الناسخ والمنسوخ
في محاولتهم لتجميل صورة الإسلام في العالم يقتبس دعاة الإسلام عادة القرآن المكي الذي يدعو الى المحبة والسلام واحتمال الإساءة. هذا بينما يحاولون عن قصد إخفاء النصوص القرآنية المدنية التى تدعو إلى القتل والعنف.
تعليم إسلامى آخر يحاول دعاة الإسلام إخفاءه عن الغرب هو مبدأ إسلامي هام يطلق عليه "الناسخ والمنسوخ". ومعناه ببساطه أنه إذا جاءت آية قرآنية حديثة بتعليم مخالف لما جاء بآية أخرى سابقه لها زمنياً، فإن الآية الحديثة تنسخ (تلغى وتحل محل) الآية القديمة، فتصبح الآية القديمة لا مفعول لها.
يبُنى هذا التعليم على ما جاء في القرآن في سورة البقرة 106:2 " ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها". وأيضا سورة النحل 101:16 "وإذا بدلنا آية مكان آية والله أعلم بما ينزل قالوا إنما أنت مفتر بل أكثرهم لا يعلمون".
ومن المراجع الإسلامية القديمة التى كتبها كبار العلماء ويتعرضون فيها لهذا الموضوع بتفاصيل كثيرة هو كتاب "الناسخ والمنسوخ" لأبى القاسم هبة الله ابن سلامة أبى النصر. ويسرد الكتاب كل سورة من القرآن مشيراً بالتفصيل إلى كل آية قد نُسِِخت وإلى الآية التى نسختها وحلت محلها. وقد أشار الكاتب إلى أن من سور القرآن الـ 114 فإن 43 سورة فقط لم تتأثر بهذا المبدأ.
وكمثال لما نُسخ فإن هناك 124 آية قرانية كانت تدعو إلى التسامح والصبر قد نسخت بواسطة هذه الآية الواحدة "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم " (سورة التوبة 5:9)
إن المرء لا يسعه إلاّ أن يتساءل: كيف يحتاج الله القادر على كل شئ والعارف بكل أمر أن يراجع ويصحح نفسه بهذا القدر؟