الكبائر النبوية
الوحي وشك النبي
اولا: ان الـنـبـي كان شاكا
ومترددا في نبوته حتى بعد نزول الوحي والقرآن عليه, وهبوط جبرئيل اليه , وكان يخيل
اليه ان الجن قد حل فيه .
وهـؤلا المخرجون للحديث
ارادوا بذلك تثبيت ما كان عرب الجاهلية يعتقدونه بعد نزول الوحي من ان الـنـبـي
كاهن او شاعر,ـ مع انه كان يكره الكهان والشعراوالجنون وحاول الانتحار بان يطرح
نفسه من جبل شاهق ليريح نفسه , ولكن خديجة وابن عمها ورقة بن نوفل ساعداه حتى
اذهبا عـنـه مـا كان فيه من الخوف والروع , وذكروه بان هذه المسالة لا علاقة لها
بالاجنة بل هي وحي ونبوة .
فعلى هذا, كيف يعقل ان النبي
لا يعلم انه نبي ورسول حتى بعد نزول الوحي عليه, في حين ان الكهنة والرهبان كانوا
على علم برسالته منذ امد بعيد.
وهـل يـعـقـل ان يبعث اللّه نبيا وليس للرسول خبر عن هذه الرسالة الملقاة على
عاتقه ؟ حتى انه لا يـسـتـطـيـع ان يـمـيـز بين الوحي الالهي والوساوس الشيطانية ؟
بينما نقرافي القرآن بان النبي عـيـسـى (ع ) اعـلـن بـكـل صـراحـة عـن نبوته , وهو
ما زال في المهد: (آتاني الكتاب وجعلني نبيا) ونقرا ايضا عن النبي موسى انه علم
بنبوته في بداية نزول الوحي عليه واعد نفسه للدعوة الالهية وقال : (رب اشرح لي
صدري ويسرلي امري ) .
وامـا بـالـنـسـبة الى النبي (ص ) الذي خشي على نفسه , ولم يدر شيئا عما حدث له
,حتى اخبرته زوجته خديجة وورقة بن نوفل فاطمئن بقولهما, فزال عنه ما تداخله من
الرعب والخوف , فما كانت نوعية الرسالة والنبوة التي اعطيت اليه وبعث بها؟.
وبـنـا على هذا ولا يخفى فان هذه المراة خديجة وهذا النصراني ورقة كانا انسب واليق
من رسول اللّه في التصدي لامر النبوة والرسالة , وحسب ما
تتضمنه الرواية من المعنى ان
خديجة وورقة كانا اقدم ايمانا واعتناقا للاسلام من رسول اللّه .
2 ـ ان جواب الرسول لجبرئيل الامين لما قال له : ((اقرا)) فقال النبي :
((ماانابقارئ )) يفهم مـنـه ان النبي لم يعلم ولم يفهم مقصود جبرئيل لان جبرئيل كان
يقصدمن قوله : ((اقرا)) اي رتل وكرر ما اتلوه عليك , ولكن النبي فهم عكس هذا القول
وان مقصودجبرئيل هو ان يقرا ما كان مكتوبا عـلـى اللوح , وعلم الرسول ما قصده
الملك في المرة الثالثة لما كرر جبرئيل قوله وانهى ما كان فيه النبي من المعضل
والترديد.
ولكن يتبادر سـؤال : هـل ان جبرئيل كان ضعيف البيـان والادا , بحيث لايستطيع ان
يؤدي الرسالة حق الادا؟ ام ان الرسول كان قاصر الفهم ولم يعلم المقصود؟ ((541)) .
3 ـ ورد فـي الـحـديـث ان الـمـلـك المنزل بالوحي اخذ النبي ثلاث مرات يهزه بشدة
حتى احس الـرسـول (ص ) بالوجع , وهذه الاخذة والهزة كما اشار اليها القسطلاني لم
يفعل باحد من الانبيا(ع ) ولم ينقل عن احدهم انه جرى له عند ابتدا الوحي اليه مثله ((542)) .
اذن فما تعني هذه الاخذة الشديدة بالنسبة الى النبي خاصة من بين الانبيا؟ وهل
العقل يعتبر هذا الـرعـب والـخـوف الـذي اوجده جبرئيل عند النبي في مقابل عمل لم
يطقه النبي عملا صحيحا؟ وهل ان جبرئيل بفعله هذا اراد ان يظهر عضلاته للنبي ؟.
وهـل كـان الـنـبـي فـاقـدا
لـتلك القوة التي كانت عند موسى لما لطم عزرائيل فاعماه وفقا عينه كما قراته
آنفا؟.
.