القدس يشهد للمسيح" يأخذ مما لي ويعطيكم "هكذا قال المسيح وأيضا قال "لا تبرحوا أورشليم حتى تلبسوا قوه من الأعالي" وبعد عشرة أيام حلَّ عليهم وشهدوا له
في ( رو 8 : 26 ) : " وكذلك الروح أيضاً يعين ضعفاتنا لأننا لسنا نعلم ما نصلي لأجله كما ينبغي ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها "
ونذكر هنا أهمية صلاة المزامير التي يحاول الشيطان إبعادنا عنها لان هذا الكلام الذي شهد به المسيح عن المزامير " قال داود بالروح القدس " وعندما نصلي بالمزامير فإننا نصلي بكلام الروح القدس ، والشيطان يريد إبعادنا عن هذا الكلام بالتحديد لأنه يعرف قوته ويخاف منه لذلك بولس الرسول يقول " متى اجتمعتم فكل واحد منكم له مزمور " (1كو 14 : 26 ) ولذلك يذكر بولس الرسول ايضاً في ( 1 كو 12 ) إن مواهب الروح مختلفة ، وثمار الروح مختلفة لأننا نكمل بعضنا البعض ، ونتمم احتياجات بعضنا ونحترم بعضنا البعض لان لكل واحد منا موهبته الخاصة
الإيمان أساساً هو الإيقان بأمور لا تُرَي أمور غير منظورة ولكن الكنيسة منظورة فهي مبني ومُصَلَّين فما دخل الكنيسة بقانون إيماننا ؟
الكنيسة تشهد لله غير المنظور الله لم يره احد قط إلا في المسيح ، والكنيسة عروس المسيح وكل شخص منا يقول عنه بولس الرسول "خطبتكم لأقدم عذراء عفيفة للمسيح "
الله الذي لم يره أحد قط صار محسوساً بالجسد في المسيح لاهوته غير منظور مختفي في الجسد ومختفي في الكنيسة يظهر فينا عملياً إذن الكنيسة سرُُ غير محسوس حقاً هي مبني وهي كهنوت ، وهي تعليم وأسرار لكن كل هذا غير محسوس إلا فينا كجماعة مؤمنين
هذا المبني يحدث فيه شئ سرَّي هو عمل الروح القدس في الأسرار وفينا لذلك يدشن الميرون هذا المبني يجتمع فيه الناس مع الله فالكنيسة جماعة المؤمنين لكنها ايضاً جسد المسيح السرَّي
المسيح الرأس ونحن كلنا أعضاء في جسد المسيح لذا نقول أن الكنيسة فوق التاريخ وفوق الزمن الكنيسة لها تاريخ في الزمان لكنها فوق التاريخ وفوق الزمان لأنها تجمع كل الذين سبقونا في نفس الإيمان والي آخر الدهور ونقول ليس هو موت لعبيدك بل هو انتقال كل الأعضاء منذ ادم حتى آخر إنسان هم في وحدة إلهية واحدة لذلك عندما يقول بولس الرسول "أنتم هيكل الله "لم يقل" أنتم هياكل الله" فكلنا هيكل واحد لله الكنيسة فوق التاريخ وفوق الإداريات لأنها ليست مؤسسة ُتدَار بأي رئاسة من الرئاسات فالكنيسة لها رأس واحد هو المسيح كل الخدام في الكنيسة يعملون تحت إمرة هذا الرأس ولمجد هذا الرأس ونحن نري الآب البطريرك عندما يسجد لأجساد القديسين ذلك لأنهم جميعاً تحت هذا الرأس الواحد الذي هو المسيح لهم مجد المسيح الذي للآسف الشديد لا نشعر به في حياتنا
الله وضع نظاماً في العهد القديم توارثناه عن طريق الأنبياء لأجل خدمة الله ثم جاء الله وكشف لنا ذاته في تجسده ، ويكشف ذاته من خلال الكنيسة
من الممكن أن اقرأ الكتاب المقدس في المنزل لكن إن لم أفسره من خلال الكنيسة هنا ممكن أصل إلي إيمان مغلوط غير مقدس وغير إلهي وإلي إنحراف لذلك لابد أن نقرأ الكتاب المقدس من خلال تفاسير الآباء وبذلك نتحكم بحكمة الآباء
لذلك وضعت لنا الكنيسة أن يُقْرأ السنكسار بعد كل الرسائل لكي نري فيه الكنيسة المُحِبة في قديسيها والكتاب المُعَاش في قديسيه فكل قديسي الكنيسة عاشوا بهذه الأقوال المقدسة ليتنا نحيا مثلهم إذن الكنيسة فوق التاريخ وفوق الإداريات
ونحن نري كنائس عدة من حولنا لكنها جميعاً ذات إيمان واحد تعبد اله واحد هو إلهنا الحقيقي وهناك جماعات كثيرة تسمي نفسها كنيسة حتى أنه هناك كنيسة للشيطان لكن الكنيسة تعني مجتمع ، ومجتمع الكنيسة المسيحية هو المجتمع الذي يؤمن بالمسيح ويعبد المسيح، ويتبع المسيح، وينفذ كلام المسيح
إذن الإيمان مرتبط بكنيسة واحدة ، لذلك نحن نؤمن بكنيسة واحدة تماماً مثل أي بيت له أب واحد وأم واحدة
لذلك القديس يوحنا ذهبي الفم يقول ( الذي ليست الكنيسة أمه لا يكون الله أباه )
نحن نؤمن بأب واحد ، وبرب واحد ، وبابن وحيد واحد ، وبروح قدس واحد ، وبكنيسة واحدة ، لذلك كلنا هيكل واحد للروح القدس وجسد واحد للمسيح أب واحد لجميعنا وكنيسة واحدة وأم واحدة لجميعنا
هدف الكنيسة هو أن تجمع أولاد الله إلي واحد والي هذا الإله الواحد فقط فالكنيسة ليست مكان اجتماعي ولا ثقافي حقيقي قد يكون هناك نادي داخل الكنيسة لكن المسيح يكون وسط أعضاء هذا النادي فمعني الكنيسة هو تحقيق الشركة مع الله ومع بعضنا البعض هذا هو الهدف الأساسي للكنيسة حتى نصير أولادا لأب واحد ، وإخوة لابن واحد ، ولنا روح واحد ، ولنا شركة بالروح القدس
تجمع كل الشعوب والأمم والثقافات هي ليست كنيسة عنصرية وكما نقرأ في سفر الرؤيا " من كل الأمم والقبائل والشعوب والالسنة " ( رؤ 7 : 9 )
إن كنا نجتمع في مبني الكنيسة فان ذلك لتحقيق هذه الشركة الحلوة معاً شركة الفرح في المسيح وشركة الروح الواحد والخلاص بالمسيح ، شركة التعليم الواحد في المسيح هكذا نصير فعلاً منفذين وصايا المسيح عن طريق الكنيسة نعبد المسيح الواحد في الكنيسة لذلك الذين يتبعون الشيطان ويسمون أنفسهم كنيسة هؤلاء لا يعبدون المسيح
الإنسان الذي يبعد ذاته يصير رافضاً للمسيح لأنه لا توجد إطلاقاً انفرادية وانعزالية داخل الكنيسة ليس هناك من يسلك حسب ما يحلو له لذلك إن لم يعرف الإنسان كيف يتنازل فهو يرفض الكنيسة لان الكنيسة جسد واحد الرسل لم يكن لكل منهم تعاليمه الخاصة لذلك نجلس جميعاً تحت تعاليم الرسل وبطرس الرسول يذكر في رسالته " كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس" ( 2 بط 3 : 15 ) إذن لا يأخذ احد آية ويستند عليها بتفسير خاص به لكن الكنيسة تطلب منه أن يرجع إلي تعاليم الرسل ، والآباء الرسوليين ، وتعاليم آباء الكنيسة ولا يخضع لآية واحدة حتى لا يبعد عن هذه التعاليم
ما حدث مع المنشقين أنهم فسروا الآيات تفاسير خاصة بهم
أتذكر أثناء وجودي في احد المطارات أن جاء شخص يقول أن بولس كان رجلاً شاذاً جنسياً إذ كان لديه هذا الإحساس باطنياً لأنه كتب ألا يكون هناك اجتماع بين رجل ورجل أو بين امرأة وامرأة وفي مرة أخري سُئِل احد الكهنة عن الجماعة المثليين وعن خطية سدوم وعمورة وهي اللواط ولذلك سمي اللواط نسبة إلي لوط ولكنه ذكر أن خطيتهم هي عدم المحبة لأنهم رفضوا أن يستضيفوا الملاكين تفاسير خاصة انتهي بها الأمر إلي إنكار الأسرار وهناك جماعات مختلفة من هؤلاء منهم السبتيين والمورمان وجماعة شهود يهوه وغيرهم هل نقول عن هؤلاء أنهم كنيسة وان لهم إيمان واحد؟ إطلاقا لان تعاليمهم تعاليم خاصة غير مرتبطة بالكنيسة الواحدة علي الإطلاق
تجسد المسيح من اجل أن تكون لنا شركة مع الآب ومع ابنه في الجسد الواحد ، وهدف المسيح إنشاء الكنيسة الواحدة التي هي عروس المسيح
المسيح له كنيسة واحدة تقاد بالروح القدس ويعمل فيها الروح القدس يطهر أفرادها ويغذي أفرادها كما تغذي الأم أولادها يغذينا بأسرار الكنيسة ولذلك فالكنيسة إعلان الهي سماوي في وسط العالم سواء بمبناها أو بكهنوتها أو بأفرادها هي إعلان الهي بأسلوب إنساني تماماً كما تجسد المسيح الإله وصار إنسان ثم هي إعلان الهي في الإنسانية بالأسرار بالصلاة بالبخور بالكلمة بالأيقونة وباللحن بأنواعه سواء فرايحي أو حزايني أو شعانيني أو سنوي ثم بالتسبيح كل هذه الأمور السبع
المسيح رُؤِى ، وسُمع ، ولُمِس وهذا قاله يوحنا الحبيب " الذي رأيناه الذي شاهدناه ولمسته أيدينا ( 1 يو 1 : 1 ) وهذا حدث عندما أخذ جسداً فسمعناه ورأيناه ولمسناه وإذا كان قد أُدْرِك بالحواس نحن ايضاً نستطيع أن ندركه ونتلامس معه بالحواس كيف ذلك ؟ بالأمور السبع السابقة في كل تعليم في كل قراءة في كل صلاة في كل بخور في كل أيقونة وفي كل تسبيح ولحن نتلامس معه فالمسيح موجود في الكنيسة في هذه الأمور السبع نتلاقى معه في الأسرار وكان ذلك مع الرسل حيث كانوا يلتفون حول تعاليم الرسل وكسر الخبز وكلمة الله ( أع 2 : 43 )
نتلامس مع المسيح في أي سر من الأسرار السبعة ، لذلك فمن ينكر الأسرار إنما ينكر تجسد المسيح لابد أن نستشعر بالمسيح المتجسد وإلا أصبحنا لا نؤمن به أو بالاتحاد به فلا تخدعنا التعاليم الخادعة بل نتعلم كيف نميز بينها وبين التعاليم الصحيحة
الله قال في العهد القديم "لا تصنع لك صورة مما في السماء من فوق وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض" (خر 20 : 4 ) وكان هناك صور كاروبيم في خيمة الاجتماع وعلي تابوت العهد ! لكن لم تكن هناك صورة لله ذلك لأننا لم نر صورة الله إلا في المسيح فالله لم يكن ظهر في الجسد
بولس الرسول يقول "وأما انتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفرادا" ( 1كو 12 : 27 )
ونعترف بمعمودية واحدة لمغفرة الخطايا
" من امن واعتمد خلص ومن لم يؤمن يُدَن "( مر 16 : 16 ) ونحن نؤمن بالمعمودية بالتغطيس " مدفونين معه في المعمودية التي فيها أقمتم أيضاً معه "( كو 2 : 12 )
وهناك قصة معروفة عن الأميرة التي كانت قادمة لتعمد أولادها في الإسكندرية وأثناء سفرهم في البحر هاجت الأمواج والرياح فخافت من الغرق فجرحت صدرها وأخذت من الدم ورشمت أولادها به وحدث أنهم نجوا جميعاً وعندما جاءت إلي البابا بطرس الأول ليعمد الأولاد كانت تتجمد مياه المعمودية كلما قام بتغطيس احدهما فيها وحكت له عما حدث لها أثناء رحلة سفره
هي معمودية واحدة لمغفرة الخطايا ونحن نعمد الأطفال رغم إنهم لا يعرفون شيئاً عن المعمودية أو عن قوتها ومفاعيلها
بطرس الرسول يقول "الموعد لكم ولأولادكم" (أع2 : 39) إذن لابد من تعميد الأطفال الطفل عندما يولد لا يعرف شيئاً عمن يكون وكيف جاء وهذا رداً علي من يبقون علي أولادهم دون عماد حتى يكبروا ليفهموا والسيد المسيح قال " اذهبوا تلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس وعلموهم جميع ما أوصيتكم به " (مت 28 : 19 )
تلمذوا : عن الكبار ، وعلموهم : عن الصغار
لذلك المسئولية كبيرة علي الوالدين الذين يكونوا أشابين لأولادهم فالله لن يسألهم من تعليمهم أو طعامهم أو ملبسهم بل سيسألهم هل علموا أولادهم كيف يسلكوا في طريق الخلاص لان هذا هو الذي سيصل بهم إلي السماء وليس الشهادات الأرضية نحن نولد في المعمودية كأولاد لله بعد مغفرة الخطايا
وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الأتي آمين
ننتظر مجئ الرب لذلك فالكنيسة تتجه إلي الشرق لأنها تنتظر مجئ الرب
" لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلي المغارب هكذا يكون ايضاً مجئ ابن الإنسان " ( مت 24 : 27 ) هو يظهر من المشارق ونحن ننتظر سرعة مجيئه
اروي لكم الآن مثلان :
المثال الأول : في احدي البلدان وحتى يتجدد الدم في عروق الدولة اتُفِق أن كل رئيس يمسك زمام الأمور بالدولة لمدة سنتين فقط وبعد ذلك يرسلوا هذا الحاكم إلي جزيرة نائية بعيدة ثم يختاروا شخصاً آخر وهكذ ظل الأمر هكذا حتى جاء حاكم ظل يستقصي ويبحث حتى وصل إلي ما يخبئه النواب من أمر الجزيرة وكان شغله الشاغل طيلة السنتين أن يجهز الجزيرة لتصبح صالحة لوجوده بها
هل نحن نجهز لموطننا الجديد في السماء ؟ هل ننتظر المجئ الثاني أم أن لنا أهدافا أخري؟ لو أن هذا الحاكم كان مثل الباقين منشغلاً بشئون الرئاسة العالمية لكان مصيره مثل من سبقوه
المثال الثاني: عندما يريد شخصاً ذو مركز عالي تقديم هدية هل هذه الهدية تناسب مقامه العالي الرفيع أو يختارها مناسبة للشخص الذي يهديه إياها وهو بالطبع اقل منه مركزاً ؟
طبيعي انه سيقدم هدية تتناسب مع مركزه الرفيع ومقامه العالي
الله مقامه كبير جدا جداً وعندما يقول " اقترب منكم ملكوت السموات " فهو يعني أن السماء نزلت إلينا لترفعنا اليه ونقول عن العذراء سماء ثانية، وأيضا عن الكنيسة لذلك نحترس ونوقر تواجدنا في الكنيسة وهيكلنا المقدس الذي هو هيكل للروح القدس وكما يقول بولس أأخذ أعضاء المسيح واجعلها أعضاء زانية حاشا " (1كو6 : 15 )
أن كنا نترجى قيامة الأموات ونعلم جيداً أن هناك قيامة وهناك حساب في هذه القيامة إذن لنتحرس من الوقوف أمام كرسي الديان العادل
السيد المسيح كشف للمرأة السامرية ما بداخلها (يو4) وقال لمريض البركة "لا تعود تخطئ لئلا يكون لك أشر" (يو5 : 14)
لذلك لا نختلق أعذاراً أو مبررات لاخطاءنا بل نراجع أنفسنا ونحارب كل أفكار شيطانية
قانون الإيمان نردده ونصلي به ثلاث مرات في القداس الإلهي : في باكر ، وقبل تقديم الحمل ، وقبل صلاة الصلح لان كل كلمة فيه هامة جداً لبنيان حياتنا
قيامة الأموات تفرز من هم للمسيح ، ومن هم ليسوا للمسيح بين المقبولين وبين المرفوضين " نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء وهكذا نكون كل حين مع الرب " ( تس 4 : 17 )
هل سنكون من ضمن هؤلاء مع الرب هناك شبع مع المسيح هناك سلام مع المسيح هناك حياة النور مع الله هنا علي الأرض فرص للنجاة لكن هناك لا توجد أي فرص للنجاة بل سيكون من هم نصيبهم البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ومن هم نصيبهم الملكوت الأبدي لذلك نسأل أنفسنا هل اخترنا أن نُمجدَ مع الرب في هذا الملكوت الأبدي؟
ليتنا نكون هكذا دائماً ويكون لنا روح المسيح