الكبائر النبوية
الكبيرة السابعة والستون بعد المائة الذبح باسم غير الله
الذَّبْحُ بِاسْمِ غَيْرِ اللَّهِ عَلَى وَجْهٍ لَا يَكْفُرُ بِهِ بِأَنْ لَمْ يَقْصِدْ تَعْظِيمَ الْمَذْبُوحِ لَهُ كَنَحْوِ التَّعْظِيمِ بِالْعِبَادَةِ وَالسُّجُودِ ) كَذَا عَدَّ هَذِهِ الْجَلَالُ الْبُلْقِينِيُّ وَغَيْرُهُ , وَاسْتَدَلَّ لَهُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : { وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ } : أَيْ وَالْحَالُ أَنَّهُ كَذَلِكَ بِأَنْ ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ إذْ هَذَا هُوَ الْفِسْقُ هُنَا كَمَا ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ : { أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ } . وَبِهَذَا بَانَ أَنَّ مَتْرُوكَ التَّسْمِيَةِ حَلَالٌ . راجع : الزواجر عن اقتراف الكبائر كتاب الصيد والذبائح الكبيرة السابعة والستون بعد المائة الذبح باسم غير الله
وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ فِي تَفْسِيرِ الْآيَةِ يُرِيدُ الْمَيْتَةَ وَالْمُنْخَنِقَةَ إلَى قَوْلِهِ { وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ } . وَقَالَ الْكَلْبِيُّ : يَعْنِي مَا لَمْ يُذَكَّ أَوْ ذُبِحَ لِغَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى
وَقَالَ عَطَاءٌ : نُهِيَ عَنْ ذَبَائِحَ كَانَتْ تَذْبَحُهَا قُرَيْشٌ وَالْعَرَبُ عَلَى الْأَوْثَانِ . راجع : الزواجر عن اقتراف الكبائر كتاب الصيد والذبائح الكبيرة السابعة والستون بعد المائة الذبح باسم غير الله
قِيلَ وَمَعْنَى { وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ } : أَيْ أَكْلُ مَا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ مِنْ الْمَيْتَةِ فِسْقٌ : أَيْ خُرُوجٌ عَنْ الدِّينِ . وَمَعْنَى : { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ } أَيْ يُوَسْوِسُ الشَّيْطَانُ لِوَلِيِّهِ فَيُلْقِي فِي قَلْبِهِ الْجَدَلَ لِلْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَيْتَةِ بِالْبَاطِلِ . راجع : الزواجر عن اقتراف الكبائر كتاب الصيد والذبائح الكبيرة السابعة والستون بعد المائة الذبح باسم غير الله
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَوْحَى الشَّيْطَانُ إلَى أَوْلِيَائِهِ مِنْ الْإِنْسِ كَيْفَ تَعْبُدُونَ شَيْئًا لَا تَأْكُلُونَ مَا يَقْتُلُ وَأَنْتُمْ تَأْكُلُونَ مَا قَتَلْتُمْ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ قَوْلَهُ : { وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ } يَعْنِي فِي اسْتِحْلَالِ الْمَيْتَةِ { إنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ } ( ) قَالَ الزَّجَّاجُ : فِيهِ دَلِيلٌ أَنَّ كُلَّ مَنْ أَحَلَّ شَيْئًا مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ أَوْ حَرَّمَ شَيْئًا مِمَّا أَحَلَّ اللَّهُ مُشْرِكٌ . أَيْ بِشَرْطِ أَنْ
يُجْمَعَ عَلَيْهِ وَيُعْلَمَ مِنْ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ . راجع : الزواجر عن اقتراف الكبائر كتاب الصيد والذبائح الكبيرة السابعة والستون بعد المائة الذبح باسم غير الله
أخرج البخاري في صحيحه، عن موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر :إنّ النبي لقي زيد بن عمرو بن نُفيل بأسفل «بلدح» قبل أن ينزل على النبي الوحي فقُّدمِتْ إلى النبي سفرة، فأبى أن يأكل منها. ثمّ قال زيد: إنّي لستُ آكل ممّا تذبحون على أنصابكم، ولا آكل إلاّ ما ذكر اسم اللّه عليه. انّ زيد ابن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها اللّه، وأنزل لها من السماء الماء ، وأنبت لها من الاَرض، ثمّ تذبحونها على غير اسم اللّه، إنكاراً لذلك وإعظاماً له. صحيح البخاري:5|40، كتاب مناقب الاَنصار، الباب 24.
أخرج البخاري في صيحه و أحمد في المسند و غيرهما عن سالم انه سمع عبدالله يحدث رسول الله (ص) أنه لقي زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح ، و ذاك قبل أن يُنزَّل على رسول الله (ص) الوحي ، فقدم إليه رسول الله (ص) سفرة فيها لحم ، فأبى أن يأكل و قال : إني لا آكل مما تذبحون على أنصابكم ، و لا آكل إلا مما ذكر اسم الله عليه .
وفي مسند أحمد بهذه الصيغة : حدثنا يزيد حدثنا المسعودي عن نفيل بن هشام بن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل عن أبيه عن جده قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة هو وزيد بن حارثة فمر بهما زيد بن عمرو بن نفيل فدعواه إلى سفرة لهما فقال يا ابن أخي إني لا آكل مما ذبح على ( النصب ) قال فما رئي النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أكل شيئا مما ذبح على ( النصب) قال قلت يا رسول الله إن أبي كان كما قد رأيت وبلغك ولو أدركك لآمن بك واتبعك فاستغفر له قال نعم فأستغفر له فإنه يبعث يوم القيامة أمة واحدة. ؤاجع : صحيح البخاري 7/118 الذبائح و الصيد ، باب ما ذبح على النصب و الأصنام ، 3/1170 ح 3826 ، 4/1770ح 5499 . مسند أحمد بن حنبل 7/196 ح 5369 . 8/28 ، 234ح 5631 ، 6111 و جاء
لقد نسى النبي قوله تعالى : وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ . الانعام 121 .