3 - الآية المفقودة المتعلقة بطمع بني آدم
لقد سبق لنا أن استشهدنا بحديث صحيح مسلم عن الآية المتعلقة بطمع بني آدم التي مفادها أن الإنسان مهما أعطي من الثروة فهو لا يقنع بل يطمع في أكثر. هذا الحديث القائل بأن الآية المذكورة كانت في وقت ما جزأ من القرآن شهرته تبرهن على أن أساسه صحيح. لقد أورد السيوطي في إتقانه عددا لا يستهان به من الأحاديث التي تذكر هذه الآية و منها :
"عن أبي واقد الليثي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحى إليه أتيناه فعلمنا مما أوحى إليه. قال: فجئت ذات يوم فقال: إن الله يقول: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولوأن لابن آدم لأحب أن يكون إليه الثاني ولو كان غليه الثاني لأحب أن يكون إليهما الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب." (السيوطي الإتقان-الجزء الثاني ص 53) (انقر هنا)
هذا الحديث يتبعه حديث مشابه يقول إن أبي بن كعب كان هو من نقل هذه الآية و بنفس العبارات جزئيا (1) و قال أبي إن محمدا كان يعتبرها من القرآن الذي أمره ا لرس ول أن يقرأه على المسلمين. من بعد هذا يأتي حديث أبي موسى الأشعري (2) الذي يشبه ذلك الذي ورد في صحيح مسلم. الحديث هذا يخبرنا أن الآية كانت جزأ من سورة يوازي طولها طول سورة برآءة دون أن يدعي أن أبا موسى قد نسي هذه السورة بل يوضح أنها رفعت كلها باستثناء الآية المتعلقة بطمع بني آدم.
يذكر كذلك بعض الثقات أن هذه الآية كانت تأتي في مصحف أبي بعد الآية 25.10 (Jeffery, Materials, p.135) مصادر إضافية تذكر أن نفس الرواية جائت عن طريق أنس بن مالك و بن العباس و بن الزبير و غيرهم من الصحابة (Noeldeke, Geschichte, 1.234) لكن لا أحد من هؤلاء كان متيقنا يقين أبي من أن الآية كانت من القرآن أو لا (صحيح مسلم). الرواية إذا متواترة و لا يمكن أن تعتبر إلا صحيحة لأن رواتها من كبار الصحابة الذين لا يمكن وضعهم موضع الشك.
حديثي أبي واقد و أبي بن كعب شهدا أن الآية كانت من ما أوحي لمحمد من القرآن. زيادة على هذا شهدت رواية أبي موسى الأشعري التي أوردها السيوطي في الإتقان أنها كانت جزأ من سورة كاملة تم نسخها. بعض المفسرين كأبي عبيد في "فضائل القرآن" و بن حزم في "كتاب الناسخ و المنسوخ" ذهبا كذلك إلى اعتبار أن السورة كانت جزأ من القرآن قبل نسخها. هذه سورة من بين عدة سور روي أنه رغم نسخها بقيت في صدور الصحابة و اعتبرها الثرات الإسلامي من بين ما فًقِد من القرآن.
(1) وأخرج الحاكم في المستدرك عن أبيّ بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين} ومن بقيتها: لوأن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه سأل ثانيًا وإن سأل ثانيًا فأعطيه سأل ثالثًا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرنية ومن يعمل خيرًا فلن يكفره
(2) وقال أبوعبيد: حدثنا حجاج عن حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبي موسى الأشعري قال: نزلت سورة نحو براءة ثم رفعت وحفظ منها: إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ولوأن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثًا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب
3 - الآية المفقودة المتعلقة بطمع بني آدم
لقد سبق لنا أن استشهدنا بحديث صحيح مسلم عن الآية المتعلقة بطمع بني آدم التي مفادها أن الإنسان مهما أعطي من الثروة فهو لا يقنع بل يطمع في أكثر. هذا الحديث القائل بأن الآية المذكورة كانت في وقت ما جزأ من القرآن شهرته تبرهن على أن أساسه صحيح. لقد أورد السيوطي في إتقانه عددا لا يستهان به من الأحاديث التي تذكر هذه الآية و منها :
"عن أبي واقد الليثي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحى إليه أتيناه فعلمنا مما أوحى إليه. قال: فجئت ذات يوم فقال: إن الله يقول: إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولوأن لابن آدم لأحب أن يكون إليه الثاني ولو كان غليه الثاني لأحب أن يكون إليهما الثالث ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب." (السيوطي الإتقان-الجزء الثاني ص 53) (انقر هنا)
هذا الحديث يتبعه حديث مشابه يقول إن أبي بن كعب كان هو من نقل هذه الآية و بنفس العبارات جزئيا (1) و قال أبي إن محمدا كان يعتبرها من القرآن الذي أمره ا لرس ول أن يقرأه على المسلمين. من بعد هذا يأتي حديث أبي موسى الأشعري (2) الذي يشبه ذلك الذي ورد في صحيح مسلم. الحديث هذا يخبرنا أن الآية كانت جزأ من سورة يوازي طولها طول سورة برآءة دون أن يدعي أن أبا موسى قد نسي هذه السورة بل يوضح أنها رفعت كلها باستثناء الآية المتعلقة بطمع بني آدم.
يذكر كذلك بعض الثقات أن هذه الآية كانت تأتي في مصحف أبي بعد الآية 25.10 (Jeffery, Materials, p.135) مصادر إضافية تذكر أن نفس الرواية جائت عن طريق أنس بن مالك و بن العباس و بن الزبير و غيرهم من الصحابة (Noeldeke, Geschichte, 1.234) لكن لا أحد من هؤلاء كان متيقنا يقين أبي من أن الآية كانت من القرآن أو لا (صحيح مسلم). الرواية إذا متواترة و لا يمكن أن تعتبر إلا صحيحة لأن رواتها من كبار الصحابة الذين لا يمكن وضعهم موضع الشك.
حديثي أبي واقد و أبي بن كعب شهدا أن الآية كانت من ما أوحي لمحمد من القرآن. زيادة على هذا شهدت رواية أبي موسى الأشعري التي أوردها السيوطي في الإتقان أنها كانت جزأ من سورة كاملة تم نسخها. بعض المفسرين كأبي عبيد في "فضائل القرآن" و بن حزم في "كتاب الناسخ و المنسوخ" ذهبا كذلك إلى اعتبار أن السورة كانت جزأ من القرآن قبل نسخها. هذه سورة من بين عدة سور روي أنه رغم نسخها بقيت في صدور الصحابة و اعتبرها الثرات الإسلامي من بين ما فًقِد من القرآن.
(1) وأخرج الحاكم في المستدرك عن أبيّ بن كعب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقرأ {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين} ومن بقيتها: لوأن ابن آدم سأل واديا من مال فأعطيه سأل ثانيًا وإن سأل ثانيًا فأعطيه سأل ثالثًا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرنية ومن يعمل خيرًا فلن يكفره
(2) وقال أبوعبيد: حدثنا حجاج عن حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبي موسى الأشعري قال: نزلت سورة نحو براءة ثم رفعت وحفظ منها: إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم ولوأن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثًا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب