المسيح بين المعرفة والجهل |
(لوقا3:19)
«يسوع»
هو شخص عجيب وفريد! سئل قديما عن اسمه, كان
جوابه «لماذا تسأل عن اسمي وهو
عجيب» (قض 18:13) وقيل بالنبوة عنه «يدعى
اسمه عجيبا مشيرا إلها قديراً» (إشعياء 6:9)
.
«يسوع
من هو?» سؤال قديم مضى عليه قرابة الألفي عام,
تناولته ألسنة الناس من قديم الزمان ومازال
يتردد على ألسنة الكثيرين حتى يومنا هذا, من
كل الأجناس وفي مختلف بلدان العالم, إنه موضوع
دهشة وتعجب الكثيرين, أو ليس هذا ما تنبأ به
إشعياء النبي «كما اندهش منك
كثيرون» (إشعياء 14:52) .
«الكلمة
صار جسدا» «الله ظهر في
الجسد» «المسيح يسوع...
الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون
معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد
صائرا في شبه الناس... و جد في الهيئة كإنسان»
(فيلبى 5:2 - 8).
هذا
هو سر حيرة وتعجب الناس أنه وهو ظاهر في شبه
الناس كإنسان, يأتي من الأعمال والأقوال ما لم
يأته بشر «مقتدرا في الفعل
والقول» (لوقا19:4) لقد
إستعلنت فيه ذراع الرب (إشعياء 1:53) .
وهو
ظاهر في صورة البشر كان في ذات الوقت صورة
الله غير المنظور.
لذلك
هيرودس لما سمع عن أعماله الخارقة ارتاب وسأل
قائلا «من هو هذا الذي أسمع عنه
مثل هذا» (لوقا7:9 - 9). لقد كان حقا موضوع
دهشة وحيرة وتعجب الكثيرين.
إن
ما يفوق العقل والإدراك يحتاج إلى إعلان من
الله, ولقد تنازل تبارك اسمه ووفر لنا هذا
الإعلان في الكتاب المقدس الموحى به من الله,
نوره وحقه, الذي ينير ويعقل ويهدي ويرشد «فتح
كلامك ينير يعقل الجهال» (مزمور 19).
من
يقبل هذا النور يستنر «بنورك
نرى نورا» (مزمور 9:36) ومن يتحول ويرفضه
يركب متن الضلال «تضلون إذ لا
تعرفون الكتب ولا قوة الله» (متى 29:22) وفي
طرق الضلال يتخبط في الظلام «إلى
الشريعة وإلى الشهادة إن لم يقولوا مثل هذا
القول فليس لهم فجر» (إشعياء 20:8) «ويجلبون
على أنفسهم هلاكا سريعا» (2 بطرس1:2) .
القارئ
العزيز... إن الغرض من الكتابة في هذا الموضوع
الأساسي والجوهري ألا وهو «يسوع من هو?» الذي
تناوله الكثيرون من رجال الله الأفاضل, لا
لتقديم معلومات ذهنية عقلية حصلت عليها عن
طريق الدراسة والكتب, لكن
لأقد م شخصا عرفته معرفة حقيقية, سمعت
عنه هذا حقيقي, لكن عرفته
واختبرته شخصيا , غير
حياتي وملأها سعادة وحبا وفرحا وسلاما , وجدت
فيه راحة الضمير, واستقرار النفس وحل كل العقد
والمشاكل.
تعالوا
إلى يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا
أريحكم» (متى
28:11)
هذا
ما أصلي لأجله أن تكون معرفتك للرب يسوع
المسيح معرفة إختبارية شخصية عن طريق الإيمان
القلبي به. آمين.
أفكار
آراء
في
بشارة مرقس الأصحاح الرابع, يرد هذا السؤال
الذي سأله التلاميذ بعضهم لبعض منذ ألفى عام
تقريبا , لكن لازال هذا السؤال يتردد على
ألسنة الناس في كل يوم بمختلف أجناسهم, في
مختلف البلدان والأجيال, وكافة الفئات
والأديان, بل أقول: إن السائلين يزداد عددهم
من يوم إلى يوم, ومن جيل إلى جيل. كنت أظن أن
عددهم سيقل مع الزمن وتعاقب الأجيال, لكن حدث
العكس.
وهذا
السؤال هو: من
هو يسوع? (مرقس
41:4) .
هذا
السؤال الذي سأله التلاميذ بعضهم لبعض, عندما
رأوا, أنه بكلمة وبسلطان شخصي, انتهر الريح
وأسكت البحر وصار هدوء عظيم.
وسأله
أيضا أهل مدينة أورشليم عندما ارتجت المدينة
كلها بسبب صراخ الذين تبعوه في دخوله المدينة
إذ كان التابعون يهتفون «أوصنا
لابن داود. مبارك الآتي باسم الرب أوصنا في
الأعالي» (متى 9:21) , وقالوا «من
هذا?» (متى 10:21) .
هذا
السؤال, إنما يعبر عن حيرة واندهاش إشعياء
وتعجب كثير من شخص هو حسب الظاهر لا يختلف عن
أي إنسان آخر, لكن أعماله وتعاليمه ومحبته
كانت فوق مستوى العقول البشرية والتفكير
الإنساني, فعلى سبيل المثال:
التعجب
منه !
أ
- عندما يبس التينة التي لم يجد فيها ثمرا
بكلمة, «فلما رأي التلاميذ ذلك
تعجبوا قائلين كيف يبست التينة في الحال??
(متى 20:21) .
ب
- بعد أن أكمل تعاليمه على الجبل يقول: «بهتت
الجموع من تعليمه لأنه كان يعل مهم كمن له
سلطان وليس كالكتبة» (متى 28:7) .
ج-
في معجزة إسكات الريح والبحر, يقول: «فتعجب
الناس» قائلين «أي إنسان
هذا فإن الريح والبحر جميعا تطيعه» (متى
27:8) .
د
- هيرودس رئيس الربع, لما سمع بجميع ما كان منه
ارتاب وقال «يوحنا أنا قطعت
رأسه فمن هو هذا الذي أسمع عنه مثل هذا, وكان
يطلب أن يراه» (لوقا7:9 - 9).
ه-
بعد أن فتح أعين الأعميين (متى 29:9) , أشاعا خبر
يسوع في بلادهما كلها وفيما هما خارجان, إذا
إنسان أخرس مجنون قدموه إليه, فلما أخرج
الشيطان تكلم الأخرس. فتعجب الجموع قائلين «لم
يظهر قط مثل هذا في إسرائيل» (متى 33:9) .
و
- وعندما أحضر إليه مجنون أعمى وأخرس فشفاه,
حتى إن الأعمى الأخرس تكلم وأبصر «فبهت
كل الجموع وقالوا ألعل هذا هو ابن داود» (متى
23:12) .
ز
- «ولما جاء إلى وطنه, كان يعل
مهم في مجمعهم, حتى بهتوا وقالوا من أين لهذا
هذه الحكمة والقوات?» (متى 54:13, مرقس 2:6). من
أين لهذا هذه كلها» (متى 56:13) .
ح
- عند جانب بحر الجليل, فوق الجبل, جعل الخرس
الذين جاءوا بهم إليه يتكلمون وكذلك العمى
يبصرون, والعرج يمشون والشلّ يصحون, يقول: «تعجب
الجموع ومجدوا إله إسرائيل» (متى 31:15) .
ط
- لما علمهم في المجمع, وأخرج بسلطان الروح
النجس الذي كان على الرجل الذي في مجمعهم «فتحيروا
كلهم حتى سأل بعضهم بعضا قائلين ما هذا ما هو
هذا التعليم الجديد لأنه بسلطان يأمر حتى
الأرواح النجسة فتطيعه» (مرقس 27:1) .
ى
- لما قال للمفلوج مغفورة لك خطاياك, ثم قال قم
واحمل سريرك واذهب إلى بيتك فقام وحمل سريره
وخرج قدام الكل يقول «بهت
الجميع ومجدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا
قط» (مرقس 12:2, لوقا25:5, 26).
ك
- ولما أتى للتلاميذ ماشيا على البحر, وصعد إلى
السفينة وأسكت الريح «فبهتوا
وتعجبوا في أنفسهم جدا للغاية» (مرقس 50:6,
51).
ل
- لما أراد الفريسيون أن يصطادوه بكلمة,
وسألوه أيجوز أن تعطى جزية لقيصر أم لا,
وأجابهم بحكمة فائقة يقول الكتاب «فتعجبوا
منه» (مرقس 17:12) .
وهكذا
كما رأينا من الأمثلة السابقة نتيجة
التعجب والاندهاش, كان الناس متحيرين فيه,
سواء الأقربون إليه أو أضداده, والكل قائل: من
هو هذا?
كيفية
معرفته
ولكل
فئة جواب عنه. ففيهم من قال عنه إنه نبي عظيم (متى
11:21) وفيهم من تعثر به (متى 57:13) وفيهم من تطاول
لسانه كما سنرى فيما بعد.
إن
الآراء وإن تعددت فلا يمكن أن تكون صحيحة, ما
لم يعلن هو بنفسه عن ذاته,
أو ما لم يعلن الآب عن ابنه ولا
يمكن للإنسان أن يقبل هذا الإعلان ما لم يكن
الإقناع من الله بالروح القدس, لأنه «ليس
أحد يقدر أن يقول يسوع رب إلا بالروح القدس»
(1كورنثوس3:12) .
والآن
بينما انشغل الكثيرون في البحث بجدية عن
معرفة من هو يسوع? دون أن يصلوا إلى معرفته عن
طريق البحث المغلوط, الخالي من إعلان الله في
كلمته عن شخص المسيح.لذلك ونحن في بداءة
الحديث عنه, أود أن أوضح للباحث عن معرفة
السيد «له كل المجد» أن
كلمة الله لا تقول اعرف عنه بل «تعرف
به واسلم (أي كن في سلام)
بذلك يأتيك خير» (أيوب 21:22) .
أيها
القارئ العزيز.. ما هي قيمة
المعرفة عن شخص ما ولو كانت حسنة إن لم تقد
صاحبها للتعرف به?!
هناك
فرق بين معرفة شخص ما والتعرف به
فيمكن أن يحكي لي عن شخص ما عن اسمه, وأوصافه
ونظام حياته ومعيشته وقدراته أو مكانته أو
سلطانه لكنني إن لم أتعرف به فهذا لا يقودني
إلا إلى معرفة عقلية فقط.
لكن
إذا ذهبت أنا إلى هذا الشخص وتعرفت به وجالسته
فمن المؤكد أنني سوف أكتشف أن ما عرفته عنه لم
يكن شيئا بالنسبة لما اكتشفته بنفسي نتيجة
التعرف به.
«إن
الغرض الأساسي من هذه الدراسات ليس هو معرفة
شخص المسيح من هو? بل التعرف به من خلال هذه
المعرفة. أما الذين تعر فوا به, فلتزدهم
هذه الدراسات قرباً إليه وليكن قول كل منهم «لأعرفه»
(فيليبي 10:3) . سمعت ملكة سبأ بخبر سليمان فأتت,
ولما رأت شخصه وحكمته والبيت الذي بناه وطعام
مائدته وعبيده, قالت للملك: «صحيح
كان الخبر الذي سمعته في أرضى عن أمورك وحكمتك,
ولم أصدق الأخبار. حتى جئت وأبصرت عيناي,
فهوذا النصف لم أخبر به» (1 مل 1:10 - 7) هكذا
عندما تتعرف على الرب معرفة شخصية تكتشف أن ما
عرفته عنه كان لا يعتبر شيئا بالنسبة لما
ستعرفه بعد أن تتعرف به فتجد نفسك تقول:
كلما
أصبو إليه لذ لي فيه الوفاق
كلما
أدنو لديه زادني له اشتياق
موقفك
منه
وقبل
أن نبدأ الحديث عنه, أسألك, وعليك أن تجيب
بنفسك صراحة, هل تعرفت به? هل سكن في قلبك?
وهل
تستطيع أن تقول بفرح.. إنه مقيم في قلبي?
وهل
إذا سألك الآخرون عنه, تقول الحق فيه نتيجة
تعرفك به?
آراء
الناس بكافة فئاتهم
عزيزي
القارئ.. ربما يكون الشيطان قد صور لك شخص
المسيح بطريقة غير صحيحة عن طريق أفكار
مسمومة, سواء باستخدام كتب مكتوبة لم تقل
الصدق عنه أو عن طريق جنود له من البشر قال
الكتاب عن أمثالهم «رسل كذبة
فعله ماكرون مغيرون شكلهم إلى شبه رسل المسيح...
وأيضا .. خدام الشيطان» (2كورنثوس13:11 - 15)
هؤلاء الذين لم تربطهم أية علاقة بالرب يسوع
بل قال الكتاب المقدس عنهم «الناس
الأشرار المزورون سيتقدمون إلى أردأ مضلين
ومضلين» (2تيموثاوس 13:3) وأيضا قال عنهم «يقاومون
الحق أناس فاسدة أذهانهم, ومن جهة الإيمان
مرفوضون» (2 تيموثاوس 8:3) فاعلم أن القصد
الأساسي للشيطان, من وراء هذا كله هو إبعاد
النفوس عن شخص المسيح, العلاج الإلهي الوحيد
لداء الإنسان المسكين وطريق السماء والوصول
به إلى الآب, وضامن العهد الجديد, وأساس كل
بركة من الله أبينا.
وأيضا
يرجو الشيطان من وراء ذلك إضاعة الفرصة من
أمام الإنسان وليضمن وصوله معه إلى النار
الأبدية المعد ة له لا للإنسان
(متى 41:25) .
لذلك
أرفع قلبي مصليا أن يهبك الرب تعقلا وحكمة من
العلاء, وليقودك من خلال هذه الدراسة إلى
التعرف بشخص المسيح الذي ليس بأحد غيره
الخلاص معرفة قلبية حقيقية, فتختبر مثلما
اختبر قبلك كثيرون الفرح الذي لا ينطق به
ومجيد (1 بطرس8:1) وهذا هو غرض دراستنا عن هذا
الشخص.
والآن
هيا بنا لنعرف من كلمة الله الموحى بها ماذا
قال الناس عنه?
أولا
- رأي المبغضين له وأضداده:
هذه
الفئة تتكون من رجال الدين في الأمة اليهودية
سواء كانوا كتبة أو كهنة أو شيوخ الشعب, أو
طوائف الشعب فريسيين وصدوقيين وناموسيين
وهيرودسيين هؤلاء هم الذين كانوا يتبعونه
كثيرا ويسألونه كثيرا , لا
للإيمان به أو الاستفادة منه لكن
ليجربوه أو يجدوا شكاية ضده, لأنهم كانوا
يحقدون عليه جدا وهؤلاء القوم هم الذين قال
عنهم الرب يسوع «يطوفون البحر
والبر ليكسبوا دخيلا واحدا , ومتى حصل يجعلونه
ابنا لجهنم أكثر منهم مضاعفاً» (متى 15:23) والذين
مرارا وتكرارا تشاوروا عليه لكي يهلكوه (متى
14:12) .
هؤلاء
هم الذين وصفهم الرب يسوع بالقول «جيل
شرير وفاسق» (متى 39:12) الذين لما سمعوا
كلامه ذات مرة امتلأوا غضبا ,
فقاموا وأخرجوه خارج المدينة وجاءوا به إلى
حافة الجبل الذي كانت مدينتهم مبنية عليه, حتى
يطرحوه إلى أسفل (لوقا29:4) الذين لما رأوا
معجزة شفاء اليد اليابسة, امتلأوا حمقا
وصاروا يتكلمون فيما بينهم, ماذا يفعلون
بيسوع (لوقا11:6) وقيل إنهم كانوا يحنقون
جدا ويحاورونه على أمور كثيرة (لوقا53:11) .
الذين
غضبوا عندما رأوه يقبل خطاة ويأكل معهم, لأنه
جاء من السماء لأجلهم لذلك قالوا إنه «محب
للعشارين والخطاة» (لوقا2:15, 34:7). الذين
سمعوا كلامه لكنهم استهزأوا به,
لأنهم محبون للمال (لوقا14:16) الذين انتهى
الأمر بهم إلى صلبه.
وأقول
إنهم إن كانوا قد ماتوا وانتهى جيلهم, لكن
أمثالهم كثيرون من أضداد المسيح ولهم نفس
الآراء.. لو
سألتهم من هو يسوع?
قالوا
عنه:
1
- إن معه بعلزبول وأنه برئيس
الشياطين يخرج الشياطين (مرقس22:3, متى 24:12).
2
- إن معه روحا نجسا (مرقس 30:3)
.
3
- أقاربه قالوا عنه إنه مختل
(مرقس 21:3) .
4
- أليس هذا هو النجار (مرقس
3:6) .
5
- ابن مريم وأخو يعقوب ويوسي
ويهوذا وسمعان (مرقس 6:3) .
6
- أليس هذا ابن يوسف (لوقا22:4)
.
7
- أليس هذا ابن النجار (متى
55:13) .
8
- قالوا إنه يضل الشعب (يوحنا12:7)
.
9
- سامري وبه شيطان (يوحنا48:8)
.
10
- هذا الإنسان ليس من الله (يوحنا16:9)
.
11
- هذا الإنسان خاطئ (يوحنا24:9)
.
12
- به شيطان وهو يهذي (يوحنا20:10)
.
13
- أمن الناصرة يمكن أن يكون شيء
صالح (يوحنا46:1) .
هذه
هي أقوالهم وآراؤهم المسمومة التي تعلن عن
افتراء وتطاول على الرب يسوع والاحتقار له.
ذاك
الذي (أتى ليعلن ما في قلب الله
من حب نحو البشر المساكين). ولازال كثيرون
بكل أسف في عالمنا هذا يقولون عنه أقوالا
خبيثة شبيهة بهذه الأقوال السابقة لكن سيأتي
اليوم القريب الذي فيه يعرفونه ويعترف
كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب (فيليبي
11:2) .
ثانيا
- رأي الذين صنعت معهم معجزاته والذين سمعوا
تعاليمه:
هذه
الفئة من الناس منهم من نال الشفاء, ومنهم من
رأى معجزاته ومنهم من سمع تعاليمه مثلا عندما
رأوا المفلوج قد شفي تعجبوا
ومجدوا الله الذي أعطى الناس سلطانا مثل هذا
(متى 8:9) (مرقس12:2) وعندما رأوا معجزاته الكثيرة,
مجدوا إله إسرائيل (متى 31:15)
ولما سمعوا تعليمه بهتوا (متى 33:22) .
هؤلاء
القوم قالوا عنه:
1
- ألعل هذا ابن داود (متى
23:12) .
2
- قوم قالوا هذا هو يوحنا
المعمدان (متى 14:16) .
3
- وآخرون قالوا إيليا (متى
14:16) .
4
- وآخرون قالوا إرميا أو واحد
من الأنبياء (متى 14:16) .
5
- هذا هو يسوع النبي الذي من
الناصرة (متى 11:21) .
6
- قوم قالوا إنه صالح (يوحنا12:7)
.
7
- وآخرون قالوا عنه إنه عمل كل
شيء حسنا (مرقس37:7) .
8
- بالحقيقة هو النبي (يوحنا40:7)
.
9
- آخرون قالوا هذا هو المسيح
(يوحنا41:7) .
هذه
هي آراؤهم في من هو يسوع. وإن كان إدراكهم
ومعرفتهم ضحلة جدا , لكن لم يكن فيها تطاول, بل
كانوا يظنون أنهم يعظمونه أكثر حسبما أدركوه
وهذه هي الحال عند الكثيرين حتى هذا اليوم, إنهم
يعرفون المسيح (كالنبي)
العظيم مثل أنبياء آخرين لكنهم يعثرون به,
من جهة أنه الله المتجسد.
وهذه
المعرفة بالمسيح كالنبي لا تنفع أصحابها لأن الذي
لا يؤمن به بصفته «ابن الله
قد دين, ولن يرى حياة بل يمكث عليه غضب الله»
(يوحنا18:3, 36).
ثالثا
- رأي تلاميذه التابعين له:
هؤلاء
هم الذين اختارهم وصيرهم تلاميذه من رجال
ونساء تعاملت نعمته معهم.
هؤلاء
لم يكونوا أفضل من السابقين في معرفتهم بالرب
يسوع, مع أنهم
عاشروه وأعلن لهم ما في قلبه, لكن معرفتهم
كانت ضئيلة حتى إنهم مرارا وتكرارا يتساءلون
فيما بينهم.. عن شخصه على سبيل المثال:
«عندما
انتهر الريح وأسكت البحر قالوا بعضهم لبعض من
هو هذا فإن الريح أيضا والبحر يطيعانه...» (مرقس
14:4) .
وكذلك
أيضا في عمله لمعجزات كثيرة أمام أعينهم لذلك ما
لم يكن هناك إعلان لهم من الآب «لأنه
لا يعرف الابن إلا الآب» (متى 27:11)
لم يستطيعوا أن يعرفوه من هو?
لذلك
عندما سأل التلاميذ في قيصرية فيلبس قائلا
لهم «وأنتم من تقولون أني أنا,
فأجاب سمعان بطرس وقال أنت هو المسيح ابن الله
الحي فأجاب يسوع وقال له طوبى لك يا سمعان بن
يونا إن لحما ودما لم يعلن لك لكن أبي الذي في
السموات» (متى 15:16 - 17). ولقد كثرت اعترافات
التلاميذ بأن المسيح هو ابن الله.
لذلك
نجدهم كمجموعة في (متى 32:14 - 33). إذ جاءهم ماشيا
على البحر عندما كانوا معذبين من الأمواج لأن
الريح كانت مضادة وبدخوله (سكتت الريح) يقول
الوحي «الذين في السفينة جاءوا
وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابن الله».
وبولس
الرسول الذي كان قبل إيمانه له مكانته وثقله
في اليهودية في عصره, الذي كان ضدا للمسيح,
ومضطهدا للكنيسة
(لم يكن هناك شيء ينشئ ضيقا له وثورة داخلية
عارمة قدر سماعه عن شخص اسمه يسوع) هذا
الذي قيل عنه كان راضيا بقتل استفانوس (أعمال
1:8) وقيل عنه «وأما شاول فكان
يسطو على الكنيسة وهو يدخل البيوت ويجر رجالا
ونساء ويسلمهم إلى السجن (أعمال 3:8) .
الذي
شهد عن نفسه أمام الملك أغريباس قائلا : «فأنا
ارتأيت في نفسي أنه ينبغي أن
أصنع أمورا كثيرة مضادة لاسم يسوع الناصري.
وفعلت ذلك (أعمال 9:26 - 10) لكن عندما التقى
به الرب يسوع, وأظهر له ذاته قائلا له «أنا
يسوع الذي أنت تضطهده (أعمال 5:9) وغير
حياته, وصار إنسانا جديدا . بدأ يكرز بهذا
الاسم, ويجاهر به وبدون خوف إذ يقول الكتاب
عنه:
«وللوقت
جعل يكرز في المجامع بالمسيح أن هذا هو ابن
الله» (أعمال 20:9) ولأنه أدرك خطورة عدم
الإيمان بابن الله وعرف قيمة النفوس في عيني
الرب, لذلك لم يهب إنسانا ولم يخف الموت بل
كان يزداد قوة ويحير اليهود الساكنين في دمشق
محققا أن هذا هو المسيح (أعمال 22:9) .
ويقول
عنه برنابا لبقية التلاميذ «إنه
جاهر في دمشق باسم يسوع» (أعمال 27:9) وفي
أورشليم مع التلاميذ كان يجاهر باسم الرب
يسوع.
لقد
كان يكرز بالمسيح ابن الله ومحققا هذا, فكانت
النتيجة «فبهت جميع الذين
كانوا يسمعون وقالوا أليس هذا هو الذي أهلك في
أورشليم الذين يدعون بهذا الاسم وقد جاء إلى
هنا لهذا ليسوقهم موثقين إلى رؤساء الكهنة»
(أعمال 1:9) . وكأنهم يقولون أليس هذا هو الذي
كان راضيا بقتل استفانوس? أليس هذا هو الذي
كان ينفث تهددا على الكنيسة? ماذا جرى له?
نعم لقد التقى به رب المجد, وأظهر له ذاته, وعر
فه بشخصه, لذلك يكرز به ربا ومسيحا , لا
عن عقيدة تعلمها, كما كان في اليهودية متعلما
على يد غمالائيل, لكن عن شخص اتحد به وصارت له
شركة معه وأصبح يملأ كيانه.
هذا
هو الشخص الذي ذاب في محبته فقال «لست
أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح
سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد
ببشارة نعمة الله» (أعمال 24:20) .
ونثنائيل
الذي لما سمع من فيلبس عنه وعلم أنه من
الناصرة, قال «أمن الناصرة
يمكن أن يكون شيء صالح» (يوحنا46:1) هو بنفسه
عندما ذهب إليه وصار له معه حديث, أجاب وقال له
على الفور «يا معلم أنت ابن
الله» (يوحنا49:1) هذا الذي تبعه وصار واحدا
من تلاميذه.
ومرثا
أخت مريم ولعازر عندما ذهب الرب إليهم بعد موت
لعازر (في اليوم الرابع من موته), وتكلم معها
عن قيامة أخيها. فتكلمت معه عن القيامة في
اليوم الأخير وقالت له أنا
أعلم أنه سيقوم في القيامة في اليوم الأخير
(يوحنا24:11) , فقال لها أنا هو
القيامة والحياة ثم قال لها أتؤمنين بهذا?
أجابته نعم يا سيد أنا قد آمنت أنك أنت المسيح
ابن الله الآتي إلى العالم (يوحنا23:11 - 27).
والخصي
الحبشي الذي بشره فيلبس المبشر, لم يعمده إلا
بعد أن أعلن هذا القول: أنا
أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله (أعمال
37:8) .
ولكي
ندرس شخصية «يسوع المسيح»
علينا أن نرجع إلى كلمة الله الإعلان الصادق
والوحيد لنرى فيها الحق المعلن عن:
(الله
في وحدانيته ثم ثالوث أقانيمه ثم لاهوت ربنا
يسوع المسيح من حيث شخصه, صفاته, أعماله).