قبر المسيح في كشمير |
الباب الأول |
القاديانية: نظرة تاريخية |
الفصل الثالث |
هل هناك دليل على صدق الغلام؟ |
لقد أدعى الغلام أنه مجدد ومحدث وأنه المسيح الموعود ثم أدعى النبوة، وهذه الإدّعاءات تحتاج إلى أدلة تؤكد صدقها، وإذ نضع الغلام أمام بعض الأدلة التي استشهد بها نرى كذبه واضحاً وبهتانه بيناً: 1 - المعجزات: إن "المعجزة لغة مأخوذة من العجز، وهو عدم القدرة على فعل الشيئ، وأما في اصطلاح جمهور المتكلمين، فتعرف بأنها: أمر خارق للعادة ويُظهر الله على يد مدعي النبوة تصديقاً له في دعواه" (68). وقد قال الغلام: "إن معجزاتي قد أربت على ألف ألف معجزة"، ولست أدري ما هي هذه المعجزات ولكن من معجزاته التنبؤ بالكسوف والخسوف، وكان الإنجليز يمدونه بحسابات هذه الظواهر الفلكية التي لم تكن معروفة في الهند آنذاك" (69). 2 - النبوة عنه في الكتب السابقة: لقد حاول الغلام أن يجد لنفسه سنداً في الكتب السابقة له، فكما أن المسيح تفرد بأن التوراة قد بشرت بمجيئه، هكذا أراد الغلام أن يثبت أن الكتب المقدسة قد بشرت بمجيئه، فقال: "أنا الذي جئت مصدقاً للبشائر"(70). وقال: "أعزائي، لقد أدركتم الزمن الذي بشر به جميع الأنبياء، وقد رأيتم ذلك الشخص أي المسيح الموعود الذي كان عدد كبير من الأنبياء يتمنى زيارته"(71). وعندما انتشر وباء الطاعون استغل هذا الحادث وأعلن: "إن في القرآن الكريم وبعض صحف التوراة هذا الخبر ، بأنه سيقع في زمن المسيح الموعود وباء الطاعون، وكذلك أخبر المسيح أيضاً عن هذا الحادث في الإنجيل"(72). وقد طبق كثير من النصوص القرآنية على نفسه(73) مثل: "وما أرسالناك إلا رحمة للعالمين" الأنبياء 107 "وما ينطق عن الهوى، إنه هو إلا وحي يوحى" النجم 3 "وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً" الأحزاب 46 "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني" آل عمران 31 " إن الذين يبايعونك، إنما يبايعون الله" الفتح 10 " إن فتحنا لك فتحاًمبيناً ليغفر الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر" الفتح 1 " يس. والقرآن الحكيم، إنك لمن المرسلين" يس1 أما النص القرآني الذي استند عليه كثيراً هو وأتباعه ما جاء في سورة الصف 6 "ومبشراً برسول يأتي بعدي اسمه أحمد". فقد قال الغلام: "إن الآية تبشر بمجيئ وأن المراد من أحمد هو أنا"(74). وقال الخليفة الثاني الميرزا بشير الدين محمود: أكان أحمد اسم المسيح الموعود أم اسم محمد؟ وهل آية سورة الصف التي بشرت برسول اسمه أحمد هي في حق محمد أم في حق المسيح الموعود؟ إن عقيدتي أنها في حق المسيح الموعود وهو نفسه أحمد(75). ولقد ألقى أحد دعاة القاديانية وهو سيد زين العابدين ولى الله شاه، كلمة في مؤتمر القاديان السنوي سنة 1934 م وعنوانها "اسمه أحمد" قال فيها: إن المراد من هذه الآية هو ميرزا غلام أحمد، وليس محمد(76). وهناك نص آخر استشهد به الغلام، حيث قال: "أُخبرت بأن خبرك موجود في القرآن والحديث، وأنت المصدق لهذه الآية (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله" (77). أما بالنسبة لاستشهاد القادياني بنصين من الكتاب المقدس كنبوة عن انتشار الطاعون في قاديان في زمن المسيح الموعود، نجد أنه لا علاقة لهما البتة لا بالقاديان ولا بالطاعون. 3 - التنبؤ أو الاخبار بالغيب: يقول الغلام: "ومن آيات صدقي أن الله أظهرني على كثير من أمور الغيب وهو لا يظهر على غيبه أحداً إلا الذين هم يرسلون" (78). وهو يجعل النبوات أعظم محك لصدقه " فليعلم المنكرون أنه ليس هناك محك امتحاننا وميزان صدقنا وكذبنا أعظم من النبوات" (79). في ضوء هذا نسجل هنا نبوات(80) الغلام ، ومنها يتضح بالدليل القاطع كذب هذا المتنبئ: النبوة الأولى: إن رجلاً مسيحياً اسمه عبد الله آثم ناظر الغلام في مدينة أمرتسر بالهند سنة 1893 م، وبعد نقاش طويل لم يصلا إلى نتيجة ولم يفز واحد منها على الآخر، رغم إدعاء الغلام بأنه مؤيد بوحي إلهي وأراد أن يلعب لعبة حتى يغسل عنه العار الذي لحقه بعدم فوزه على رجل نصراني عادي، فأعلن في صباح الخامس من يونيو سنة 1893م: "ما فتح الله عليّ الليلة هو هذا، أني حينما تضرعت وابتهلت أمام الله عز وجل ودعوت منه بأن يفصل في هذا الأمر، فأعطاني آية بأن الكذاب يموت في خمسة عشر شهراً بشرط أن لا يرجع إلى الحق، والصادق يُكرم وُيوقر، وإن لم يمت الكذاب في خمسة عشر شهراً، ولم يتحقق ما قلت أكون مستعداً لكل جزاء، يسود وجهي وأذلل، ويجعل في جيدي حبل وأشنق، وأنا أقسم بالله العظيم أن يقع ما قلت، ولا بد أن يقع"(81). فهل تحققت هذه النبوة؟ وهل مات عبد الله آثم؟ نرى هذا في خطاب أُرسل للغلام: "مولانا المكرم، سلمكم الله. السلام عليكم ورحمة الله. اليوم سبعة من سبتمبر، وكان ميعاد النبوة الأخيرة 5 سبتمبر، وما أبحث في ألفاظ النبوة ولكن ألفاظ الإلهام التي ذكرتم (وإن لم يمت الكذاب في مدة خمسة عشر شهراً، ولم يتحقق ما قلت أكون مستعداً...) والآن ولم تتحقق هذه النبوة، وعبد الله آثم سالم، صحيح، حي، ولم يمكن ولا أظن أنه يمكن التأويل في هذه النبوة...." محمد علي خان(82). وقد كتب عبد الله آثم في جريدة "وفادار" بعد عشرة أيام من انقضاء المدة المعهودة "أنا ألفت نظركم إلى نبوة الغلام عن موتي، وأخبركم بأني صحيح سالم بفضل الله، وأني سمعت بأن الغلام يقول: إني رجعت عن المسيحية، فأعلن أن هذا كذب، كنت مسيحياً، ولا زلت مسيحياً كما كنت، وأشكر الله على أنه جعلني مسيحياً" (83). وهكذا ثبت كذب الغلام في نبوته هذه وسقط في الامتحان الذي وضعه لنفسه. النبوة الثانية: قال الغلام بصدد هذه النبوة: "فليعلم المخالفون أنه لا يوجد معيار أحسن وأصلح لختيار صدقنا وكذبنا من هذه النبوة"(84). وهاك هذه النبوة: إن رجلاً من أقربائه اسمه "أحمد بك" جاء إلى الغلام لمساعدته في أمر ما، فقال له الغلام: أساعدك بشرط أن تزوجني ابنتك "محمدي بيجوم" وكان عمره آنذاك فوق الخمسين، فأبى أحمد بك، أن يقبل هذا الشرط، فجن الغلام، وبدأ يهدده. وتنبأ قائلاً: "إن الله أظهر عليّ بصورة النبوة، بأن الابنة الكبيرة لأحمد بك ترد لي مع أن أهلها يخالفون ويخالفون ولكن الله يزوجها لي ويرفع الحواجز، ولا يستطيع أحد أن يحول دون تحقق هذا"(85). وقال : "إن زواجها أمر متحقق، وأنا أقسم بربي أن هذا صدق، ولا تستطيعون أن تحولوا دون وقوعه، وقد قال الله عز وجل: "زوجناكها نحن بأنفسنا ولا يستطيع أحد أم أن يبدل كلماتي"(86). وأعلن: "إن نفس النبوة، وهي زواج هذه المرأة مني، تقديرمبرم، والتقدير لا يزول بحال من الأحوال، لأنه قد وجدت في الإلهام هذه الفقرة ولا تبديل لكلمات الله". فمعناه أن نبوتي هذه لا بد لها أن تتحقق، لأن عدم تحقيقها يبطل كلام الله"(87). وأعلن أن هذه النبوة هي وعد الله له: "إن لم يتحقق هذا النبأ فأكون أخبث الخبثاء، أيها الحمقى هذا ليس افتراء من إنسان، ولا لعبة خبيث مفتري، بل هذا وعد الله الحق، الإله الذي لا تبديل لكلماته. والرب الذي لا مانع لإرادته"(88). وفي أثناء هذا بدأ الغلام محاولاته، بالوعد والوعيد، فكتب إلى أحمد بك: "أخي الكريم أحمد بك، سلمه الله تعالى، الآن فرغت من المراقبة فغشيني النوم ورأيت أن الله يأمرني بأن أطلعك على أن تزوجني ابنتك الكبرى البكر، لكي تستحق خيرات الله وبركاته وأنعامه وأكرامه، ويفرج عنك الكرب والمصائب، وأن ما أعطيتني ابنتك فتكون مورد عتاب وعقاب، وبلغتك ما أمرني الله لكي تحصل على انعامه وأكرامه ويفتح عليك خزائن النعم... وأيضاً أنا مستعد أن أوقع على الوثيقة التي جئت بها إليّ، وفوق ذلك كل ممتلكاتي لك ولله، وأيضاً أنا مستعد أن أشفع لابنك عزيز بك" للحصول على وظيفة في البوليس، كما سازوجه بابنة غني كبير من مريدىّ"(89). وكتب إليه رسالة أخرى: "إن أعطيتني ابنتك وزوجتني إياها أعطيك نصيباً كبيراً من عقاري وبستاني، وأعطي لابنتك ثلث ما أملك، وأنا صادق فيما أقول، وأعطيك كل ما تطلب وتسأل، ولا تجد رجل واصل رحم مثلي" (90). وحينما رأى أن هذه التحريضات والترغيبات لم تثمر شئياً، بدأ يتذلل أمام أحمد بك ويسترحم، فكتب إليه كتاباً جاء فيه: "أنا أرجو منكم بكل أدب وعجز أن تقبلوا زواج ابنتكم مني، لأن هذا الزواج يكون موجباً للبركات، ويفتح عليكم أبواب الرحمة التي لا تتصورون.. ولعلكم تعرفون بأن هذه النبوة قد اشتهرت في ىالآف من الناس، بل مئات الآلوف، والعالم ينظر إلى تحقق هذه النبوة وألوف من رجال الدين المسيحي يتمنون بأن لا تتحقق هذه النبوة حتى يضحكوا علينا، ولكن الله يذلهم وينصرني.. لذلك أرجة أن تساعدوني في تحقيق هذه النبوة"(91). وكتب إلى ابنيه سلطان أحمد، وفضل أحمد، بأن يساعداه في هذا الأمر، لأن ابنه فضل كان متزوجاً ابنة أخت أحمد بك، وابنه سلطان كان له قرابة مع أحمد بك من جهة أمه، كما كتب إلى زوجته أم سلطان وفضل بأن تسعى هي أيضاً بدورها وكتب متوعداً: "إن تزوجت ابنة أحمد بك من أحد غيري، ففي نفس ذلك اليوم يكون سلطان أحمد محروماً من أرثي، ولا يكون له أي علاقة بي، وأيضاً تكون أمه مطلقة، وأما ابني فضل فيكون أيضاً محروماً من أرثي إن لم يطلق زوجته التي هي ابنة أخت أحمد بك ولا يكون له أي علاقة بي كأخيه سلطان"(92). ولكن الله يفعل ما يشاء، فزُوجت (محمدي بيجوم) ابنة أحمد بك لرجل يدعى "سلطان بك" ولكن الغلام ما انقطع عن تماديه، وأصر أنه مهما يكن فإن "محمدي بيجوم" تُزوج له، لأنها زُوجت له في السماء، أما زوجها سلطان بك فسوف يموت "هذا صحيح بأن "محمدي بيجوم" ما زوجت لي، ولكنها قطعياً سوف تزوج لي كما ذكرت النبوة، وأن الناس استهزوا بي لعدم تحقق هذا النبأ، النبأ الذي ما تنبأت به من عند نفسي، بل أُخبرت عنه بعد وحي من الله، وأقول صدقاً أنه يأتي يوم تنحنى فيه رؤوس هؤلاء المستهزئين من الندم، وأن المرأة لا تزال على قيد الحياة حتى ترجع إليّ وتزوج لي، أنا أؤمن بهذا إيماناً جازماً لأن وعد الله لا يخلف"(93). وكتب "أنا تضرعت أمام الله وابتهلت، فألهمت، سوف أريهم آياتي بأن هذه المرأة تثبت ويموت زوجها وأبواها خلال ثلاث سنوات، ثم ترجع هذه المرأة إليّ ولا يكون أحد يستطيع المنع" (94). وطال الآمد ولم يمت زوج "محمدي بيجوم" ولم ترجع إليّ الغلام أحمد المتنبي الكاذب، وقد استمرت محاولته لتحقيق هذه النبوة لمدة اثنتين وعشرين سنة (1886 - 1908) حتى مات، وأما محمدي بيجوم، فقد ماتت سنة 1966م، وعاش زوجها أربعين سنة بعد الغلام ومات سنة 1948م وهكذا ثبت كذب الغلام أيضاً في هذه التنبوة. النبوة الثالثة: وهي عدة نبوات معاً تتعلق بانجابه ولداً فقد تنبأ مرة وامرأته حبلى: "الحمد لله الذي وهبني على الكبر أربعة من البنين، وبشرني بخامس"(95). وقد كان هذا الإلهام في أول يناير سنة 1903 وفي 28/ 1/ 1903م وضعت امرأته بنتاً، وماتت بعد أشهر قليلة. ومرة أخرى حبلت امرأته، فتنبأ "يولد ابن الكرام، وله طراز جميل"(96). وبعد ذلك بشهر في 24/6/1904م وضعت زوجته بنتاً. وأعلن مرة ثالثة في 16/9/1907م "إنا نبشرك بغلام حليم (97). وفي أكتوبر سنة 1907 أعلن "سأهب لك غلاماً ذكياً، ربي هب لي ذرية طيبة، إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى" (98). وفي 26/5/1908م مات الغلام، ولم ُينجب هذا الولد. فماذا نقول أمام هذا الفشل الذريع لنبوات الغلام. النبوة الرابعة في 20/2/1886م، أعلن الغلام "إن الله بشرني بأن يكون لي ذرية كثيرة من النسوة ذوات البركات اللاتي أتزوج بعضهن بعد هذا الإلهام(99). ووضح هذه العبارة بقوله: "إني أعلنت في فبراير سنة 1886 بعد الإلهام من الله بأنه بشرني بالزواج بعد هذا الإعلان وسوف أتزوج نسوة ذوات يمن وبركات ويولد منهن أولاد" (100). والواقع والتاريخ يؤكد أن غلام أحمد ما تزوج بعد هذا الإعلان أي امرأة. وهكذا مرة تلو الأخرى يُثبت عدم صدق الغلام في إدعائه النبوة. * النبوة الخامسة: في 14/6/1899م وُلد له ولد اسماه "مبارك" وبعد ولادته تنبأ قائلاً: "إن هذا الولد من نور، ومصلح موعود، وصاحب العظمة والدولة، ومسيحي النفس ويشفي الأمراض، وكلمة الله، وسعيد الحظ. وهذا يشتهر في أنحاء العالم وأطرافه، ويفك الأسارى، ويتبرك به الأقوام(101). وفي سنة 1907 مرض هذا الولد، فاضطرب الغلام، وفي 27/8/1907م حين خف من مرضه، تنبأ الغلام "الهمني الله بأنه قبل الدعاء وذهب المرض" (102). ولكن عاد المرض من جديد ومات المصلح الموعود في 16/9/1907م، وربما يكون هذا هو الابن الذي قال فيه: "إنما نبشرك بغلام اسمه عنموايل ومن المقربين، وهو نور مبارك ومن المقربين، يعالج كل عليل ومرض وكان بأنفاسه من الشافين، وأنه آية من آياتي، وليجئ الحق بمجئيه، ويزهق الباطل بظهوره، ولبعث أصحاب القبور من القبور، فهو كلمة الله، ويظهر بظهوره جلال رب العالمين" (103). تعليق: في هذه النبوة نرى محاولة القادياني تطبيق النصوص التي جاءت في الكتاب المقدس والقرآن عن المسيح على ابنه، وإليك ما يبرهن ذلك: - اسمه عنموايل: جاء عن المسيح في مت23:1 "هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" فعنموايل تحريف لكلمة عمانوئيل وهذا النص تحقيق للنبوة التي جاءت عن المسيح في سفر إشعياء "ولكن يعطيكم نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل" إش 14:7. - وهو نور: جاء عن المسيح "كان النور الحقيقي الذي ينير كل إنسان"يو1: 1، وقال المسيح عن نفسه: "أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة" يو8: 12. - يعالج كل عليل ومرض: جاء عن المسيح في مت 4: 23-24، 35:9 "وكان يسوع يطوف المدن كلها والقرى يعلم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف". - كلمة الله: قيل عن المسيح "في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله... والكلمة صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده" يو1: 1، 14. وأيضاً قيل عن المسيح في القرآن " إن المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم" النساء 171. - يظهر بظهوره جلال الله: جاء عن المسيح "وهو بهاء مجده (الله) ورسم جوهره" عب 3:1. وأيضاً "الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد.. هو خبر" يو1: 18. النبوة السادسة: تنبأ الغلام أنه لا يقع الطاعون في القاديان "هو الإله الحق الذي أرسل رسوله في القاديان، وهو يحفظ القاديان من الطاعون، ولو يستمر الطاعون إلى سبعين سنة، لأن القاديان مسكن رسوله، وفي هذا آية للغلام(104). ولكن الطاعون دخل القاديان، ففي رسالة إلى صهره محمد على خان "إن الطاعون ههنا في منتهى الشدة، يبتلى الإنسان فيموت بعد ساعات والله يعلم متى ينتهي هذا الابتلاء"(105). ليس هذا فحسب، بل دخل الطاعون بيته، الذي قال فيه: "إن بيتي كسفينة نوح من دخله حفظه الله من كل الآفات والمصائب"(106). كتب الغلام: "دخل الطاعون حتى بيتنا، فابتلت غوثان الكبيرة(زوجته)، فأخرجناها من البيت، كما أُبتلى الأستاذ محمد دين، فأخرجناه أيضاً. واليوم ابتليت به امرأة أخرى كانت نازلة في بيتنا وجاءت من دلهي.. ومرضت أنا أيضاً حتى ظنت أنه ليس بيني وبين الموت إلا دقائق"(107). هذه بعض نبوات الغلام أحمد التي منها ثبت كذب دعوته، ومن كان كاذباً لا يصح أن يكون نبياً وأن يدعو إلى دين جديد. القاديانية والهندوسية: كان الغلام داهية ماكراً، لذلك رأي أنه ليس من مصلحتة ولا مصلحة القاديانية كمذهب أن يتجاهل الهندوس، ولا سيما أنهم يشكلون أغلبية لا يستهان بها في الهند، لذا فقد مدح أحد آلهتهم وهو "كرشنا" وقال: "إن القديس كرشنا كان نبياً، وينزل عليه روح القدس، وأنه قام بتطهير الأرض من الأريين" (108). وقد إدعى الغلام أن الله وعد "كرشنا" بأنه سيظهر في الأيام الأخيرة. وقد تحقق الوعد فيه هو "إنه كان نبياً حقيقياً في عصره، وكان مليئاً بحب الله، وكان يصادق لأعمال الخير، ويعادي لأعمال الشر، وأن الله وعده بأنه سيظهره في الأيام الأخيرة وأن الله حقق وعده في شخصيتي أنا " (109). ثم أضاف: "أنني لست مبعوثاً لإصلاح المسلمين فقط، بل لإصلاح الهندوس والمسيحيين. وفي نفس الوقت أنني مبعوث إلى الهنادكة. وقد أعلنت منذ حوالى عشرين سنة بأنني مرسل لتطهير الأرض من الذنوب التي ملئت بها، إنني بشكل المسيح بن مريم، وفي صورة القديس كرشنا، وبمعنى آخر أنني القديس كرشنا فعلاً من الناحية الروحية". ويؤكد هذه المقولة المولوى محمد علي اللاهورى: "إن الله قد وعد الهندوس بأن يرسل قديساً أخر الزمان وأنه حقق وعده بإرسال النبي المقدس الميرزا غلام أحمد إلى أرض الهند"(110). لقد حاول الغلام وأتباعه الحصول على دعم الهندوس وتأييدهم، ونجحوا في ذلك وقد ظهر هذا التأييد بوضوح في عدة مقالات كتبها رئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو وكانت تدور حول القاديانية من الفرق الإسلامية، فلماذا يصر المسلمين علىفصلها عن الإسلام. رداً على مقالات د. محمد إقبال التي أثبت فيها أن القاديانية فئة كافرة ولا علاقة لها بالإسلام. القاديانية والصهيونية: (111) - كتبت صحيفة "الفضل" القاديانية: "لئن كان اليهود لا يستحقون تولى بيت المقدس لأنهم ينكرون رسالة محمد، والمسيحيون لا يستحقون لأنهم أنكروا رسالة محمد، فغير الأحمديين (المسلمون) لا يستحقون توليته يقيناً". - لقد أسس المركز القادياني في فلسطين المولوى جلال الدين شمس سنة 1928م، ويقع في حيفا، وبه مسجد ومقر البعثة ومكتبة عامة ومكتبة تجارية ومدرسة، ويصدر مجلة شهرية باسم (البشرى) باللغة العربية، وقد قام المركز بترجمة كثير من مؤلفات الغلام أحمد. - ذكر "دوست محمد شاهد" في كتابه "تاريخ أحمديه" ان ميرزا بشير الدين محمود أقام في فلسطين سنة 1924م بعد صدور وعد بلفور سنة 1917م بإنشاء دولة إسرائيل ولما قامت دولة إسرائيل سنة 1948م طردت سكان فلسطين الأصليين، بينما سُمح للقاديانيين بالإقامة والتبشير دون مسهم بأي أذى وقد قال بشير الدين محمود: "لا شك أنه ليست لنا مكانة في البلاد العربية مثل مكانتنا في البلاد الأوربية والافريقية، ومع ذلك فقد حصل نوع من المكانة، وهو أنه لا يسمح لأحد بالإقامة في قلب فلسطين غير الأحمدي"(112) وكيف لا تتمتع القاديانية بهذه المكانة، وقد قام خليفتها الثاني ميرزا محمود بتأييد إقامة الدولة الصهيونية في فلسطين(113). والسؤال الآن لماذا تسمح إسرائيل بإقامة المراكز التبشيرية القاديانية فيها، وتسمح بنشر المطبوعات القاديانية؟ من المؤكد أن لإسرائيل مصلحة في ذلك. قال د.محمد إقبال: "إن الميرزائية تشمل عناصر يهودية، كأن هذه الحركة راجعة إلى اليهودية". |