قبر المسيح في كشمير |
ملحق 4 |
الباب الثاني |
في إيضاح الشهادات التي وجدناها في القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة حول نجاة المسيح |
"يقول الله عز وجل في القرآن الكريم: "وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم.. وما قتلوه يقيناً" أي أن اليهود لم يتمكنوا من قتل المسيح، ولم يهلكوه بالصليب، بل اشتبه عليهم الأمر، بأن حضرة المسيح كأنه مات على الصليب، ولا يملكون من الأدلة ما تطمئن به قلوبهم إلى أن المسيح زهقت نفسه على الصليب حتماً، ولقد صرح الله في هذه الآيات، أن المسيح وإن عُلق على الصليب، وأُريد قتله بلا مراء، لكن ظن اليهود والنصارى بأنه في الواقع هلك بالصليب ليس إلا خدعة، بل نرى أن الله عز وجل أتاح له وسائل أدت إلى نجاته من الموت الصليبي.. وأيضاً ورد في القرآن عن المسيح "وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين" أي أن المسيح سينال الشرف والوجاهة في هذه الدنيا وسيكون في الآخرة من أصحاب الحظوة لدى الله عز وعلا. ومن الواضح أن المسيح لم ينل في ملك هيرودس وبيلاطس آية كرامة أو شرف، بل أنه كان عرضة لأشد التحقير.. إن الله عز وجل وهب المسيح الناصري الشرف والعز وأتاح له لقاء الخراف الضالة من عشر قبائل إسرائيلية حينما شرف المسيح أرض فنجاب بمجيئه بعد أن نجاه الله من أشقياء بني إسرائيل، ومما يبدوا لنا أن معظم بني إسرائيل هنا دخلوا البوذية، وبعضهم وقعوا في أحط أنواع الوثنية، غير أن أكثرهم رجعوا إلى الصراط المستقيم بعد مجئ المسيح إلى هذه البلاد... إن المسيح الناصري نال في هذه البلاد شرفاً ووجاهة عظيمة، وقد اُكتشف أخيراً قطعة نقدية من بين الآثار نُحت عليها اسم المسيح بلغة "بالي"* وهذه القطعة ترجع إلى عصر المسيح نفسه، ويتبين من ذلك بالتأكيد أن المسيح كان يتمتع في هذه البلاد بعز ملكي، وهذه القطعة صدرت على الأغلب من قِبل ملك آمن بالمسيح...وكذلك من آيات القرآن "ومطهرك من الذين كفروا" أي أنني لأبرئنك من تهم الأعداء وأطهرك وأكشف عنك التهم التي رماك اليهود والنصارى بها... ونبأ مطهرك يشير إلى أنه سيأتي زمان يطهر الله فيه المسيح من هذه التهم، وذلك الزمان هو عصرنا هذا.. لذلك اقتضى عدل الله عز وجل أن يكون التطهير والبراءة من الأمور المشهورة المحسوسة، كما كان صلب المسيح أمراً بديهياً محسوساً، وقد شهد ملايين الناس بعيون جسمانية أن قبر المسيح موجود في سري نغر بكشمير. أما عن الأحاديث النبوية فيقول المؤلف: وقد تحقق بالأحاديث الصحيحة الروايات، أن النبي قال: "إن المسيح عاش مائة وخمسة وعشرين عاماً" (1) التعليق: يحاول المؤلف في هذا الفصل أن يثبت من خلال النصوص القرآنية والأحاديث النبوية صحة دعواه، بعدم موت المسيح على الصليب، وطبعاً هناك من هم أقدر في الرد على هذا، ولكن حتى يكون الرد على كتابه كاملاً أورد هنا بعض الردود من خلال التفاسير والأحاديث: وهنا يستند المؤلف على ثلاث آيات قرآنية وحديث واحد: 1 - "وقولهم إن قتلنا المسيح عيسى بن مريم رسول الله. وما قتلوه وما صلبوه، لكن شبه لهم.. وما قتلوه يقيناً" النساء156-157، أي أن اليهود اشتبه عليهم موت المسيح، ولقد سبق وناقشنا هذا الإدعاء. 2 - "اسمه المسيح عيسى بن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة" آل عمران 45. وفسر الوجاهة* بأنه نال شرف ووجاهة عظيمة وعز ملكي في فنجاب، وهذا ليس هو التفسير المجمع عليه من المفسرين، فقد جاء في تفسير الرازي: إن المسيح وجيه في الدنيا بسبب : أ - النبوة. ب - أنه يستجاب دعاؤه ويحيى الموتى ويبرئ الأكمة والأبرص. جـ - أنه كان مبرأ من العيوب التي وصفه بها اليهود. ووجيه في الآخرة بسبب: أ - علو المنزلة عند الله تعالى. ب - شفيع أمته وتقبل شفاعته فيهم. جـ - كثرة صوابه وعلو درجته عند الله تعالى. وهو وجيه في الدنيا رغم ما عمله معه اليهود، لأن هذا لا يقدح في وجاهته(2) وجاء في تفسير الجلالين: وجيه في الدنيا: بالنبوة. ووجيه في الآخرة: بالشفاعة والدرجات العلا(3) فالوجاهة المقصودة هنا لا تعني ذهاب إلى فنجاب ونقش صورته على عملة نقدية. 3 - "إني متوفيك ورافعك ومطهرك من الذين كفروا" آل عمران والتطهير هنا لا يعني تطهير من الآثام والأوزار، لأنه هو المسيح وكلمة المسيح تعني: 1 - أنه مسح من الأوزار والآثام. 2 - أنه كان ممسوحاً بدهن طاهر مبارك يُمسح به الأنبياء، ولا يمسح به غيرهم. 3 - لأنه مسحه جبرائيل بجناحيه وقت ولادته، ليكون ذلك صوناً من مس الشيطان. 4 - أنه خرج من بطن أمه ممسوحاً بالدهن(4). والمعنى المقصود "بمطهرك" هنا هو مبعدك، والإبعاد هنا تم بالرفع إلى السماء، وليس الذهاب إلى كشمير. (4) ذكر المؤلف أنه هناك حديث بأن المسيح عاش مائة وخمسة وعشرين عاماً. وإليك ما جاء في الأحاديث: أ - قال الحسن البصري: "كان عمر عيسى يوم رفع أربعاً وثلاثين سنة. ب - قال حمادة بن سلمه، عن على بن يزيد، عن سعيد بن المسيب، أنه قال: "رفع عيسى وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة" جـ - قال جرير والثوري عن الأعمش، عن إبراهيم: "مكث عيسى في قومه أربعين عاماً". د - روى سفيان بن عينيه، عن عمرو بن دينار، عن يحيي بن جعدة، قال: قالت فاطمة: "قال لي رسول الله إن عيسى بن مريم مكث في بني إسرائيل أربعين سنة". أما الحديث الذي رواه الحاكم في مستدركه، ويعقوب بن سفيان الفصوي في تاريخه، عن سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن يزيد، عن عمارة عن عُزيه، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن فاطمة بنت الحسين، حدثته أن عائشة كانت تقول: أخبرتني فاطمة أن رسول الله أخبرها أنه لم يكن نبي كان بعده نبي إلا عاش الذي بعده نصف عمر الذي كان قبله، وأنه أخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومائة سنة، فلا أراني إلا ذاهب على رأس الستين" هذا لفظ القصوى. وهو حديث غريب.(5) إذن الأحاديث تؤكد على رفع المسيح في الرابعة والثلاثين إلى الأربعين من عمره والحديث الذي يقول أن المسيح عاش مائة وعشرين سنة، حديث غريب، وقد نقده المحدثين، ولذلك فلا يصح أن تبنى عقيدة على حديث كاذب. وقد جاء في تفسير الجلالين: "روى أن الله أرسل إليه سحابة فرفعه، فتعلقت به أمه وبكت. فقال لها: إن القيامة تجمعنا وكان ذلك في ليلة القدر ببيت المقدس، وله ثلاث وثلاثون سنة وعاشت أمه بعده ستة سنين(6) الهوامش: 1 - المسيح الناصري في الهند. ص57-62. 2 - تفسير الرازي. مجلد4. ص56. 3 - تفسير الجلالين. ط دار التراث. ص 51. 4 - تفسير الرازي. مجلد4. ص54. 5 - المسيح عيسى بن مريم. للأمام أبي الفداء إسماعيل بن كثير. تحقيق وتعليق عبد الرحمن حسن محمود. مكتبة الآداب. ص132-133. 6 - تفسير الجلالين. طبعة دار الثراث. ص52. |