يحارب الإسلام فى الغرب معركته لكسب الشرعية والقبول. يشن دعاة الإسلام حملة عنيفة لمحاولة إقناع المسيحيين واليهود أن الإسلام دين سماوى. إنهم يؤكدون أن الإسلام يؤمن بموسى وبيسوع (عيسى)، وأن محمد هو إستمرار للأنبياء، بل هو خاتم الأنبياء جميعاً. بل ويدعون أيضاً أن الكتاب المقدس قد تنبأ عن محمد.
يستشهد المسلمون بعدة نصوص فى كل من العهدين القديم والجديد ليثبتوا بها أن محمد قد تنبيء به فى الكتاب المقدس. ولكن بالفحص الدقيق لهذه النصوص نجد أنها لا تنطبق على محمد. إنها عادة تشير إما إلى يسوع أو إلى الروح القدس. وإليك أكثر هذه الشواهد استعمالاً:
فى العهد القديم: "يقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك من إخوتك مثلى، له تسمعون. أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك وأجعل كلامى فى فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به". تثنية 15:18 و18
لا يمكن أن ينطبق هذا على محمد. فمحمد من نسل اسماعيل، واليهود لم ينظروا إلى نسل اسماعيل على أنهم "إخوة". ومن ناحية أخرى فإن يسوع ينطبق عليه التعبير "مثلك" (أى مثل موسى). فيسوع كان عبرانياً كموسى بينما محمد لم يكن كذلك. ويسوع أجرى عجائب ومعجزات كموسى، بينما محمد لم يفعل ذلك، والرسول بطرس أعلن فى العهد الجديد بما لا يترك مجالاً للشك أن هذه النبوة تشير الى يسوع (أنظر سفر الأعمال 20:3-26)
فى العهد الجديد: "ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذى من عند الآب ينبثق فهو يشهد لى". يوحنا 26:15
يقول المسلمون أن الكلمة اليونانية المترجمة "المعزّى" تعنى فى الأصل "الممدوح" أو "المحمود" إشارة الى محمد. حقيقة أن هناك كلمة فى اللغة اليونانية مشابهة فى النطق وتعنى "الممدوح" أو "المحمود" ولكن الكلمة المستعملة هنا فى الأناجيل مختلفة والترجمة الصحيحة لها "المعزّى". هذا يشير دون شك إلى الروح القدس. الروح القدس هو روح بينما محمد كان جسداً. الروح القدس أرسل إلى التلاميذ بينما محمد جاء بعد 6 قرون من موت التلاميذ. قيل عن الروح القدس أنه "يمكث" فى التلاميذ (يوحنا 16:14) بينما محمد لم ير التلاميذ. وقيل أن العالم لم ير الروح القدس بينما رأى الناس محمداً.
يستخدم دعاة الإسلام وسيلة أخرى لمحاولة خلق مناخ من القبول. فهم يؤكدون أن هناك تماثل كبير بين المسيحية والإسلام. وفى هذا الصدد يشير المسلمون إلى أن الإسلام يؤمن بالكتاب المقدس، وبالله، وبيسوع (عيسى)، وبالعذراء مريم، وبالأنبياء، وبيوم الدينونة، وبالجنة.
ولكن الحقيقة أن الاختلاف شاسع بين الإسلام والمسيحية وهو اختلاف لا يمكن التقريب فيه. وهذه بعض الأمثلة القليلة:
إله الكتاب المقدس ليس هو إله القرآن
الله فى الكتاب المقدس هو أب محب الذى مع الإبن والروح القدس هو إله واحد.
• بالنسبة للمسلمين يعتبر مبدأ الإله المثلث الأقانيم كفراً
"لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة ومامن إله إلا إله واحد…" سورة المائدة 73:5
• الله فى الإسلام متغيّر
"ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير". سورة البقرة 106:2
• الله فى الإسلام غضوب
"ولو شئنا لأتينا كل نفس هديها ولكن حق القول منى لأملئن جهنم من الجنة والناس أجمعين". سورة السجده 13:32
• الله فى الإسلام ماكر
"... ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين". سورة الأنفال 30:8
• الله فى الإسلام مخيف
" فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين". سورة التوبة 13:9
يسوع فى الكتاب المقدس يختلف عن عيسى فى القرآن
يسوع فى الكتاب المقدس هو إبن الله الذى مات على الصليب ليخلص العالم. وليس كذلك عيسى فى القرآن.
• عيسى إنسان مخلوق
"ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون". سورة آل عمران 59:3
• عيسى مجرد رسول
" يا أهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى إبن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه". سورة النساء 171:4
• عيسى لم يصلب
"وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى إبن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم". سورة النساء 157:4
• عيسى سيأتى مرة أخرى ليكسر الصليب
"لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم إبن مريم حكماً مقسطاً فيكسر الصليب". حديث البخارى جـ 656:3
الروح القدس فى الكتاب المقدس يختلف عن الملاك جبرائيل فى القرآن
الروح القدس فى الكتاب المقدس هو الأقنوم الثالث من اللاهوت. من أعماله أنه يعزّى، ويبكت، ويلد، ويرشد، يمنح القوة، ويعطى الثمر.
• الروح القدس فى القرآن هو مجرد ملاك
"فأرسلنا إليها روحنا (الملاك جبرائيل) فتمثل لها بشراً سوياً".
سورة مريم 17:19
"قل نزله (القرآن) روح القدس (الملاك جبرائيل) من ربك بالحق ليثبت الذين آمنوا هدى وبشرى للمسلمين". سورة النحل 102:16
أخلاقيات الكتاب المقدس تختلف عن شريعة القرآن
أخلاقيات الكتاب المقدس تبنى على المحبة والغفران والمساواة والتسامح والإرادة الحرة.
• أما القرآن فيعلم الانتقام
"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم".
سورة البقرة 194:2
• القرآن لا يساوى فى المعاملة بين المرأة والرجل
"للذكر مثل حظ الأنثيين". سورة النساء 11:4
• القرآن يسمح للرجل أن يضرب إمرأته
"واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن". سورة النساء 34:4
• الإسلام يفرض عقوبات صارمة على الخارجين على تعاليم الإسلام
* السارق يعاقب بقطع اليد سورة المائدة 38:5
* السكير يعاقب بالجلد 80 جلدة البخارى جـ 770:8
* الزانى يعاقب بالجلد 100 جلدة سورة النور 2:24
• الإسلام يُفرض على الناس بالقوة إذا لزم الأمر
"وقاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين لله". سورة البقرة 193:2
• الإرتداد عن الإسلام يعاقب بالموت
"من بدل دينه فاقتلوه" البخارى جـ 57:9
الخلاص فى الكتاب المقدس يختلف عن الصراط المستقيم فى القرآن
الخلاص فى الكتاب المقدس مضمون بعمل المسيح الفدائى نيابة عنا على الصليب.
• الإسلام لا يعترف بالخطية الأصلية، ولا يجد ضرورة للصليب. الله القادر على كل شئ له مطلق الحرية أن يعاقب أو يصفح عن من يشاء ومتى يشاء.
"فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شئ قدير".
سورة البقرة 284:2
• فى الإسلام الأعمال الصالحة تلغى الأعمال السيئة
" إن الحسنات يذهبن السيئات". سورة هود 114:11
• التأكيد الوحيد للمسلم لضمان الجنة هو عن طريق القتال فى سبيل الإسلام (الجهاد)، والموت أثناء ذلك .
" ولئن قتلتم فى سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون". سورة آل عمران 157:3
السماء فى الكتاب المقدس تختلف عن الجنة فى القرآن
فى المسيحية مسرات السماء هى مسرات الروح ومسرات الطهر.
• الجنة فى الإسلام هى المكان الذى يجلس فيه المسلم الرجل على الأرائك ويأكل اللحوم والفواكه الشهية ويشرب الخمر ويمارس الجنس مع الحوريات بل وأيضاً يشبع نزواته الشاذة بممارسة الجنس مع الذكور، ولا يذكر القرآن أى مكان للمرأة فى الجنة.
"أن المتقين فى جنات ونعيم .. كلوا واشربوا هنيئاً بما كنتم تعملون. متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين.. وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون. يتنازعون فيها كأساً لا لغو فيها ولا تأثيم، ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون".
سورة الطور 17:52 و19 و20 و22-24
أخى المسيحى، أختى المسيحية:
هناك إتجاه جديد فى هذه الأيام بين المسيحيين ذوى النوايا الطيبة للدعوة إلى تفهم الإسلام وعمل الحوار وبناء الجسور بين المسيحية والإسلام. هذه الكلمات قد تبدو طيبة، ولكنها للأسف غالباً ما تطبق بطريقة خاطئة وساذجة.
التفهم الصحيح بين المسيحية والإسلام يحدث عندما نعرف الجانب الجذاب من الإسلام وكذا الجانب القبيح. الحوار الصحيح بين المسيحية والإسلام يحدث عندما ننصت إلى ما يقولون ونصّر على أنهم أيضاً ينصتون إلى ما نقول. بناء الجسور بين المسيحية والإسلام يحدث عندما تكون الجسور بيننا تسير فى إتجاهين، ليس فقط من المسيحية إلى الإسلام بل أيضاً من الإسلام إلى المسيحية. المحبة الحقيقية بيننا تحدث عندما نقول لهم أنهم مخطئون إذا كنا نعرف أنهم مخطئون.
رسالة المسلمين إلى المسيحيين فى الغرب فى هذه الأيام: " هناك أرضية مشتركة بيننا وبينكم، اقبلونا واستمعوا لنا...". هذه مجرد خدعة، لا تصدقوها، إنهم يستخدموها لنشر دينهم. ولكن بعد أن يصبح للإسلام اليد الطولى فإن رسالتهم ستكون: "لا يوجد تشابه بيننا وبينكم. أنتم كفار تعبدون ثلاث آلهة وتتبعون كتاباً محرفاً. أنتم ذُميين وعليكم أن تدفعوا الجزية…" وعندها سوف لايكون هناك تفاهم بين المسلمين والمسيحيين، ولا يكون هناك حوار، ولا تكون هناك جسور.
لا يجب أن نُخدع بالقول أن الإسلام هو إمتداد شرعى للمسيحية. إن الكتاب المقدس واضح عندما قال أنه "أخيراً" أرسل الآب إبنه يسوع (متى 37:21) وأن الكتاب المقدس هو آخر إعلان من الله (رؤيا 18:22). ويحذرنا الرب يسوع قائلاً: "لأنه سيقوم مُسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يضلوا لو أمكن المختارين أيضا". متى 24:24